خادمة في قصر الفهد
الكاتبة: صفاء حسني
عندما طلبت سهير منهم أن يبتعدوا من أمامها، طلب فهد منها أن تهدأ، وقال:
"حاضر يا أمي، اهدئي بس، وكل حاجة هتتصلح".ومسك يد أسماء واتجه بها إلى الحديقة الخلفية، وقال:
"كان لازم تكسري طقم الكاسات من أول يوم لك، أنتِ ليه عنيدة؟".لفت يدها على رقبته، وقالت:
"غصب عني، وحشتني جداً، وكنت هجنن وأتكلم معاك، وأنت ناسي وواقف مع أصدقائك".
وكشرت بطفولة.ضمها فهد إلى حضنه، مش أكثر من كده.
وضمها وفضل يدور بها بشوق وحنين.
وهي سعيدة وهي ما بين يديه، وقالت:
"أنا خلاص اتخرجت، وكمان اتعينت هنا، يعني مفيش سفر تاني، وهطلب إيدك من عمي إبراهيم، وهأقول لأمي".كشرت أسماء وقالت:
"عمرها ما حبتني يا فهد، معتبراني خادمة، وبس حبي ليك مكتوب عليه الإعدام".قرب شفيفه من شفتيها لكي يسكتها، ودابوا مع بعض للحظات، وقال:
"مش عايز تقولي كده، أنتِ زوجتي، على سنة الله ورسوله. من يوم ما كتبت كتابي عليكِ، في آخر سفريتي، كنت مستني أثبت نفسي في شغلي، وبعد كده أعرف أمي".هزت رأسها أسماء وقالت:
"عشان كده سمعت كلامك وجيت، لأن بجد أنا من غيرك بأضيع، عقلي بيقف ما بعرفش أعمل حاجة، غير المشاكل بس".حملها فهد ودخل بها غرفة صغيرة في الحديقة، وهو يقبلها، وقال:
"أنا بعشقك وبعشق مشاكلك، وكل حاجة فيك، ومش هنبعد عن بعض تاني. وعد".ودخلوا الغرفة واندمجوا مع بعض، روح وجسد واحد.
شعرت سهير بغياب فهد، فذهبت تبحث عنه. وهي تبحث في الحديقة، سمعت صوتهم، فاتجهت نحو الغرفة، وانصدمت عندما وجدتهم معاً، وهو يقول:
"دلوقتي بقيتي ملكي، أنا وبس مراتِ وعشقِتي، وكل حاجة لي".ضمته أسماء بكل حب، وقالت:
"أنا كلي ليك يا فهد، ولو أقدر أعيش خادمة الفهد، وعُمري ما أبعد عنك لحظة، موافقة، لكن ما أبعدش من حضنك ده".شهقت سهير وقالت:
"يا بنت الحرام، إمتى لحقتِ توقعّي ابني، وكمان متجوزك! لا، أنا لازم أعمل حاجة. أنا لو ما رجعتكش مطرح ما جئت، ما أكونش أنا. هترجعي وأنتِ مكسورة".عادت إلى مكانها وانتظرت فهد ليأتي إلى ضيوفه، ثم اتجهت إلى المطبخ.
قام فهد من حضن أسماء وقال:
"المرة دي ما تتحسبش، بس أنا سايب الضيوف، أخرج أاخد شاور وأرجع ليهم، وأنتِ جهزي نفسك، عشان النهاردة هأقولهم إننا اتجوزنا، مفهوم؟".ابتسمت أسماء بكل فرحة، وقالت:
"حاضر".خرجت أسماء وهي متجهة إلى المطبخ.
كانت سهير اتجهت لعمي إبراهيم وقالت:
"أنت اتحايلت تجي، لكن أسماء ما تنفعش تكون هي وفهد مع بعض في مكان واحد، أنت فاهمني؟ يا عم إبراهيم، شخصيتها مختلفة، وأنا خايفة على ابني منها. أنا ممكن أتصور منها أي حاجة".
