٨.

774 50 60
                                    

_

هو لم يكن يعلم،

لا عدد أعقاب السجائر التي إستلقت بين قدميه و لا الأمر اللاحق الذي سيقدم عليه،

و من على شرفة حجرته هو إرتشف آخر آخر نفسِِ من السيجارة الأخيرة بعلبته بينما يراقب الظلام الذي يخيم على شارع منزل عائلته الهادئ

كان قد تلقى لتوه إتصال خليله الذي طالبه به العودة -و لو بالشكل الغير مباشر-

و بالرغم من أنّ رؤية إسمه على شاشة الهاتف المهجور جعلت من نبض قلبه يثور سابقاً إلا أن حماسه أخمد بمجرد أن تذكر وضعهما،

سونغهون أهان و بوضوح فكرة تقبله للمثلية عبر فعلته، و بدل أن يمده بإعتذار كما يفعل غالبا للأمور التي لا تحتاج أسفه هو مضى متمسكا بعناده يأبى الخضوع بل و أضحى يختلق الحجج لإصلاح ما بينهما دون حاجة لإحناء رأس كبريائه

هو كان يعلم كما يعلم سونغهون بدوره أن عقد إيجارهما المشترك كان يستطيع الإنتظار، و ذلك لأن المهلة المحددة تمتد حتى شهرين إضافيين،

و بوسعه توقع أن ألم الفراق الذي إشتد بالأخير دفعه للإتصال بهاته الحجة الواهية التي ما كان هيسونغ ليمانعها طبعاً،

رؤية تأثير إستراحة علاقتهما على الأصغر بثت به بعض الغرور حتى لو كان يجابه التأثير مضاعفاً بدوره من جهة،

و بالرغم من أنه أخبر الأخير و بوضوح أن عودته أصبحت قريبة إلى أنه يشعر بالضياع لكيفية التصرف بعد العودة هاته من جهة أخرى.

هو علم أنهما إن إلتقيا فسيستصعب عليهما التحدث بالموضوع

قد يبدو الأمر غبياً لجذكره لكنه موقن من ذلك بناء على شخصيتيهما المتنافرتين و اللتان ستدفعانهما لإنتظار المبادر الأول

والذي سيكون على الأرجح إيفان، كون بنجامين لن يقدم على ذلك و لو وُضِع أسفل حبل المشنقة..

الأمر كان مرهقا لتفكيره بل وقد دفعه لإغماض عينيه بمسارعة حتى لا تتجرأ دموع ضعفه على الهطول،

هو كان مشتاقاً، مستضعفاً، خائباً و واهناً و لو أن غضبه من الفعلة أُخمِدَ إلا أن التفكير بمستقبل علاقتهما التي لا يبتغي الإستمرار بسريتها للأبد يثير حزنه أكثر فأكثر

إنحنى بطوله يستند بجبينه ضد حافة الشرفة بعدما قرر أنه سيجعل عودته قريبة،
هو لم يكن ليستمر بالهروب طويلا طبعا كونه ما يزال يملك جامعة لتداركها كما و فريقا ليسيره لذا فإن التغاضي عن التفكير و ترك الأمر بين يدي الأصغر هاته المرة هو ما سيفعله

-Cupid is Stupid. | هَاء، هاَءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن