الفصل الثالث

114 16 14
                                    

كانت غزل تقف امام المجمع الطبي .. تأبي قدماها التحرك .. لقد اجتاحها القلق و التوتر فهي تريد الهرب الان ..

مضت بضع دقائق حتى استعادت فيها رباطه جأشها و تحركت .. استقبلتها السكرتيره بابتسامة عملية و هي تنطق بالانجليزية : مرحبا .. هل لديكي موعد مسبق ؟
- نعم لدي موعد مع دكتور ألفريد فى السابعه ..
اماءت لها الفتاه و هي تشير الى احد المقاعد : حسناً .. انتظريني هنا لدقيقه ..
ثوان و سمحت لها بالدخول ..
كان التوتر هو السائد .. هناك تناقض بداخلها بين رغبتها فى تخطي كل تلك الغيامة التى تملئ حياتها و بين الخوف من مواجهة ماضيها بكل خيباته ..
جلست على مقعد مريح .. فذلك الفراش الخاص بالدكتور يصيبها بالانقباض .. تحدث ألفريد و هو يرتدي نظاراته .. بعد دقائق تركها فيها تألف المكان بالانجليزيه : تفضلين الحديث بالعربيه ام الانجليزيه ؟
أجابتها : باللغه العربيه .. الأمر سيكون أفضل بالنسبه لى ..
فتح مسجل الصوت بهاتفه ليكمل بعربيه جيده للغاية : حسناً سنبدء بالمقدمة المعتاده الا و هي أن كل ما سيقال فى تلك الغرفة لن يغادرها .. فلا داعي للقلق .. و الان من حيث تبغين البدء فأفعلى ..
و للحق كان للوسيان فى ذلك الاسبوع تأثير جيد عليها فقد دعم بداخلها رغبة التغيير فكانت الجلسه فعاله و تحدثت بالكثير ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان يجلس فى المقهي يدون بعد الملاحظات الخاصه بالعمل حتى اقتحم المجال طيفها .. يشعر برابط غير مفهوم بينهم .. انه حقاً يشعر بوجودها بما ترغب قوله و ان كان لا يفهم لهجتها التى تتعمد تعجيزه بها لكنه يفهم وجود مشكله سيتبنها مع الوقت .. رفع راسه تجاهها و هو يقول : كيف كانت اول جلسه ؟

رفعت حاجباها فى حركه سريعه : كويسه جدا .. حلو ان الدكتور بيتكلم عربي سهل انى اقول كل الى عندي .. بس كاتب ادوية كتير انا بكره الادويه ..
- اريني اياها .. سنرسلها الى الصيدليه و نجلعهم يوصلونها للمنزل ..
هزت راسها بسرعه : لا .. مش هفتح لحد و انا لوحدي ..
- سأستلمهم انا .. لا عليك .
- لا كده كتير انا حاسه انى بستغلك .. كمان الحساب ..
- اولا انا من عرض خدماته .. لدي متسع من الوقت لحياتى و لمساعدتك .. ثانيا سنرسل لهم المبلغ عن طريق الابلكيشن و بذلك نكون سوينا الامر حسنا لا داعي لكل ذلك التوتر ... متى جلستك القادمه ..
- يوم الاربع ... هتبقى سبت و اربع ..
- رائع .. لا ممنوعات من الطعام اليس كذلك ؟
نفت برأسها ليبتسم لها : حسناً ما رايك بكيك شوكلاته ..
- اكيد ..
أشار الى النادل و أملاه طلبهما لتبادر هي بالحديث : طيب .. هو انت شغال ايه بالظبط ؟
- مبرمج بشركة تجارية .. ثلاث ايام عمل بالشركة و ثلاث بالمنزل ..
- طب ليه مش قاعد مع اهلك ..
- توفيراً للمصاريف .. كما ان عملى يحتاج الى تركيز لذلك أثرت هدوء الوحده .. فى العمل فقط طبعا ..
ضحكت فبالتأكيد يظهر للعيان انه ليس ذلك الشخص المنطوي ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما بعد النهايه ✈️ - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن