٢٠.

723 39 45
                                    

_

سونغهون:

ساعتان؟
نصفهما؟
أقل من ذلك؟
أو ربما أكثر؟
لستُ أعلم حقا لأني حدث وفقدتُ إدراكي بالوقت فلم يعد بوسعي عدّ كم مضى و أنا على حالي هذا.

بين جدران الحجرة ذات الإضاءة الخافتة أنا أبقيتُ على إستلقائي و الدموع بين مقلتاي متحجرة،

ليس و كأني لم أطلق سراح بعضها لكني مضيتُ لها كاتما بكل ما بقي لي من قدرة
و بواقعي أنا بكيت كما لم أفعل بحياتي يوما،

و مع أني لم أكن أذكر المَداعي التي أبكتني بمراتي السابقة وبهذا القدر لكن لم يغب عن ذهني أن جم الأسباب ما تمثّلت بغير الرجل الذي حدث و ما يزال يقبع بين أحضاني.

كنتُ قد أفصحتُ له عن رغبتي الصريحة بالإنفصال و كما لم تخب توقعاتي هو واقفني بدوره و من فوره،
أخبرتهُ بقراري بالعودة لمارسيليا،
وبرغبتي بالمضي قدما بعيدا عنه.

أمرته بفعل المثل لأنه يستحق من هو أفضل مني،
من يعامله أفضل مني،
و من -ربما- يحبه أفضل مني

وبينما يتشبث بعناقي و يذرف دموعه وسط منكبي هو وافقني عن كل متطلباتي و أقوالي دون إعتراض.

بالمقابل، و بهمسة ضعيفة لم يحدث لي أن رصدتها من شخص بِأزرِهِ هو طالبني بالبقاء على وضعنا لدقائق إحتاجهن لإستعادة ثباته،

فما كنتُ ممانعا بطبعي لأني إحتجتُ بدوري الشعور بقربه الذي سأفقده بمستقبلي،
وفكرة أنها قد تكون مرتي الأخيرة للإحساس بجسده من هذا القرب ما جعلت دموعي غير سبّاقة لذرف المزيد.

و بالقرب من صدري و على قلبي المتألم تحديدا أنا كنتُ قد إحتويته عميقاً،
شعرتُ بإستمرار ملامسة دموعه لعنقي و ما تبلل من قبة قميصي وقد تمنيت بلحظتي لو لم أشهده على حاله هذا قط،

لم أكن أرغب بتركه،
بل و قد ناجتني روحي و كُل ما بي للتراجع عن أي كان ما تفوهت به و الإحتفاظ بقربه هذا إلى الأبد،

لكن موضوعيتي كانت تعيد إلي الإدراك عبر السؤلل
'ماذا بعد؟'

إفترضتُ أني أعرضت بمرتي هاته عن الإنفصال عنه،
تغاضيت عن كل ما حدث و جابهناه،
و تناسيتُ كل الأخطاء التي إرتكبناها بحقيِّ بعضنا البعض،
ماذا بعد؟

سيعود هو للتصرف بطبيعته،
وسأعود بدوري للتصرف بطبيعتي،

سنعود لإختلاق النقاشات، لسوء الفهم، للخصام، وسينتهي بي الأمر غاضبا منه و ينتهي بنا المطاف مستاء مني و سنعود لنقطة الصفر كما نفعل عادة بل و كما مضينا نفعل طيلة الثلاث سنوات الفارطة.

-Cupid is Stupid. | هَاء، هاَءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن