خادمة في قصر الفهد
جاء أبو هدير وهو يقول:
"أنت بتنادي عليّ، لقيت اسم بنتي هيلين. يا ابني، هي كانت طالعة رحلة مع المدرسة إلى الغردقة، وبسأل الطائرة رجعت ولا لا، قلبي متوجس عليها".رد الشخص قائلاً:
"أعلم يا ولدي، اجلس أنت، وأنا سأعرف لك كل المعلومات. أنا بتكلم عن فتاة أخرى اسمها هدير، ويوجد تشابه كبير في اسم الأب".نظرت له هدير وهو يتحدث، وكانت تريد أن تجري عليه وتترمى في حضنه، وهي ترى قلقه وضياعه وهو يبحث عن ابنته. ثم تحدثت مع نفسها، وهي تتقدم خطوات لم يتعرف عليها، وقالت:
"طيب، أنا مكنتش بنتك، ليه مبحثتش عني؟ ليه مدورتش عليا زيها؟ ليه؟ وهل قوتها مكنتش بنتك؟".وكانت تتذكر الألم الذي شعرت به عندما اتهمتها زوجته بأنها سرقت المال وهي في الثامنة من عمرها. وغصباً عنها، نزلت دموعها، خصوصاً عندما اجتمع الجميع، وصدقوا أنها حرامية، واقترحوا أن تذهب إلى أحد ليأخذها، والكل رفض أن يستلمها، ما عدا جدتها التي صدقتها وذهبت معها. كانت جدتها تعني لها الكثير، وكانت تعتبرها أمها. وعاشت أجمل سنين معها حتى ماتت، وعندما ماتت، عادت إلى الذل مرة أخرى. كانت تصرخ من داخلها: "لماذا يفعلون بي هكذا؟ لماذا لا يكن لي أي حب أو حنان؟". كانت حالتها صعبة جداً. دخلت الحمام وجلست على الأرض تبكي على كل شيء حدث معها، وهي تلوم أبوها: "لقد رزقت بفتاة أخرى، والآن تجري خلفها، تخاف عليها وتبحث عنها، أم أنا رميتني أنت وزوجتك؟".
شعر الشاب بغيابها، وسأل صديقته:
"هي فين صحبتك؟ أوعى تكون رافضة تسافر معنا، أوعى تكون بتشتغلني".تنهدت الفتاة وهي خائفة فعلاً لتكون هربت أو رجعت في كلامها ويضيع عليها الفرصة، وقالت:
"أروح أشوفها، أكيد دخلت الحمام".نظر لها ببعض من القلق ثم قال:
"طيب، يلا بسرعة عشان هنتأخر". ثم تراجع وقال:
"خليكي هنا مع والدتي، وأنا أروح أشوفها".استغربت الممرضة وقالت:
"حضرتك هتروح فين؟ ده حمام نسائي، محدش يسمح لك تدخل عليه".نظر لها بدون مبالاة وقال:
"أنا هتصرف، لا تتركي أمي لحظة، فاهمة؟ وإلا يكون آخر يوم لك في الدنيا ده".هزت الممرضة رأسها وقالت:
"حاضر".وفي نفسها، فكرت: "إيه رماني الرمى ده بس، يلعن حاجة الفلوس"، ومسكت العربة المتحركة التي تجلس فيها السيدة وهي نائمة.
عند هدير
اتجه الشاب نحو الحمامات، لم يجد مشرفة في أول الحمام، فدخل باستحياء وهو ينادي:
"في حد هنا يا جماعة، يا أستاذة هدير؟". وبعد ذلك سمع صوت أنين وبكاء، وكان مستحياً ولا يعلم لماذا يبحث عنها أو يهتم. فدخل خطوة، وجدها جالسة على الأرض تبكي. أنصدم وأقترب منها، وهو يسألها:
"أستاذة هدير، أنتِ بخير ليه بتعيطي؟".
