«أطفت شعلة تمردها»
«الفصل الثامن و الثلاثون»
أنا هنا تائهة وحدي، كل الذكريات السيئة تلاحقني،كيف لقلب ملئ بالغبار ان يُزهر عند رؤيتكَ؟
_________________________
تركض في تلك الغابة المظلمة وحدها، تركض بأقصى سرعة لديها نحو شعاع النور، الغبار يملاء المكان، تلك الأشجار السوداء تدب الرعب بقلبها، حتى تلك البركة ذات المياة الملوثة، تلك الأصوات تجعلها تزيد من سرعتها ،شعرها الاسود يتناثر حول وجهها، دقات قلبها و أنفاسها الحارة تتعالى الأصوات،تركض بأقصى سرعتها.حاولت «زينب» الهروب من ذلك الظلام الذي يلحقها، ما أن أقتربت من النور وجدت نفسها تقف في صحراء خالية من البشر، أمامها البحر و خلفها تلك الغابة
و هي بينهما تقف مذعورة خائفةوضعت يديها على اذنيها و هي تصرخ من شدة الألم الذي تشعر به و الوحدة الذي تعم ذلك المكان
جلست أرضا على تلك الرمال، وجدت يدي تُمد اليها، رفعت رأسها تنظر له
ملامح حزينة وعيون خضراء مطفية، ظلت تُمعن النظر اليه بارتياب، رفعت يديها لتمسك يده لكن تناثر رماده فجأة و اختفى تلاشي كأنه لم ياتي.شهقت «زينب» فجأة بذعر في تلك الغرفة المطلية بالون الأبيض، كانت تتنفس بسرعة و ذعر و هي تحاول استيعاب ما يحدث، قبل أن تقوم بإزالة جهاز التنفس الصناعي منافذ تنفسها، دموعها هبطت و هي تدرك انها نائمة في تلك الغرفة و كل ذلك كابوس
دلفت الممرضة الي الغرفة بسرعة، ابتسمت بسعادة قائلة :
-"حمدالله على السلامه يا مدام زينب، كلهم كانوا قلقنين عليك"حاولت «زينب» النهوض الا أنها تأوهت بألم لتصع يديها على بطنها قائلة بفزع و دموع:
-"أولادي؟"ربتت الممرضة على كتفها قائلة باهتمام لتهدء من روعها :
-"متقلقيش هم كويسين، احنا دخلنهم الحضانة بعد الولادة بس الحمد لله كويسين"سألتها زينب بارهاق و تعب:
-" هو ايه اللي حصل؟ فين بيلا؟ و صالح و الولاد"ردت الممرضة بهدوء قائلة:
-"الولاد بخير الحمد لله و هما مع بشمهندس صالح في الاوضة اللي جانبنا دي مع الولاد، أنتِ جيتي المستشفى من اكتر من اسبوعين في حالة ولادة مبكرة، كنتي خلفتي في مستشفى المنصورة و للأسف لان الولادة كان فيها إجهاد كبير فقدتي الوعي و اتشخصت غيبوبة مؤقته، مدام بيلا كانت هنا لكن نزلت الكافتيريا مع عمر بيه والد حضرتك"التمعت عيون زينب بالدموع قائلة بلهفة:
-" بابا؟ أنا عايزه اشوف صالح و الاولاد "اومأت لها الممرضة بالموافقة قائلة بهدوء:
-" هروح اقول للدكتور و لصالح بيه"كادت ان تغادر الا ان زينب قالت بجدية :
-" خديني لصالح، أنا كويسة و هقدر اقوم"ساعدتها الممرضة في النهوض، كانت تتحرك ببطئ و تعب، لكن رغم المها كان قلبها متلهف لرؤية أطفالها و زوجها و كم اشتقت له، كانت بين كوابيسها المظلمة تفتقده و تفتقد دفء احضانه، تفتقد شعور الأمان.
أنت تقرأ
أطفات شعلة تمردها 🦋بقلم دعاء أحمد
Romanceظن أنه الأقوى و أن العشق لن يمس قلبه مهما حدث لكن تغير كل هذا حين رآها.. لأول مره يشعر بالضعف اتجاه انثي حاول بكل الطرق الا يعشقها و الا يكن لها أي مشاعر كانت نظراته لها تقتلها بالرغم إعجابها بشخصيته القويه وقع الاثنان في طريق واحد يسمى الزواج لنري...