المقدمه : ودعت الاحلام

458 23 8
                                    

تك .. تك .. تك ..
دقات الساعه الثانية عشر ..

أول لحظات عامي الثلاثون .. كانت أعوام ثقال ..
أسمعك جيداً يا من تنعتني بالمبالغة ..
لكن حسناً أنتظرني قليلاً على أن احكم غلق حقيبتي تبقى لدي ساعتان على موعد طائرتي أجل أجل انها فى الثانية صباحاً من يوم مولدي ...
دعنى أنتهي اولا لأقص عليك الامر فعلى أن غلق النوافذ و الابواب و أتاكد من كل شئ لآنه لا عوده ...
لن أعود مجدد الى هنا ...
يمكن ان تدعوه هروب أو سلبية لا اهتم صدقاً لا اهتم .. لم تمر بما ممرت به انا للحكم علي تعلم أن تسمع اولا ...
اسمي روما .. أنه ليس أسمي الحقيقي ..
على كل حال تركني والداي أمام احد الملاجئ انها الحكاية المتعارف عليها المتعلقة بالرفض فقدت انتزعونى عنوه من أحضانهم دون ان ارتكب اى جرم سوى انني ولدت ..
لم اسعى للبحث عنهم او معرفه اسبابهم ..
اتممت عامي الثامن عشر دون رغبة من أحدهم فى مشاركة تلك البائسه الى عائلتهم أو رغب احد حتى فى ان يعولنى ماديا و كان عليا مغادره الدار انه القانون .. ساعدتني مشرفة الدار العزيزة فى العثور على سكن مشترك مع أحدي الفتيات و وظيفة لا بأس بها تتناسب مع مؤهلاتى الثانوية ..
عملت لعامان لم اختلط فيهم مع شريكتى فى السكن حتى تمكنت من جمع المال المناسب للالتحاق بالجامعه و كانت هذه مرحلة اخرى لاختلاطي بعالم البشر اللعين ذلك ..
فحقا لم اكن موفقه فى العثور على من يهون علي ايامي و لم اوفق سوى فى تكوين صديقة واحدة .. احلام
احلام كانت فعلا رقيقه كأسمها انها حلم صداقة بريئه .. علاقة هادئة .. ابنة مثالية ..
تعرفت عليها فى سنتى الاولي فى احدي المحاضرات كانت تبدو هشه و ضائعه لكن عندما توطدت علاقتنا علمت من الهش و الضائع حقا فهي كانت دائما ما تمدنى بالدعم كانت خير صديق غلفت احزانى و ألامي بصدق مشاعرها ..
ادخلتنى عائلتها و استمرت علاقتنا خلال الجامعه لم أكن تلك الصديقة التى تتمناها عائلتها فانغلق عالمي عليها فقط لا الومهم بالطبع فقد كنت منطوية و ابدو لهم غريبه الاطوار .. ام انا حقا غريبه الاطوار لا اعلم ..
و مثل اي فتاه بعمري فقدت تحركت مشاعرى لكن تجاه الشخص الخاطئ اسفاً على حظي و قلبي البكر الذي تحطم الى اشلاء جراء تلك الخيانة ..
أنا على المستوي الجمال العام لا بأس بي فلدي شهر بني مستقيم و كثيف و عينان بنيتين كحيلتين و ان كنت احب شئ بمظهري فهما عيناي ...
كان اول حب فى حياتى و كنت مجرد هدف حققه فى مباراه مهاراته فى الغزل و ايقاع الفتيات و مره اخري لم يكن بجانبي سوى صديقتي العزيزة و الوحيده التى طالما اكدت لى انى فاتنه و انه خطأه هو ..
تخرجت من الجامعه و بدئنا الانخراط فى مجال العمل لم تتمكن احلام من مواكبه هذا فكانت تعمل من المنزل اما انا فكنت معتاده العمل تقدمت الى احد الشركات و تم القبول بي ..
مضي ست او سبع سنوات تمكنت من ادخار المبلغ الكافي لتأمين حياتى فلم تكن متطلباتى اليومية بالكثير فليس لدي ما يستدعي الانفاق على كل حال ...
هاتفي يرن .. يالهي انها الساعه الواحده .. حسنا روما لقد وصلتى الى المطار على كل حال و ها هي الحقيبة ايضا .. جلست فى صالة المسافرين انتظر نداء الطائرة ... اغمضت عيني بعد ان اغلقت هاتفى للمره الثانية .. مضت السنوات سريعا تعرفت احلام منذ 3 سنوات على فتي أو بالاصح رجل ..
رجل هادئ مثلها كانت علاقتهم لطيفة كنت طرف ثالث فى تلك العلاقة فلم تتخل عني صديقتى ملائكية الطبع و لم يتخل هو عنها ..
لكني قد قررت ان امضي قدما فى حياتى فلم تكن لدي الرغبة ان اكون مصدر توتر لها على كل حال ...
بعد عام و نصف تقريبا من خطبتها تعرفت على احدي زملائي فى العمل و انها لحالة نادره كنا معا لعام كنت احاول ان انجح تلك العلاقة بكل الطرق ..
انه الشعور فى انك المتسبب فى فشلك يجعلك دائما ما تتجاهل ذاتك لارضاء الاخرين ..
لكن تلك الحالة لم تكن تبسط الامور بل تعقدها فقد كان يمسك قلما يضع ملاحظات على عيوب التى من الواجب عليا ان اعدلها لاصبح لامستوي المطلوب ..
يجب علي التحدث باسلوب مناسب .. مناسب له بالتاكيد .. الا يمكنك ان تكوني عصرية اكثر من .. مبتهجه اكثر ... الا ترين ان ملابسك ليست ماسبه و ما الى ذلك ..
لم يكن سيئا على المستوى العام اعلم ذلك الان لكنه لم يبذل الجهد فى الوصول الى طريقه لنتمكن من المضي معا ..
انها لمناسبة رائعه عيد مولدي بالتاكيد لنتمكن من اخذ فرصه اخري لكن قد اتخذت قراري على كل حال ..
قررت المغادره .. قررت مغادره كل شئ كل خيباتى و احباطي .. كل هذا المجتمع الذي لم يعطينى فرصه للقبول به فليس كل البشر انقياء كصديقتى
الان لا يمكنى ان اثقل على كاهل احلام اعلم انها بريئة و صداقتنا اقوى من اي شئ لكن الحياه الزوجيه ثقيله اخشي عليها من بؤس حالى ان يصيبها .. اخشي ان يطالبها زوجها بالابتعاد عني .. اخشي الكثير و الكثير .. البارحة سلمتها الى زوجها العزيز كان عقد قران هادئ غادرت الى رحلتها و انا الان فى طريقي الى رحلتى لم استطع مواجهتها برغبتى قدمت طلبا الى الشركة لانتقل لفرعها فى بريطانيا .. بريطانيا البارده كقلبي .. تم قبول طلبي بسهولة فتركت رسالة لاحلام عند والدتها لتسلمها لها عند عودتها سالمه ..
دونت رقمها فى يومياتى .. لا استطيع هجر الجزء النابض الوحيد لقلبي ..
اخرجت شريحة الاتصال بعد ما اغلقت الاتصال للمره الثالثة و الاخيره القيت بها فى اول سلة مهملات عندما كنت اخطو الى طائره لا يمكنني التراجع الان فأنا احتاج بدايه جديدة و فرصه جديدة و لربما محاولاته الفاشلة فى اعاده علاقتنا تعلمه الاجتهاد فى المره القادمه و تقدير قيمة ما يملكه مع فتاته المستقبليه بكل تاكيد اما الان ..وداعاً .. وداعاً يا احلام .. وداعاً جميعا فانا بالتأكيد لن اعود .. لن اعود مجددا ..
و لندع هذا القلم جانبنا فإن كان للحديث بقيه فلن يكون علي لساني ...
-----------------------------
قريبا 🙆❤️
يتبع ....
شاركوني رايكوا و رشحوا صغيراتي لاصحابكوا 🥺❤️

ما بعد النهايه ✈️ - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن