الجزء الاخير

3.7K 84 2
                                    

الجزء الأخير - الحلقة الأخيرة

خادمة في قصر الفهد

الكاتبة صفاء حسني

كان يطلب من ملك لا تتركه، لكن فجأة وجد نفسه مكانه، وملك انسحبت ودخلت غرفتها. جلست على السرير، حضنت نفسها وضمت يديها ورجلها معًا وهي تلوم نفسها على الاعتراف بمشاعرها لأسماء. "بتحب مين فوقي يا ملك؟ أنتِ دورك في القصة ده قرب يخلص، أرجوك اخرج منها سليمة عشان.. "  و مسكت قلبها وقالت: "أنا خايفه منك، خايفه تحب، حاجه مش من حقك أو تعيش في أمل مش حقيقه."

استمع لها فهد، وعلى قد ما كان حاسس بفرحة ونفسه يجري ويضمها، لكن مش متوقعة ردها. سحب المفاتيح وخرج وذهب لصلاة الجمعة.

...

وكان كل ما يسمع كلمات الخطيب يشعر بالوجع، لأن كانت الخطبة عن ارتكاب المعاصي وسببها التسرع وعدم الصبر. واحد محتاج فلوس بدل ما يسعى بالحلال يستسهل الحرام والسرقة. واحد حب بنت ولم يثق فيها، واصبحت ملكه، يتسرع ويرميها عشان تخيل انها ممكن تكون عملت كدة مع غيره. واحد اتخنق مع واحد اتسرع بدل ما يسمع منه يضربه أو يقتله. ثم قال: "التسرع في الحكم باب من أبواب الشيطان." ثم اتحدث عن الأطفال اللي بتعيش بعيد عن حضن الأم والأب، بتكون نتيجتها توتر نفسي واختلال في كل حاجه بيكون عندهم، عدم ثقة، وخصوصًا الطلاق، لأنها بتكون اختيار الطرفين، أما الموت قدر من عند الله.

وكلام كتير بعد ما انتهى الخطيب، وصلو والجميع انسحب، لكن فهد استمر جالس مكانه، حاسس إنه عايز يغسل نفسه ويطهر قلبه ويطلب التوبة والسماح من ربنا سبحانه وتعالى.

اقترب الشيخ منه وجلس وقال: "يا ابني، كل ده ذنوب جواك وعايز تتخلص منها."

استغرب فهد ونظر له وسأله: "أنت عرفت إزاي؟"

ابتسم الشيخ وقال: "لسببين: أول سبب عشان أول مرة أشوفك هنا، تاني سبب كنت مركز في كل كلمة بقولها وكانت دموعك بتنزل، وده بداية إنك تطهر نفسك."

نزلت دموع فهد وقال: "فعلاً محتاج أطهر نفسي، لكن أنا نفسي أسألك، أو بالمعنى الأصحيح أحكي ليك حكايتي، وأنت دلني على الطريق الصح."

ابتسم الشيخ وطلب منه يحكي وقال: "اتفضل يا ابني، سمعك وبمشيت الله هتلاقي بداية للحياة الصحيحة."

اتنهد فهد وقال: "أنا الحمد لله عشت حياة طبيعية مع أبي وأمي، وحياتنا ميوثر الحال وعندي فيلا."

هز رأسه الشيخ وقال: "بداية التوبة الصدقة يا ابني." ووضع الصندوق أمامه، أخرج فهد كل ما في البطاقة ووضعهم في الصندوق.

ابتسم الشيخ وطلب منه يكمل يا ابني.

