١٨.

592 40 45
                                    

_

غيم اليوم،
مطر الأمسية،
الزخات التي عبثت بلطفِِ عنيف بزجاج النافذة،

كلها ما كانت أمورا إستهوت سونغهون الذي غالبا ما أحبّ الجو الماطر و ما يتبعه من دفئ لدواخله.

وعلى النقيض الذي غالبا ما يدعوه لسحب أقرب كتاب روايةِِ له رفقة كوبِِ من القهوة الدافئة و الجلوس لساعات بإسترخاء هو إتخذ مكانه بأعين شاخصة و أعصاب مشدودة إثر الخبر الذي زُفّ له على حين غرة من إيمانه الأعمى بنفيه.

هو حاول إقناع نفسه أنه يتوهم أو أنه ربما قد أخطأ السمع لكن هل هيسونغ خليله الصادق أكد له لتوه أنه أقدم على خيانته بهاته البساطة؟ و بهذا التبلد من المشاعر؟!

ألهذا الحد بدت له اللعنة هينة للإفصاح عنها كأنما ألقى عليه تحية عابرة؟!

أعينه ناظرت لغة الجسد التي كان يبديها الأخير لكن السكون هو كل ما قابله،
و حتى لو أن الوضع بدا أوضح له الآن إلا أن قلبه يأبى التصديق

هو كان عاشقاً، و ما قد يفعل العاشق بوضع كهذا؟
التكذيب!

هو آمن أن للفعلة عذر مقنع،
حتى لو كان يجلس جانِيها مقابله يعترف بذنبه فإنه يوقن بتواجد عذر!

"أ-أنت كنت ثملاً صحيح؟"

وذاك كان أقرب ما حط بذهنه.

هيسونغ حبيبه الصادق يستحيل أن يقوم بأمر مشابه حتى و لو مثل الأمر مجرد قبلة عابرة لا تعني شيئا!

هو آمن بذلك،
ولآخر لحظة هو أيقن عن قناعة أن هذا ما حدث واقعا إن لم يكن عذرا أكثر إقناعا،

لكن نفي الأكبر البسيط بواسطة رأسه عن أن فرضية الثمالة خاطئة جعلت الإبتسامة تسقط من على وجهه و تُستبدل بالمقابل بالمحجرين اللذين كدّسا بعضا من الدموع الغير مصدقة

"مـ-مالذي تعنيه؟"

"أنا لم أكن ثملا يومها سونغهون،"

وكيف لسونغهون أن يتناسى؟
لي إيفان هيسونغ الشخص الذي لا يخشى الإعتراف بأخطائه و إيذاء الغير بها كان ما يزال نفسه.

كفه إنسحبت مباشرة من التعاقد الذي كانا يحضيان به وقد إنغرز به شعور الخيبة لسقف التوقعات الذي هُدّم بفعل كلمات معدودات دمّرن كل الثقة التي آمن بها وبناها.

"ألن تقول شيئا؟"

بعد فترة من الصمت سونغهون أفصح متوقعاً مزيدا من التبرير؟ الأعذار؟ التلفيق؟ أي شيء!
هو كان ليرضى بأي أمر مغاير عن هذا الصمت الذي لا يدرك ما الداعي له حتى

-Cupid is Stupid. | هَاء، هاَءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن