خادمة في قصر الفهد
الحلقة ١٤
سأل إبراهيم ابنته عن ما حدث:
"إيه اللي حصل؟ وفين فهد بيه وفارس؟ وإنتِ إزاي تقعدي تأكلي بالبرود ده وفي حريق في البيت؟"
دخل محمود ورد وقال:
"شوفتهم يا عم محمود وهما ينقلوا ملك على المستشفى، بتنزف."
واتجه إلى أسماء وأعطاها الدبلة وقال:
"إنتِ طلبتي مني أقفل الباب، وفي حريق عشان البنت يحصل معها مصيبة، والبسها أنا. روحي يا شيخة، منك لله، أقسم بالله العظيم لأقول لفهد بيه."
وخرج.
ضحكت أسماء وقالت:
"أحسن، أنا أصلاً ماكنتش ضايقك، ومكنتش هتجوزك. أنا عملت كده بس عشان فهد يغير عليا."
نظر الأب لها وهو يصفق كف على كف:
"يلعن اليوم اللي جئت هنا! قلبتي البيت كله فجأة. الست المحترمة، ابنها يشك فيها وطردها، وتسافر هي وأخته الصغيرة، وحياته تتغير ويشتغل الشغل ده. ودلوقتي البت المسكينة ينقلوها المستشفى، وتستغلي حب خطيبك عشان لو في كاميرات، يظهّر إنه هو السبب وتخرجي منها. أنا خلاص تعبت منك! ولما يرجع البيه أخليه يطردك طرد الكلاب، إنتِ عمرك ما تتغيري تكوني إنسانة كويسة."
ضحكت أسماء بدون مبالاة وكملت الأكل وهي تتكلم بسخرية:
"يبقى متعرفش مكانتي عند فهد. إنت عارف بكلمة منى يا والدي العزيز، أخليك تطردك عشان وجودك يوجع دماغي. كل عيش يا ولدي!"
ونادت على محمود يشيل الأكل، وقالت:
"سلام."
وتركتهم وهي ماشية تتمتخر في المنزل.
ذهبت تعمل اتصال في الحديقة الخلفية وقالت:
"أنا حاولت أخلص من البنت زي ما طلبت، لكن نقلها المستشفى، وشاكة إنه يكون حاطط كاميرات ويشوف اللي عملته."
ضحك الشخص وطمنها وقال:
"متخافيش، أنا متابع كل حاجة. المهم تعملي اللي قولت عليه. ادخلي بحساب وهمي، وانزلي صورة ملك على الفيس جروب المفقودين، وأول ما يظهّر حد من أهلها ياخدوها، ونخلص. عشان تكمل خطتك، لازم تتجوزي فهد بأي طريقة، مفهوم؟"
ابتسمت أسماء وكانت منتظرة هذا اليوم وقالت:
"ده يوم المنى، لكن بعد كل اللي حصل ده مش ها يقبل يرجع لي. أنا لازم أرجع ليه قبل الحمل ما يظهر عليا."
ضحك الشخص وقال:
"متقلقيش، كله ها يكون تمام، لكن اسمعي الكلام."
هزت رأسها أسماء وقالت:
"تمام يا فندم."
.........
إليك النص المصحح:
خادمة في قصر الفهد
الحلقة ١٤
أغلق الهاتف.
"منتظر اليوم اللي أمسك ليك غلطة يا فهد. أنا عارفة إن الزبالة أتهببت ولعبت لعبتها وفضحتني أنا وأمك، وخلت سيرتي على كل لسان. لكن أنت صدقتها وطردت أمك. اشتكيت في الإدارة وأخذت مكاني، لكن قربت أخد حقي. يوم ما تتجوز منها وكمان حامل منك، عشان شرطين في اللقاء اللي في الوزارة، إنك تحضر مع زوجة. وعرفت إنك كنت بدور على واحدة ملهاش سوابق وتكون تحت إيدك تتحكم فيها، تحضر الاجتماع وبعد كده تقولها مع السلامة. لكن ضحكت عليك اعتماد، وجبت لك طفلة، مش هتنفع، حتى لو نفعت، أنا عايز أفضحك إنك اتجوزت خادمة وأكسرك قدام الناس.
لكن أنت مش متقبل أسماء، رغم كنت بتحبها زمان، في نقطة نقاصة في علاقتك مع البت دي، من فين صدقتها وسلمت ودنك ليها؟ ومن فين مش أقبل تكون في حياتك؟ ومن فين مش عايز تخرج من حياتك؟ مش مهم، أسماء هتكون الشوكة اللي في ظهرك، مش هأرتاح إلا لما تتجاوزها. ويوم الاجتماع، أقول للكل إن أنت اتفقت مع خدمتك عشان تزيحني من مكاني وتاخده ليك. لو مخليتش سيرتك على كل لسان، مابقاش أنا."
...
ابتسمت أسماء:
"أخيرًا حلمي يتحقق. هو تأخر، لكن قرب. أنا عارفة بالشرط وكمان بالمؤتمر، وعشان كده أنت جيبت البت دي هنا. لكن على مين لازم متلقش غيري، وأقدر أصلح اللي عملته زمان. أنا خلصت، عرفت إن ينفع نكون مع بعض، مفيش مانع، لازم نرجع لبعض وأكون ست البيت ومرات الباشا."
...
في المستشفى
وصل فهد وفارس. كان فارس اتصل بالمستشفى يجهزون غرفة العمليات.
بالفعل، جت نقالة، أخدتها على الغرفة. دخل فارس يجهز نفسه لغرفة العمليات. وقام الفريق بوضعها على جهاز التنفس، تظبيط ضربات القلب، وتم تطهير الجرح. وبعد كده، بعد ما تم تنظيم التنفس، ثم تنظيف الجرح، وبدا عمل أشعة لمعرفة عمق الجرح. وبعد كده، دخل فارس وشاف التقرير وبدا في العملية.
كان فهد في الخارج متوتر، يلعن أسماء وما فعلت بأمه. كيف استمع لها؟ كيف لم يكشفها لحد الآن؟ كيف طرد أمّه؟ هَدّل صديق أبوه، وقلب على الكل.
"عقلي كان فين؟ ودلوقتي كانت عايزة تقتل ملك! يعني فارس كان عنده حق، وإن أسماء مش سهلة. يا بنت** لما ملك تفوق بس، وأطلع عليكي القديم والجديد!"
فتح اللاب توب اللي كان ماسكه في يديه وقت ما انفزع على ملك، وبدا يتابع. وجدها خرجت على الحديقة الخلفية وجلست تتحدث. فتح فهد فايل الحديقة الخلفية ووضع السماعة واستمع لحديثها.
وابتسم:
"هي دي خطتك؟ عيوني، هنفذها ليك، لكن مش انتي."
بعد قليل، خرج فارس من غرفة العمليات. جري يسأل عن ملك وقال:
"هي بخير؟ طمّني."
نص مُصحّح:
اتنهد فارس وبعد ذلك رد:
"إن شاء الله خير، هي وقعت فوق ماسورة المياه وعملت كدمة، تم تنظيفها لكن خايف ليكون عمل لها ارتجاج في المخ."
سأله فهد مُستفسرًا:
"وليه خايف من الارتجاج؟ مش أنت بتقول طهرت الجرح ومكانش عميق؟"
اتنهد فارس:
"أحيانا بسبب الانصدام يحدث ارتجاج ويسبب فقدان ذاكرة."
شهق فهد وسألها:
"فقدان ذاكرة؟ ليه بس المكان مكنش مرتفع، يعتبر دور ثاني، حتى لو ماسورة المياه؟"
قطع حديثه فارس:
"أحيانا لما بيكون الإنسان مُتعرض لخوف شديد أو صدمات نفسية مع أقل ارتجاج في المخ يعطي إشارة للمخ عدم العمل في جزء ولازم نستنى لما تفوق ونعرف إن كان الاصطدام يتسبب في حاجة أو هتكون بخير."
اتنهد فهد:
"بإذن الله هتكون كويسة، ملك بنت قوية."
...
نفذت أسماء المطلوب وفتحت صفحة وهمية ونشرت صورة لـ ملك مع المفقودين وموجودة في مستشفى في القاهرة. تم شير كتير على جروبات كتيرة لحد ما حد من البلد شاف الصورة وعرف ليلي... ليلي.
اتنهدت:
"أخيرًا ظهرتي! ظهروا عليكي عفاريت! أنا تبلغي عليا إني قتلت أهلك عشان أخد ورثك! لو مفرجتش عليكي الناس مابقاش أنا ليلي! وفين الموكوس فهمي؟ غطسان فين هو كمان؟"
"وإزاي خفاها في مكان مشبوه ودلوقتي موجودة في مستشفى خاصة؟ آخر حاجة!"
استمعت إلى كلامها مع نفسها هبة.
قررت إنها تنقذ ملك لأنها حميتها من حاجات كتيرة.
"رمتها في بيت مشبوه..! ومين فهمي اللي ساعد أمها.؟! دخلت على أمها."
"أنا سمعت إن ملك بخير، أنا هروح أبلغ بابا، ها ينبسط أوي."
صرخت ليلي وقامت لـ هبة:
"أنتِ يا بت يا مجنونة رايحة فين؟ اوعى تبلغي أبوكي حاجة قبل ما أروح وأخليها تتنازل عن كل حاجة."
لم تستمع لها هبة وأصرت إنها تبلغ باباها.
صرخت فيها ليلي:
"هي مش ناقصة شغل الأطفال والهبل بتاعك! أنا هروح وأنتِ متتزفتيش تتحركي من هنا."
وهي ماشية.
صدمتها هبة وقالت:
"لو مروحتش معاكي هابلغ بابا إنك السبب إنها تروح بيت مشبوه وإنك بعتيها مع واحد اسمه فهمي."
انصدمت ليلي لما سمعت كلامها ورجعت ليها:
"أنتِ عاوزة تتطمني على ملك؟ عيوني أخدك معايا، يلا البسي."
وفعلاً لبست وهي فرحانة.
وأجرت ليلي عربية إلى المستشفى.
...
بتقلب هدير على اللاب توب، رأت صورة ملك وهي في مكان للمفقودين وهي في مستشفى.
شهقت هدير وجريت على الشباب:
"يا مهاب، يا مروان، يا معتز، يا وردة، يا فرح."
الكل كان أمامها وبصوت موحد:
"خير يا بنتي."
وضعت صورة ملك أمامهم والخبر.
انفعال مهاب وقال:
"كنت عارف إنه مش حريص عليها وإنها مش هتمشي على رغبته وهاتهرب."
"لازم نروح لـ نغم، احنا نعتبر كلنا أخواتها."
ردت هدير:
"عندك حق، يلا بينا."
وبدوا يستعدوا للذهاب.
...
نص مُصحّح:
فاقت ملك بعد وقت، وبدا فارس يتابع حالتها. دخل عليها وهو مبتسم وسألها:
"أخبار ملوكه المشاغبة دلوقتي؟"
نظرت له ملك وسألت:
"أنت مين؟"
بدأ يقلق فارس وقال لها:
"أنتِ نسيتيني بالسرعة دي؟ أنا فارس، أنا الدكتور بتاعك."
على دخول فهد، بيسأل:
"سمعت إن ملك فاقت، هي بخير؟"
نظرت لهم ملك وهي محتارة وبتسألهم:
"هي فين ملك اللي أنتم بتتكلموا عنها؟"
سألها فارس:
"أنتِ اسمك إيه؟ وعندك كام سنة؟"
نظرت له بحيرة وهي تحاول تتذكر، ولكن لم تتذكر.
على وصول ليلي وهبة، لم تنتظر وجريت على غرفة ملك وفتحت الباب بدون دق الباب ودخلت بدون سلام وجريت على ملك بحب:
"ملك حبيبتي!"
نظرت لها وهي بتسألها:
"أنتِ مين؟"
كانت ملك مستغربة هبة ومش قادرة تتعرف عليها.
دخلت مرات عمها وهي كل عيونها شر، لكن عندما سمعت سؤالها استغربت. انتظرت تستمع للاخر عشان تفهم.
طلب فارس دكتور مخ وأعصاب. وجيه بدأ يسأل ملك:
"أنتِ فاكرة اسمك إيه؟"
هزت رأسها ملك وقالت:
"لا."
سألها الدكتور:
"طيب أنتِ عارفة إحنا في سنة كام؟"
نظرت ملك على نتيجة وقالت:
"٢٠١٨ صح؟"
لاحظت نظرت عينيها اللي متجهة على النتيجة.
ضحك وقال:
"صح! طيب ممكن يا جماعة تسيبوا المريضة شوية، أخدها نعمل أشعة على المخ ونطمن عليها."
بالفعل خرج فارس وفهد وملك، ومرات عمها كانت منتظرة في الخارج تستمع للحديث.
اقترب فارس من هبة وسألها:
"أنتِ مين؟ وتقرب لـ ملك إيه؟"
ابتسمت هبة ببراعة:
"أنا اسمي هبة، وبكون بنت عمها. سمعت ماما حد بيقولها إنه شاف صورة ملك على النت في جروب المفقودين. هي مختفية من سنة وشهرين وكنت هاتجنن عليها أنا وبابا. متصورتش لما أشوفها تكون بالحالة دي. هي مالها؟ وأنتم مين؟"
كان فهد يراقب الكلام من الخارج وينظر عند ملك من الداخل. وتوقف عند سؤال هبة وهي بتسأله:
"أنتم مين؟ وتعرفوا ملك من فين؟"
تدخل مرات العم وقالت:
"مش قلت لكم بت ضايعة ومقضياها؟ هي طلعت عايشة مع شباب ويا عالم كانت بتعمل إيه؟"
صرخت هبة في وش امها، وده كانت أول مرة وقالت:
"حرام عليكي يا شيخة! أنتِ عارفة إن ملك شريفة وعمرها ما تعمل كدة أبداً! مش كفاية سوأت سمعتها لحد ما خافت وهربت من البلد! عايزة إيه منها؟ اوعى تتخيلي عشان سكت زمان يبقي مش هاأتكلم دلوقتي. أنا عارفة كل حاجة عنك وعارفة إن ملك بريئة."
صرخت ليلي في وش هبة وقالت:
"أنتِ لسانك طويل وعايزة قاطعه؟ هو اللي يقول الحق يبقي كافر!"
قطع حديثهم دخول العم يبحث عن ملك بعد أن أخبرته هبة برسالة إنها عرفت ملك فين وهاتروح مع ليلي لحد ما تيجي.
ذهب نحو ليلي إلا كانت ماسكة في هبة.
وضربها بالقلم وقال:
"أنتِ طالق! فاهمة يعني إيه طالق؟ وبـ ٣!"
وقعت كلمته عليها بصدمة.
وبعد ذلك ردت ببجاحة وقالت:
"يعني خرجتنّي من الجنة يا أخي! العيشة معاك تقصف العمر، تطلقني عشان بنت فلتانة زي ملك؟ طيب اسألهم قولهم ملك تقرب لك وكانت عايشة معاهم بصفة إيه كل المدة دي؟ وممكن يكذب عليك ويقولك كانت خادمة! في بنت شريفة تعيش مع شباب لوحدها وبدون ما حد يقرب منها؟"
في نفس اللحظة، كان فريق بيت اعتماد جاي وسمع تلقيح الكلام على ملك.
والكل كان نفسه يقتل ليلي دي.
في هذا الوقت، خاف على ملك تتلخبط ما بين الدائرة دي وخصوصًا لما الشباب والبنات قالوا:
"نغم أشرف من الشرف واللي يتكلم كلمة على نغم تكون أيامه سود."
اتكلمت هدير وقالت:
"وقبل ما تتكلمي على البت بالباطل روحي شوفي نفسك وانتي بتتنقلي من حضن عيل لعيل! انتي فاكرة إن احنا مش عارفين إنك..."
وقبل ما ينطقوا صرخ فهد في الكل:
"مش عايز اسمع نفس ولا أقسم بالله العظيم أوديكم كلكم في داهية! دي حاجة قرف!"
ووجه كلامه لليلي:
"انتي لسه قضيتك شغالة وكل تاريخك الوسخ تحت إيدي فبلاش تمثلي الشرف والعفة وتغلطي."
سألته ببجاحة ليلي:
"وانت مين بقى إن شاء الله اللي بتهددنّي؟ تكونش أنت إلا ملك كانت عايشة عندك بصفة خادمة وهي مقضيها في فرشتك!"
اقترب فهد وضربها بالقلم وقال لها:
"انتِ اتعديتي حدودك ووقعتي في المكان الغلط وكل اللي عملتيه زمان كوم ودلوقتي كوم لأنك غلطتي في مرات النقيب فهد عزيز الخولي!"
عندما قال فهد إن ملك زوجته كانت مفاجأة للجميع.
وقعت عليهم بصدمة والتساؤل امتى وفين؟
شهقت ليلي:
"نعم بتقول إيه؟"
انتهى الفصل
