الحلقة ١٧

4.2K 140 6
                                    

الحلقة ١٧: خادمة في قصر الفهد

الكاتبة: صفاء حسني

المشهد الأول:

أشارت ملك إلى فهد، وعندما اقترب منها سألته:

"هو أنت هتزعل لو رُحت معاهم؟"

نظر فهد إليها، وعيونهما تتحدثان.

"أكيد أزعل."

سألته ملك برقة:

"ليه هتزعل؟ أنت كنت بتحبني أوي كده؟"

ابتسم فهد وقال:

"الموضوع مش حب، الموضوع إنكِ أنتِ ناسية كل حاجة، ومش عايز حد يستغلكِ."

اتنهدت ملك بغضب:

"لكن أنا مش عاوزة أروح معاك، وما دام مفيش حب أو أنت بتحبني، يبقى مش فارقة وجودي معاك. ومش مصدقة إنكِ مراتكِ! الفرق كبير بينا."

نظر لها فهد وهو مستغرب:

"براحتك."  وبدأ يمشي.

نادت عليه وقالت:

"استنى! أنت رايح فين؟"

ابتسم فهد وقال:

"يفرق معاكِ إيه أروح مطرح ما أروح، وأنتِ كمان روحي مطرح ما عايزة."

تحدّثت ملك بتحدّي:

"طبعًا أنا حرة، ويكون في علمك أنا بخاف منك."

انصدم فهد وسألها:

"بتخافي مني أنا؟ ليه؟"

ردّت ملك:

"الصراحة، أنت على طول متعصب كده، وأنا بخاف منك ومش حاسة إني أعرفك."

استغرب فهد، وجاوبها بهدوء:

"أنا متعصب عشان أنتِ عنيدة يا قلبي، واحنا ما كملناش أسبوع متجوزين عشان تاخدي عليا."

سألته ملك:

"طيب فين صور فرحنا؟"

المشهد الثاني:

مسكت ليلى في الكلمة دي وقالت:

"يا بنتي، الشخص ده بيضحك عليكي، ومش متجوزكِ، ده خطفكِ من البلد وأنتِ راجعة من المصنع، وقعدنا ندور عليكي ألنّا سنة، ودلوقتي بيقول مراتي! صح يا أبو هبة؟"

هزّ محمد رأسه وردّ:

"إحنا فعلًا منعرفش أنتِ كنتِ فين، ودورنا عليكي كتير، ومن يومين ناس شافت صور ليكي على جروب المفقودين، إن تم العثور عليكي في المستشفى هنا، وجيت بسرعة. وفجأة قال لنا إنه اتجوزكِ."

بدأ يغضب فهد، وتأكد أن هبة عندها حق، وسألهم:

"هي مشكلتكم الفرح؟ تمام، أنا بتقدم لحضرتك وعايز أتجوز بنتكم ملك، وتشرفوني في البيت وأعملها أحسن فرح."

كانت ليلى متغاظة، لكن فكرت مع نفسها وابتسمت وقالت:

"مفيش مشكلة، لكن رجلنا على رجلها لحد ما نتأكد إنك اتجوزتها."

تدخّلت هبة وقالت:

"لا يا ست الكل، أنتِ مينفعش تيجي معانا. أنا هكون مع مُلك حبيبتي، وأنتِ ارجعي بالسلامة على البيت أنتِ وبابا عشان شغله المتعطل. آه، نسيت! أنتِ أطلقتي تاني! طيب، المرة دي هادور على مين محلل؟ عشان أنتِ اتعودتي أول ما تزهقي تعصبي بابا وتخرجيه عن شعوره، يروح يطلقكِ وتدوري على واحد يكون محلل تقضي معه، وبعد كده تطلقيه وترجعي! صح؟"

غضبت ليلى، واقتربت لتُمسك هبة من شعرها.

وقف فارس أمامها وقال:

"عندكِ يا ست الكل عيب تضربي عروسه، وفين... هنا؟"

زعقت ليلى:

"ومش عيب الكلام اللي بتقوله العديمة الرباية دي؟"

ضحكت هبة بسخرية وقالت:

"أنا متربية أحسن منكِ، ومش تربيتكِ، تربيتة طنط عبير أم ملك - الله يرحمها ويغفر لها - هي اللي ربيتنى أحسن تربية، في الوقت اللي أنتِ كان كل همك نفسك وبس."

وصلت ليلى لآخرها وبصقت على الأرض:

"يا خسارة البطن اللي شالتكِ! يا ريت كنتِ متِ قبل ما تيجي."

اقتربت هبة من أبيها بندم وقالت:

"لحقت تؤثر عليكِ! سيبها تهين فيا."

بلع محمد ريقه وقال:

"يا هبة، محدش يزعل من أصوله. البنت ما ينفعش تتجوز من غير موافقة ولي الأمر، وأنا ولي أمرها. وثانيًا، أنتِ بنتي المتربية، ما ينفعش تغلطي في أمكِ. إحنا مش ربيناكِ على كده."

شهقت هبة وقالت:

"أنا أفوض أمري لله منكم! مفيش فايدة! أنتَ بتدافع عنها بعد ما أجبرتنّي أخطب لواحد صايع كان بيعتدي على بنتكِ، وأنتَ طردته ووعدتني تحميني وتخليني أكمل تعليمي، وبعد كده لعبت عليّا ورجعتها! كل وعودك راحت فجأة عشان أترميّت في حضنها!"

رفع محمد يده ليضرب هبة.

مسك يده فارس وقال:

"أنا شايف إنكم مكبرين الموضوع. أنا عندي الحل. هاتقعدوا في بيتي معززين مكرمين لحد ما يتم تجهيز فرح على الضيق، وكتب كتاب، ويجي فهد ياخد عروسته. أحسن من المشوار البلد رايح جاي. إيه رأيك يا فهد؟"

كان كل اللي بيحصل قدام ملك، اللي انصدمت باللي بيحصل وحاسة إنها في دوامة. فمسكت يد فهد وسحبته نحوها.

انخفض فهد إليها وقال:

"أنا منتظر أسمع رأيك، واللي أنتِ عاوزاه أنا أنفذه."

اتشبّقت ملك في رقبته ونظرت في عينيه وقالت:

"أنا عاوزة أجي معاك، عشان في عيونك بحس إنك أكتر شخص بيخاف عليّا، ومصدّقاك. خدني معاك لو سمحت، ولو زوجي بجد، أثبت للكل وشيلني في حضنك وأخرجني من هنا."

تدخّلت هبة وقالت:

"لا يا ست الكل، أنتِ مينفعش تيجي معانا. أنا هكون مع مُلك حبيبتي، وأنتِ ارجعي بالسلامة على البيت أنتِ وبابا عشان شغله المتعطل. آه، نسيت! أنتِ أطلقتي تاني! طيب، المرة دي هادور على مين محلل؟ عشان أنتِ اتعودتي أول ما تزهقي تعصبي بابا وتخرجيه عن شعوره، يروح يطلقكِ وتدوري على واحد يكون محلل تقضي معه، وبعد كده تطلقيه وترجعي! صح؟"

غضبت ليلى، واقتربت لتُمسك هبة من شعرها.

وقف فارس أمامها وقال:

"عندكِ يا ست الكل عيب تضربي عروسه، وفين... هنا؟"

زعقت ليلى:

"ومش عيب الكلام اللي بتقوله العديمة الرباية دي؟"

ضحكت هبة بسخرية وقالت:

"أنا متربية أحسن منكِ، ومش تربيتكِ، تربيتة طنط عبير أم ملك - الله يرحمها ويغفر لها - هي اللي ربيتنى أحسن تربية، في الوقت اللي أنتِ كان كل همك نفسك وبس."

وصلت ليلى لآخرها وبصقت على الأرض:

"يا خسارة البطن اللي شالتكِ! يا ريت كنتِ متِ قبل ما تيجي."

اقتربت هبة من أبيها بندم وقالت:

"لحقت تؤثر عليكِ! سيبها تهين فيا."

بلع محمد ريقه وقال:

"يا هبة، محدش يزعل من أصوله. البنت ما ينفعش تتجوز من غير موافقة ولي الأمر، وأنا ولي أمرها. وثانيًا، أنتِ بنتي المتربية، ما ينفعش تغلطي في أمكِ. إحنا مش ربيناكِ على كده."

شهقت هبة وقالت:

"أنا أفوض أمري لله منكم! مفيش فايدة! أنتَ بتدافع عنها بعد ما أجبرتنّي أخطب لواحد صايع كان بيعتدي على بنتكِ، وأنتَ طردته ووعدتني تحميني وتخليني أكمل تعليمي، وبعد كده لعبت عليّا ورجعتها! كل وعودك راحت فجأة عشان أترميّت في حضنها!"

رفع محمد يده ليضرب هبة.

مسك يده فارس وقال:

"أنا شايف إنكم مكبرين الموضوع. أنا عندي الحل. هاتقعدوا في بيتي معززين مكرمين لحد ما يتم تجهيز فرح على الضيق، وكتب كتاب، ويجي فهد ياخد عروسته. أحسن من المشوار البلد رايح جاي. إيه رأيك يا فهد؟"

كان كل اللي بيحصل قدام ملك، اللي انصدمت باللي بيحصل وحاسة إنها في دوامة. فمسكت يد فهد وسحبته نحوها.

انخفض فهد إليها وقال:

"أنا منتظر أسمع رأيك، واللي أنتِ عاوزاه أنا أنفذه."

اتشبّقت ملك في رقبته ونظرت في عينيه وقالت:

"أنا عاوزة أجي معاك، عشان في عيونك بحس إنك أكتر شخص بيخاف عليّا، ومصدّقاك. خدني معاك لو سمحت، ولو زوجي بجد، أثبت للكل وشيلني في حضنك وأخرجني من هنا."

شعر فهد بضربات قلبه تدق بشدة. لم يستطع مقاومة هذه المشاعر، واليد الصغيرة التي تحتويه من رقبته، وهمسها ونفسها. لم ينتظر أن يفكر، وحملها بين ذراعيه، وطلب من الطبيب أن يكتب لها على الخروج.

كان الطبيب يعترض.

غضب فهد، وتَعَصَّب.

رفعت ملك يديها ووضعتهما على وجهه وقالت:

"بلاش غضب أرجوك، عشان ما أخافش منك." ثم وجهت كلامها للطبيب:

"أنت طلبت مني أعتبر حياتي كأنّي بأمثل مشهد، وأعيش اللي بأحسّه. وأنا حسيت إن الشخص ده أكتر شخص بيحبني. ما يغركش عصبيته وغضبه، لكن عيونه لما بتيجي في عيوني بتلمع، وبتكلمني عن كل حاجة هو بيخبيها."

كان فهد مصدوماً من كلامها ورقتها، وقدرتها على قراءة إحساسه بهذه السرعة، الإحساس الذي يداريّه عن نفسه.

هزّ الطبيب رأسه وقال:

"اللي تشوفيه."  وطلب من الممرضة الأوراق لتكتب له إذن الخروج.

بعدما انتهى، و أعطى الأوراق لفهد ليُوقعها، نظر لها وطلب منها أن تنزل حتى يوقع.

كشرت مثل الطفلة التي ما صدقت تُرمى في حضن أبيها.

ابتسم فهد وأشار لفارس.

اقترب فارس وهو مبتسم، مش مصدّق إن فهد أصبح كالخاتم في يد ملك. مش معقول ده فهد!

أخذ الورقة، ومسكها، وأقربها لفهد، ووضع القلم في فمه، وأقرب الورق وكتب اسمه بحركة القلم من فمه.

الكل كان مذهولاً، حتى ملك التي كانت بين يديه، وتنظر له بهيام. وبعدما انتهى، رفعت يديها بين رقبته وكتفه، ورأسه على صدره وهي تسمع دقة قلبه.

خرج فهد، ولم يستطع أحد التحدث، لأنها هي التي اختارت، يعني صدقته.

خرج بها أمام المستشفى كلها، حتى وصل إلى السيارة.

ابتسمت ليلى وهي ترى ملك وما فعلته، وفي سرها قالت:

"تربية إيدي! بنت اللعيبة في ثانية لفت الراجل وخليته يشيلها، وروحت معه. وكانت بتقول عليّا فاجرة! أنا إيه جنبها؟ ومش بعيد تخليه ينام معها وهم في بحر الغرام! يا خبر! أنا بس تخيلت، جسمي كله بقى نار!"

مسكت يد محمد وقالت:

"يلا بينا يا رجل، واقف ليه؟ ركب خلاص."

ترك محمد يدها ورفض أن يمشي معها.

انصدمت ليلى:

"في إيه؟ مالك؟"

اتنهد محمد وقال:

"أنا عملت كده عشان أتأكد إن كان الواد ده جوزها واللا لأ. والحمد لله طلع جوزها وبيحبها، وربنا عوضها. ودلوقتي طريقي غير طريقك."

نظرت له ليلى بغضب:

"أنا مش لعبة في يدك! أنا تعبت بجد، وبنتك عندها حق، أنتَ السبب إني بقت كده."

ضحك محمد بسخرية وقال:

"أنا اللي كنت لعبة في يدكِ! كنت تحت طوعك سنين، لكن خلاص خلصت."

استغربت ليلى وسألته:

"طيب، ليه رفعت يدك على بنتكِ، ما دام إنك خرجت من تحت طوعي؟"

ضحك محمد:

"عشان كنت عايز أتأكد من حاجة. ارجعي البلد، البيت عندكِ، اشبعي بيه واللا تشبعي إزاي وأنتِ طول عمركِ جعانة مش بتشبعي! أنا عارف إن عينكِ على البيت والورشة. هتلاقي محامي منتظركِ تمضي على تنازل عن الشيكات اللي كتبتيها عليّا مقابل البيت والورشة، وجيبي ولد صغير يشبعكِ. سلام."

واتجه نحو هبة وفارس وهو يشكره.

ضحك فارس وقال:

"والله يا عمي ما كنتش متصور إنك شاطر في التمثيل كده."

ضحكت هبة ثم كشرت وقالت:

"لكن أنا زعلانة، كنت هتضربني بالقلم."

شدّها وحضنها وقال:

"أنا أكتر يا قلبي! ما أنكرش إني زعلت إنكِ أهنتي أمكِ، لكن لو الرسالة اللي بعتيها ليّ وأنا في الأسانسير ماكنتش عرفتها اتصرف."

نظر لهم فارس وسألهم:

"مش فاهم أنتم ليه عملتوا كل الفيلم ده؟ ممكن أفهم؟"

تابع

خادمة في قصر الفهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن