الفصل السابع

73 16 14
                                    

انتهي لوسيان من غدائه .. أمسك بهاتفه لأداء التدريب اليومي .. كان غاضباً من عدم مقدرته نطق اسمها .. فكان حرف "غ " يخرج معه " ج " كان يحاول تسجيل مقاطع صوتيه لمقارنه ما ينطقه بما سمعه منها و لكنها كانت محاولات فاشله جميعاً ..

تنهد بيأس .. لما ذلك الاسم المعقد لما لا تدعي ساره مثلاً او شئ من ذلك القبيل .. لكنه اسم مميز يليق بها على كل حال ..

على الجهه الأخري ..

كانت غزل ترتب بعد الاشياء بالمنزل و افرغت غرفه من مستلزماتها .. لتكون مناسبه اذا ما أعجبت رؤي بالمنزل .. دق هاتفها فتحركت بسرعه عساها تكون رؤي أو لوسيان .. لكن لازال الوقت مبكراً ..

كان رقماً دولياً .. ظلت تنظر الى الهاتف فى بلاهه ربما كانت احلام تتصل من رقم أخر او ربما رقم زوجها .. هل تجيب فالرقم معها فقط أو مع افراد العمل الذين يتعاملون معها .. انقطع الاتصال و لم تجييب .. ليدق الهاتف من جديد .. تناولت الهاتف متحدثه : الو .. مين ؟

- روما .. انا عمر .

أغمضت عيناها .. لما عمر الان بحق .. ليعيد هو : روما سمعاني ..

كان عمر حبيب غزل السابق الذي لم تستطع اتمام العلاقه معه .. حاول التواصل معها لكن الامر كان قد أنتهي بالنسبه لها .. لما قد يتصل بها الان : عايز ايه يا عمر ؟ .

-عايز نتكلم يا روما .. أنا عارف ان طريقتى كانت غلط معاكي بس بردوا الغلط كان مشترك .. انا لسه عايزك و عايز نحاول مره تانيه سوا لما ترجعي .

- غزل ..

- نعم ؟

- اسمي غزل يا عمر ..

- و ده من أمتى ؟

- من ساعه ما سافرت يا عمر .. انا مش عايزة ابقى روما تاني .. روما الى انت عايز تحاول معاها مبقتش موجوده ..

- خلينا طيب نبقى اصحاب يمكن نقدر ..

قاطعته و هي تقول : انت عارف اننا مش هنعرف نبقى اصحاب من فضلك يا عمر .. انا مضطره اقفل دلوقتى انا اسفه ..

- هبقى اكلمك تاني ..

ضربت راسها بيدها ما تلك الورطه .. تمتمت موافقه على مضض و اغلقت معه .. ما ان أغلقت معه حتى صدع الهاتف برقم لوسيان .. انتفض الهاتف من يدها .. كانها كانت ترتكب جرم .. توترت لا تعلم سبب لذلك ..

اجابت على الهاتف دون ان تنطق ليخرج صوته : كنتى تتحدثين على الهاتف ؟

قالت بتوتر : انا .. لا .. قصدي كان تلفون شغل ..

صمت قليلاً .. لا يفهم سبب توترها .. ظل صامتاً هناك امر خاطئ .. بينما هي كانت تلعن نفسها فى سرها فتلك أول مره تكذب عليه .. منذ ان خطت قدمها تلك البلاد كان خير عوناً لها .. توترها جعلها تلجئ لتلك الكذبه ..

اجاب بنبره غامضه : حسناً .. لم تحضر رؤي بعد اليس كذلك ؟

-لا لسه شويه .. هرن عليك وقتها ..

- الى اللقاء ..

- لوسيان ..

- اجل ..

كان يتكلم بنبره بارده .. لعلها تخرج ما بجعبتها لكنها قالت : لا مفيش ..

صمت قليلاُ .. ثم اغلق الهاتف .. ظلت هي تضرب بقدمها الارض و هي تقول : غبيه .. ايه يعنى كنتي قوليله لوسيان كنت بكلم عمر .. عمر مين .. عمر الى كان بيحبنى او كنت بحبه .. سهله فيها ايه يعنى .. هو فى حاجه بينا .. لا ... اوف .. طب .. طب انا متضايقه ليه يعنى انى كدبت عليه .. كمان ده مش كدب .. دي تخبيه .. مش تخبيه اوى كمان .. اوف .. اوف ..

رفعت الهاتف لمحادثته مره أخري ثم عدلت عن قرارها .. لن تستطيع تغيير حديثها الان .. جلست على أقرب كرسي .. تعبث بخصلاتها و هي تضم شفتيها كالاطفال .. تذكرت الدواء الخاص بها .. مطت جسدها تحاول الوصول الى الطاوله لتأخذ الشريط .. حتى وصلت له باطراف اصابعها .. اصبح تاثير الدواء الجانبي عليها اقل .. و ذلك حسن من نفسيتها قليلاً .. لكن لازال امامها الكثير ..

مضت الساعات عليها ثقيله .. حتى أتت رؤي .. كان لوسيان يقف على الدرج أمام المنزل يعبث بهاتفه حتى تنتهي الجوله .. حضرتك رؤي و رغم هيئه غزل التى تبدو مختلفة عنها لكنها استشفت بها الطيبه .. و كان المنزل مناسباً كما انه قريب من المجمع لذلك لاق استحسان من رؤي .. عادت الى صالة المنزل .. ثم قالت لغزل و هي تشير بعينيها الى الباب تجاه لوسيان : صديقك ؟

نظرت غزل الى حيث اشارت ثم أماءت لها بنعم .. ابتسمت و هي تكمل : وضع الحمايه ده .. المفروض يبقى مخيف بالنسبالى انا و انا جايه لوحدي كده ..

حكت غزل انفها بحرج و هي تقول : مقصدتش انا بس لوحدي هنا .. علشان كده بس ..

قاطعتها : مفهوم .. مفهوم .. هروح اجيب شنطنتى و اجي تمام كده ..

- تمام

خرجت رؤي ثم تحدثت مع لوسيان : يمكنك الاطمئنان فانا شريكة السكن الجديده ..

اماء براسه باحترام و هو يكمل : اتمنى ان تسعدي باقامتك هنا ..

غادرت رؤي .. لتخرج له غزل و هي تقول : شكلها بنوته كويسه .. محترمه كده ..

نظر لها قليلاً و هو يقول : هل انتى بخير ؟

- الحمد لله .. الدنيا اهي بدئت تظبط شويه .

- سعيد لأجلك .

ابتسمت له و هي تقول : مكنتش هعرف اعمل حاجه من غيرك ..

- لم افعل شئ ..

انحنى لها بدراميه قائلاً : واجبي سيدتى ..

رفع نظره فقط تجاهها و لم يعتدل لتضحك هي بخجل و تشير له عائده الى منزلها فى انتظار رؤي .. بعدها غادر هو ايضا ..

يتبع .. 

ما بعد النهايه ✈️ - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن