كانت تسير غاضبه مكتفه ذراعيها امام صدرها .. بينما هو يسيرخلفها واضعاً كفيه فى جيوب بنطاله يكتم ضحكاته على هيئتها الغاضبه ..
تكلم لوسيان بصوت جاهد ان يكون ثابتاً : انا الى الان لا افهم سبب غضبك ؟
استدارت بحده و هي ترفع يدها فى وجهه جعلته يتراجع خطوه الى الخلف : متتكلمش معايا انت غشاش .
اتسعت عيناه قائلاً : ماذا فعلت لكي ؟
- انت قولت هنشوف المكان مقولتش هنشترك .. انا اصلا لسه بفكر و كمان دفعتلى الاشتراك .. انا مش بحب حد يدفعلى حاجه ؟
رفع كتفيه : انا لست احد على كل حال .. و ايضاً يمكنكي اعتبارها هديه بسيطه ..
قالت بتذمر طفولى : مش عايزة هدايا انا .. اوف ..
- حسنا انا غاضب منك على كل حال .. لا تذهبي و سنعتبر اننا لم نتصالح من الاساس ..
- يوووه .. مستغل و انتهازى ..
- انا كذلك و انتى حره الست كذلك ..
كادت تفتح فمها للأعتراض مره أخري ليتكلم هو بجديه مخالفه لحالتهما السابقة : هذا مهم فى رحلة علاجك انتى تعلمين ذلك جيداً و مع ذلك تماطلين .. كفاكي تذمراً .. ستعتادين الامر ..
تنهدت باستسلام أخيراً ليتكلم هو : فتاه طيبه ..
- بطل تقولى كده .. انا مش صغيره .. انا عديت ال30 .
- يا الهي انتى صغيره للغاية ..
نظرت له قبل ان تنفجر ضاحكه و هي ترفع يديها : خلاص بجد استسلمت .. انت تكسب ..
ضحك ليسمعها تكمل : بقولك ايه .. ايه رايك فى اسم الياس ..
اطرق لثوانى مفكراً ثم قال : لطيف احببته ..
التمعت عيناه و هو ينطق بأمل : انتى من اختاره اليس كذلك ؟
حركت قدمها فى الارض بحرج و هي تكمل : بصراحه ..
تنهد ليقطعها متذمراً : تلك الصديقه الجديده اليس كذلك ؟
هزت راسها بنعم ليكمل : هل يعجبك ؟
- اه حلو اوى .. حبيته ..
- اذا انا موافق ..
اشاحت بنظرها عنه بخجل و ابتسامه تتسلل لوجهها عنوه : ممكن نروح اتأخرنا ... و رؤي بتقفل الباب بمواعيد ..
- تلك الرؤي شريره ..
- نفسي اعرف ليه الحرب البارده الى بينكوا دي ..
- صراع على ملكية الارض ..
- نعم ؟ .. مش فاهمه اي ارض ..
ضحك و قد أتت له الفرصه أخيراً : سأخبركي لاحقاً ..
- انت الشرير هنا على فكره ..
استدار لمواجهتها قائلاً : اريد أن أكون المنتصر في تلك الحرب ..
ابتسمت له و قد أدركت مقصده : مينفعش نعمل تصالح أو هدنه ..
- سنبحث الامر ..
استدار يكمل الطريق .. فقد كان يسعي أن يكون محيط حركتها سيراً على الاقدام ليستمتع برفقتها قليلاً ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت الى المنزل .. لتسرد الى رؤي بعض مما حدث بحماس و تذمر على أمر الرياضه لتشاركها رؤي الضحك و الحديث ..
فى الصباح أتجهت كل من الفتاتان الى العمل ..
دخلت رؤي الى المركز .. لا تدري لما يراود طيفه افكارها .. هي لا تكترث لأمر ذلك الطبيب و لكن لما لا تراه أبداً .. رغم علمها بوجوده و علمها أيضاً ان العياده تعمل جيداً .. هل هو شفاف ..
زفرت بحنق قائله : انتى مالك يا رؤي .. انتى مال أه..
لم تكمل حديثها لرؤيتها له أمامها .. ينظر لها بثبات لدرجه أعتقدتها أوهامها تتجسد أمام عيناها .. قبل أن تتكلم .. سمعت صوته الخافت يتمتم بنبرة اعتزار و تخطاها ..
لم تتحرك رؤي من مكانها .. لا تعي ما حدث الان .. لما وقف هكذا و لما رحل .. رمشت بعيناها و هي تقول : الواد ده مش طبيعي بجد .. دكتور الفريد محتاج يشوفه فعلا ..
و على الجانب الاخر ..
دخل سفيان مكتبه .. و هو يضرب راسه بيده متمتماً : غبي .. غبي .. كده مش بس هتشوفنى عصبي .. لا عصبي و مختل .. طب ماشى انا اصلا خلقى ضيق بس مش مختل ..
- يا حبيبي بتكلم نفسك .. ده الحب بهدله ..
كان ذلك صوت عابد الذي دخل خلفه المكتب عندما راه .. ليجد حالته تلك ..
نظر له سفيان بغضب : لا مش وقتك و الله ..
- بطمن عليك يا حبي .. شوفتك داخل متعصب الحق عليا ..
- كتر خيرك يلا من هنا ..
اغلق الباب خلفه و ما هي الا ثوانى و انفرج الباب مره اخري .. ليتناول سفيان كره مطاطيه يلقيها عليه ..
لتصطدم بوجه رؤي .. أتسعت عينا سفيان قائلاً : انا اسف و الله افتكرتك عابد اصله ..
قاطعته : دكتور الفريد عايزك ..
انهت جملتها صافعه الباب خلفها .. اخرج سفيان صرخه مكتومه قائلاً : ليه يا رب .. ليه .. افرجها من عندك علشان انا .. خلاص ..
نظر الى الباب نظره يائسه : عابد لو عرف هيخلينى عبره لمن يعتبر ..
يتبع ..
أنت تقرأ
ما بعد النهايه ✈️ - مكتملة
Romanceلا يمكن اصلاح ما كسر كما كان لكن هل نتمكن من صنع فسيفساء رائعه الجمال من ذلك الكسر بدايه في ❤️ 15-1-2023 النهايه الكتابه في ❤️ 11-3-2023 نهايه نشر في ❤️ 12-5-2023