كمل فهد وقال: "كان عندنا بواب عمي إبراهيم، جه هو ومراته وبنته الصغيرة الجميلة والبريئة. أول ما شوفوتها فرحت إنّي هلاقي حد يلعب معي. وبعدها بفتره جه ابن عمي، واتربينا كلنا في بيت واحد. أمي كانت بتعاملهم بالحسنى، وكانها واحدة من البيت، وخصوصًا بعد ما امها تركت البيت. يوم ورا يوم، قلب دق ليه، كنت بغير عليها من فارس رغم إنه دايما مش ضيقها. ومع الأيام كبرنا، وأمي فرقت ما بينا، وطلبت عمي إبراهيم يوديها البلد تكمل تعليمها هناك بحجة إن لازم تفصل ما بينا عشان منتعلقش ببعض. مكنتش معترفة ابنها فهد يحب خادمته، رغم كده منسيتهش، وكنت بكلمها تليفون، ودايما بطمن عليها لحد ما في يوم عرفت إنها هتتجوز. اتجننت، سافرت عندها، واخدتها، وطلعني على المأذون، وكتبت عليها من غير علم حد، وطلبت منها ترجع تاني، ومع الوقت أبلغ أمي.

ولما رجعت كنت مشتاق جدًا ليها، وحصلت أول علاقة ما بينا. كنت هربت من احتفالية، وفضلت معها. وبعد كده هي فجأة اتغيرت. في البداية كنت فاكر إنها ندمت قبل ما يحصل فرح ومعرفة الطرفين، فقولت لأمي، وطلعت عرفت بالموضوع، وكنت سعيد إنّي اتجوزها رسمي."

نظر له الشيخ وهو يسأله وقال: "البنت وافقت تتجوزك من وراء أبوها أو حد يعرف من أهلها؟ مين كان وكيلها؟"

تنهد فهد وقال: "وقتها كنت منتظر أحط أمي في الأمر الواقع عشان كانت مانعة، واتفقت مع أعضاء الشركة أنا لي ورث فيها، لكن بسبب عملي ما أقدرش أظهر في الصورة، فوضعت شروط الزوجة اللي هتكون معايا أو أتحرم من حصتي في الشركة، عشان مش هتسمح خادمة تورث نص أملاكي، فكنت لازم أعمل كدة. وطبعا جيبت بطاقة أبوها، وقدمته للمأذون، وقولت إنه موافق، لكن مريض. وهي كانت عندها 23 سنة، يعني بالغة."

سأله الشيخ وهو مش مقتنع وقال: "يا ابني، ما بنا على باطل فهو باطل. كملي، فين المشكلة؟"

تنهد فهد وهو محرج وقال: "أمي لعبت لعبة عشان تفرقنا، ووصلت ليه إنها اختي، وطبعًا كدة يكون جوزنا من المحرمات."

استغفر الشيخ وقال: "استغفر الله العظيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وهي فعلاً كدة."

**هز رأسه بالنفي وقال: "لا يشيخنا، هي امها واحدة تانية، لكن زوجتي أو طليقتي مكنتش تعرف مين امها عشان طفشت من زمان وتركتها. المهم هي صدقت، خدعت أمي، لكن مصرحتينش، خافت توجهني، لكن كسرتني واهانتني برجولتي ونخوتي، وأنها لم تشعر معي بأي متعة. ووقتها ثورت عليها ورمت عليها يمين الطلاق، لكن لم أبعث لها ورقة، وكتبتها هي وأبوها على شيكات عشان أهددها لو فكرت تسيب البيت، أسجنها هي وأبوها، وفضلت خادمة عندي تخدمني. لكن مكنتش عارف إنّي أكبر غلط إنّي سبتها معايا، عشان سجنت نفسي أنا مش هي، وشخصيتي اتغيرت، وبقيت كل يوم اجيب واحدة معايا عشان اكسرها. لكن هي انخطبت لشخص تاني، وأنا اللي انكسرت، وقررت اتجوز أي واحدة لمجرد بس اكسرها. خصوصًا عندما سافرت عند أمي، وأعضاء مجلس الإدارة طلبوا مني لازم اتزوج، وتكون زوجة مثقفة متعلمة معها شهادة، وليه في العلاقة العامة، ووقتها أقدر أخد ورثي. رجعت كنت مكسور من كل حاجه، وقررت اتجوز واحدة من بيت دعارة، لكن ليس لها ملف، وأقدر اضغط عليها، وبعد كدة أعمل كل الأوراق المطلوبة.

وبالفعل روحت وأنا سكران، وطلبت أي واحدة، وأنا منتظر، كانت في بنت طفلة صغيرة عندها 17 سنة، سندني وأنا سكران، وطلبت مني أخرجها من هنا، وقالت كلام يوجع، إنّي افوق على نفسي وأرجع لربنا. وبعد كده عرفت إنهم خطفينها وحجزينها عندهم، وأنها لم تستلمي، ولم أحد يستطيع يقترب منها. في الوقت ده قولت أنا عايز البنت دي، لأنها شخصية قوية وعندها أخلاق، لأن البنت اللي تقدر تحافظ على نفسها في مكان زي ده، أقدر أثق فيها. وطلبت منهم محدش يقرب منها ويجهزوه لي، ورجعت، لكن كنت مش بوعي. وقتها زوجتي السابقة عرفت إن كل اللي أمي عملته مجرد خدعة، وأنها خسرتني، وكانت عايزة ترجع لي، واستغلت إنّي مش في وعيه، وقمت معها بعلاقة، ولما فوقت هزقتها وطردها من الغرفة، وقررت اجيب الفتاة، وبالفعل روحت، وقابلتها، وحكت لي كل حاجه، واتفقت معها إنّي أنقذها، لكن في مقابل، وهي كانت عايزة تتخلص من المكان بأي طريقة، فمضت على العقد، كانت فاكرة عقد شغل، وهتكون خادمة عندي، لكن بعد ما أخدتها ووجهتها إنه عقد زواج مدني من إيطاليا، انصدمت، لكن هددتها لتفضل معايا 6 سنين، وخليه تكمل تعليمها وتدخل الجامعة، وتكون شريكة معيا، رغم كل ده رفضت، لكن مع الأيام اكتشفت إنّي وقعت في حبها، ولما قررت اتجوزها رسمي بأي صورة، جات زوجتي السابقة قالت إنها حامل مني، مصدقتهش، وطلبت من ملاك تكون جانبي وتحمني من تأثير أسماء، كنت محتاج منها تقعد معيا فترة إن تنجب الطفل، واتأكد إنه ابني والا لا، واخده منها، وملاك هي اللي تربيه، لأنها رغم طفلة، لكن غيرتني. لكن ملاك عرفت، وقررت تتركني، وقالت اشبع بالورق اللي معاك، وطلبت مني أفكر صح، وقالت روح صلي الجمعة، وادعي ربنا يدعمك للطريقة الصح، وأنا هنا في بيت الله، عايز أتوب عن كل أخطاء، وعايز ملاك تكون جزء من حياتي."
الجزء الأخير - الحلقة الأخيرة

خادمة في قصر الفهد

الكاتبة صفاء حسني

هز الشيخ رأسه وقال: "أنقذت الفتاة من المكان لكي تكون سجينة عندك وتكون حماية ليك عشان متضعفش وترجع لزوجتك القديمة. ومسمى ده حب؟ عايزها تدفع ثمن حريتها إنها تكون ليك وتظلم ابنك وزوجتك اللي كانت لعبة في يدك أنت وأمك. أي الجبروت ده يا ابني؟ ما فيش حد بياخد كل حاجه. وعندها حق الصبية. لازم ترجع لزوجتك القديمة وتربي ابنك. حرار البنت دي عايز تساعدها؟ اعطيها مال تتعلم وتقدر تقف على رجلها وتوصل ل عمرى هي تقرر عايزة ايه. ما فيش حد بياخد كل حاجه. أنت اللي رسمت طريقك من البداية. وممكن إنقاذك للفتاة كان تكفير عن أخطائك وكان السبب إنك تعرف الحقيقة. تزوج زوجتك القديمة وربي طفلك."

نزلت دمعة من فهد وقال: "يعني حضرتك شايف كدة يشيخنا؟ طيب أنا مش أقدر أعيش يوم بعيد عن ملك. صدقني اتعلقت بيها. بقت النور والضحكة والبسمة في حياتي."

تنهد الشيخ وقال: "لكن ابنك أو بنتك ملهومش ذنب إنك تلعب ب امهم أو تحرمهم منها أو يفضلو طول عمرهم اولاد خادمة. وأنت طلبت إنك تكفر عن ذنوبك. اعتبر بتربية طفلك في حضن أمه وأبوه ده تكفير. ابدا بالصح واستر زوجتك مادم واثق إنه ابنك. ورجع زوجتك. وبعد إذنك يا ابني لازم نقفل الجامع. أنت عارف الظروف ممنوع أي شخص يقعد بعد الصلاة. هتكون مسؤولية عليا."

سأله فهد: "أنت إمام الجامع هنا؟"

رد الشيخ وقال: "نعم يا ابني. وفي أي وقت تحتاج نصيحة هتلاقي أبوك الشيخ عبد الرحمن موجود."

خرج فهد وشكره جدًا على كلامه. ثم سأله وقال: "ولو اتجوزت الاثنين وعدلت ما بينهم وعشت مع ابني ومع حبيبتي حرام؟"

ابتسم الشيخ وقال: "الله حلال ليك الزواج بدل الواحدة أربعة. لكن شرط العدل يا ابني. وسيدنا محمد تزوج من أربعة وكان يعدل ما بينهم."

سأله فهد وقال: "يعني قلب الرسول لم يميل لواحدة عن الآخرة؟"

ابتسم الشيخ وقال: "كان يميل للسيد عائشة رضي الله عنها. وكانت زوجتها تعلم بهذا. لكن لم يظلم أحد فيهم. العدل يا ابني. إذا لم تستطيع فبلاش."

ابتسم فهد وتركه وذهب إلى المنزل.

.....

نظر محمد علي ليلي وصرخ: "أنتِ لحقت تخرب على ملك وتلعب في راسي بنتك عشان تاخد جوز ملك منها!"

رفعت صوتها ليلي وقالت: "أنا لا خربت ولا اتكلمت. بنتي متجوز من فهد من زمان. وبنت أختك جات تفرق ما بينهم. مش ذنبي."

وقفت ملك في وسطهم وقالت: "ممكن تهدى يا عمي وهقولك كل حاجه. أنا مش مرات فهد بيه. هو مجرد شخص انقذني من البيت اللي مراتك بعيتني ليه. كان بيروح هناك كتير. وفي يوم راح وأنا كنت بخطط أهرب. وهو كان جي ياخد بنت يقضي معها ليلة عشان يكسر أسماء. وبدون تفصيل كتيرة قبلته وزعقت ليه وطلبت منه يسيب البيت ده. ولو أكرمني يبلغ الشرطة تنقذني. لكن جيه تاني يوم هو وانقذني. واشترنا منها مقابل أكون معه وأمثل أنه مراتة. ده كل الحكايه. ودلوقتي أنا منسحبا عن حياتكم عشان ماخدتش منك أنت ومراتك إلا البهدلة والسمعة الوحشة. وربنا كبير وياخدلي حقي من كل اللي ظلمني."

اقتربت من هبه وقالت: "خالي بالك من أسماء. أوعى تسيبها لأمك."

اقتربت من فارس وشكرته: "شكرا لحضرتك. وأرجوك خلي بالك من الوسيم بالله عليك."

ونظرت لأسماء وقالت: "المرة دي لو مقدرتش تحافظ على فهد يبقى العيب فيك أنت مش هو. سلام."

أوقفها عمها وطلب منها السماح: "حقك عليا يا ملك. عندك حق. خدو يا بنتي ده شيك بكل حقك. وأنا عارف إنك ب ١٠٠ رجل ومش هتحتاج لحد."

شكرته. أخذت حقيبتها وركبت تاكسي كانت طلبه. وركبت في نفس الوقت كان راجع فهد. وقرار أنه مش يخسر ملك ومش يظلم أسماء. وقرار يتجوزهم هما الاثنين. رأته ملك وهو قادم بالسيارة وتاملت ملامحه لآخر مرة.

ولكن هو لم يراها. عندما دخل لم ينظر لأحد فيهم وكان يبحث عنها. "ملك يا ملاكى أنا لاقيت الحل. أنتِ فين؟"

صدمه فارس وقال: "ملك مشيت يا فهد."

أنصدم فهد وقال: "راحت فين؟ أنتِ بتقول ايه؟ ملك يا ملك."

تابع

خادمة في قصر الفهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن