٢١.

599 39 31
                                    

_

كان من المفترض و بما انه بمثل هذا الوضع الموتر أن يُبدي على الأقل بعض القلق أو الرهبة للجلسة التي خشي الوقوع بها منذ اللحظة التي أدرك بها طبيعة ميوله،

لكن و على النحو المفاجئ سونغهون شعر بالخُلُوّ يتفشى بدواخله و يجعل منه لا يُبدي رد الفعل الذي إعتقد أنه مُبدِيه حالما يُكشف أمره.

والداه إقتحما غرفته بنهاية وليمة العشاء الذي لحق به مطلب خليله -و يؤسفني إضافة ذلك، لكن..- الأسبق.

و بينما جلس مقابلهما بمظهر سونغهون المذنب الصغير أنامل كفه عبثت بأطراف جبيرته يشغل نفسه عن النظر لمحاولات والدته بمباشرة حديثها الحافلِ على ما يبدو وقد إنتبه لهدوء والده الذي توقعه و لم يستبعده من ناحية أخرى،

و مجددا هو ما إستشعر ما يُذكر.

ربما للأحداث التي إنهالت عليه مؤخرا يد بذلك لكنه و بمنتهى صدقه لا يشعر بشيئ،
فقط الفراغ هو ما إستحله بينما يراقب كيف مضى يواجه أصعب موقف مرّ و يمر طيلة سنين شبابه بهذا النوع من البرود.

هو حدث و موضع بالعديد من السيناريوهات الإستباقية الخيالية حينما عزم قراره بإخباره والديه عن طبيعة العلاقة التي جمعته بشريك سكنه ذي المظهر السيئ

تخيل توتره ضمن الرحلة التي سيأخذها رفقة الأخير لمسقط رأسه، الدراما اللاحقة التي ستُجر عن المشهد الذي يعبران به مدخل المنزل و هما يدا بيد، و عما سيتبع ذاك من غضب والديه الذي سيُخمد بمجرد أن يلتمحا عُمق الحب الذي يعيشه رفقة مُرافقهِ بغض النظر عن جنسه

لكن و بلحظته هاته لم يكن هنالك أي مما توقعه و وضعه بحسبانه،
و الأمر كان بالفعل أكثر بساطة و أقل درامية

هو سيجلس مكانه،
يتلقى توبيخ والديه اللاحق المُتبع بغضبهما الشديد،
ثم على الأرجح سيخلد للنوم بعدما يخبرهما أن لا حاجة لمبالغتهما كونه قطع علاقته بالشخص الذي سيرفضانه بشكل يقينيّ

"Ben, regarde moi
أنا لا أريد أن أحكم عليك و أتهمك بالباطل لكن الخادمة قالت.. أعني هي رأتكَ و صديقك ذاك،
و من ثمَّ سماعي لما قاله يورش..
أنا مشوشة و أرغب منك إمدادي بتوضيح لائق"

كانت محاولات والدته بدحض الفكرة من مخيلتها الضارية حينما كان من البديهي أن حالهُ يبدو أكثر بؤسا للخوض بمحادثةِِ كهاته،

والده عقد ذراعيه دون النبس ببنت شفة من مكانه و قد وجد سونغهون نفسه حينها بموقف العاجز عن تحديد ما يفكر به الأخير.

-Cupid is Stupid. | هَاء، هاَءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن