٢٢.

581 35 35
                                    


_




السادس من آذار،
ثلاث سنوات لاحقة.



غيمُ السماء بدا بليداً بالنسبة لبدايات الربيع الزاهية التي غالباً ما كانت تبتعث لأواصل الرفيق هنا شعور الإيجابية،

هذا ما إنتبه له ذي اليأسِ الظاهر و هو يغلق كتاب روايته التي حملت عنوان "تحت أساليب كيوبيد"

طابع القصة و حبكتها كانت رومانسية و لطيفة تماما كنوعه المحبب لكن و بشكل ما تلك كانت الأسباب التي جعلته يعرض عن قراءة مزيد،

كيوبيد الغبي كان قد جعل كل العشاق مجتمعین و علی ما يبدو تناسى أمره حينما جعل نهايته مأساوية كما نهايات قصص الحب العالمية المعتادة،

و عند ذلك الحد هو إكتفى و قرر أنه سيقذف بهذا الكتاب من على نافذة الطائرة التي أرغم على ركوبها حينما تسائل فجأة إن كانت فكرة ذهابه صائبة.

بارك بنجامین سونغهون،
الشاب ذو الرابعة و العشرين لم يسلم بمرته هاته من التملص من حفل الذكرى السخيف الذي يقيمه جده كما كل سنة،

و حجة الأخير هاته المرة كانت مرض سیباستیان رونالدو الشديد،

بعد أن كانت تهديداً بالتبرئ منه بالسنة السابقة،
و تمثلت بتمثيلية عن تزييف خبر موته شخصياً بالسنة التي تسبقها.

سونغهون بدوره سبق و تحجج بإنشغاله بأعماله كما و أقنع عناد جده أن مرض كلب عائلتهم العجوز لم يكن سبباً كافياً ليسافر من أجله لأزيد من ست ساعات، هو حتى أخبره بإستحالة حصوله على إجازة من عمله الذي يتكدس خلفه
لكن من الجد بارك من كل هذا؟

نفوذ الأخير جعلته عُرضة لتلقي إجازة مدفوعة الأجر من قبل رئيسه، بتذكرة محجوزة،
و حتی حقائب موضبة و جاهزة،
و بواقعه سونغهون شعر بالإرتياب ينتابه لإصرار جده الثابت بمرته هاته

لم يكن الأمر كما لو أنه يتهرب أو يمتلك ما يردعه عن زيارة بلده لكنه فقط إمتنع عن العودة لأسباب واهية لعل أهمها أنه لم يكن على استعداد بعد،

هو يدرك،
ثلاث سنوات كانت مقداراً كافياً للتخطي و ربما المضي قدماً، أو حتى الخوض بحبِِ جديد يمحي قديمهُ و هو و بقناعة تامة منه لم يحاول الإقدام على فعل أي مما سبق و ذكر،

قلبه كان ما يزال معلقاً بعزيز الروح الذي تركه خلفه، و لم يخطط بلحظة من سنينه الفارطة بتغيير ذلك بالفعل، لكنه فقط لم يكن على إستعداد لمواجهة بضعة التخوفات التي تتلبسه.

-Cupid is Stupid. | هَاء، هاَءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن