الرابع والثلاثون

942 71 9
                                    

وضع سوبين يديه داخل جيوبه بينما يسير في الممرات، حينما مر بجانب مكتب المدرسة، نادى عليه شخصاً فجأة جاعلاً منه يلتفت.

ذهب إلى المعلم الذي نادى عليه الذي يقف جانب باب المكتب " لا تستخدم ابداً هاتفك في الصف مجدداً " قال المعلم مُسلماً الهاتف لسوبين، اومأ الفتى مُتمتماً بكلمات الشكر قبل أن يسير مُبتعداً، الشيء الجيد هو أن المعلم لم يترك بطارية هاتفه فارغة طوال الأسبوع لأن البطارية ستُستنزف إذ لم يشحنها لأسبوع.

وضع هاتفه داخل جيبه ثم سار متجهاً خارج المدرسة، قله قليلة من الطلاب من يسير في الشوارع الآن حيث أنه خرج من المدرسة بعد ثلاثين دقيقة من رنين الجرس.

كان هذا روتينه اليومي، بجانب أنه لا يمتلك اي اصدقاء ينتظرونه ليسيروا معه في الشوارع، هيونينغ كاي صديقه رغم ذلك لكن الاصغر يمتلك سيارة وسائق يأخذه من المدرسة، هذا لسلامته ولأن والديه أغنياء أيضاً وهو طفلهم الوحيد.

جُذب انتباهه فجأة من قبل صفارة إنذار سيارة الإسعاف، تابعها بعينيه حتى تخطته لينقل عينيه على الطريق حينما اختفت من أنظاره، يبدو وكأنها لديها حالة طارئة منذ أنها في عجلة من أمرها، هز كتفيه مبعداً أفكاره، هو فقط اكمل سيره نحو منزله غير مهتماً بالفتى ذو الشعر الازرق الذي رآه من نافذة سيارة الإسعاف، ليس من شأنه رغم ذلك.


" عزيزي.. " نقلت جده تايهيون نظرها إليه قبل أن تتنهد " بالطبع اثق بك لكن- "

" إذاً ثقي بي في هذا " قاطع حديثها ثم أشار على الكرة البلورية على الطاولة التي تُظهر الذكريات الممسوحة من ذاكرة يونجون وسوبين.

نظرت إلى الكرة البلورية لتعيد نظرها إلى حفيدها، لتبتلع لعابها قبل أن تتحدث " اثق بك لكن ماذا لو أخبروا أحداً آخر عني؟ عائلتي بأكملها ستكون في ورطة إذا وجدني الصيادين " حاولت أن لا تتلعثم بسبب توترها من تفكيرها، ذكريات الماضي تتدفق في عقلها.

هى ليست أنانية، هى فقط تحمي عائلتها ونفسها، لقد فقدت ثقتها بسبب شخص عشوائي وهى لا تريد أن تفقد ثقتها في حفيدها، هذا خطر عليها وعلى عائلتها لأنها في الحقيقة ساحرة.

هز تايهيون رأسه قبل التحدث " لا اريد ان نكون في خطر، يمكنني التعامل مع هذا "

اومأت جدته بخفة " حسناً، إذا كنت تقول هذا إذاً سأتركك تفعلها " اخذت عصاها من الطاولة ثم أعطتها إلى تايهيون لينظر لها بإرتباك، هى لم تعطيه فرصة لإمساك عصاها أو حتى لمسها لكن الآن هى تعطيها له.

أشارت على الكرة البلورية ثم على جيبه " ضع تلك الذكريات في الزجاجة التي سرقتها، مجدداً " قالت كلمتها الأخيرة بنبرة غاضبة، لتتوسع أعين تايهيون حينما ذكرت جدته الزجاجة التي في جيبه لأنه كان متأكد انها لم تراه يسرقها لكنها اعتادت على تصرف حفيدها.

حسناً، في الواقع تايهيون ساحر حيث أن والده يكون ابن جدتها الأكبر وهو الولد الوحيد لأبيه.

إمكانية إستخدام السحر تنتقل إلى الابن الأول لساحر أو لساحرة مما يعني أن والده ساحر أيضاً، لكن لأن السحر غير موجود في هذا الجيل، والسحرة والمشعوذين موجودين فقط في القصص والأفلام، لذا هى لم تدع تايهيون يتعلم السحر والتعاويذ لكنها لا تزال ترى قابليته حتى لو لا يملك خبرة لثمانية عشر عاماً.

إن تايهيون ذكي أيضاً، هى تعرف أنه يمكنه صنع تعاويذ جيدة وسيئة، وإذا أمكن، يمكنه صنع تعاويذه الخاصة لكنه ليس لديه السلطة لصنعها بينما جدته ووالده أحياء.

والسبب في أن ايونجي ألقت تعويذة هو أنه معها عصا.

" فقط أخبر العصا ما تريد فعله "

اومأ تايهيون برأسه قبل أن يخرج الزجاجة من جيبه، فتح غطائها ثم أشار بالعصا إلى الكرة البلورية " نقل " تمتم وحرك العصا ببطء على شكل دوائر، حينما اختفت الذكرى من الكرة البلورية، أشار بالعصا فوق الزجاجة ونقر على عنقها، بعد عده ثوانٍ، اغلق الزجاجة وارجع العصا لجدته.

تشكلت شفتاها بإبتسامة " هذا ما توقعته " قالت فخورة بسحر حفيدها.

وضع الزجاجة في جيبه لكن قبل أن يتمكن من المغادرة، تحدثت جدته مجدداً " يمكنك فقط جعلهما يرتشفانها حينما يتعرفوا على بعضهما البعض "

ليرفع تايهيون حاجباه فجأة ناظراً لجدته بإرتباك " لماذا؟ "

" لن يعمل السحر، ما لم تكن علاقتهم جيدة قبل أن يتم إلقاء التعويذة أو في الحاضر بعد عودتهم إلى طبيعتهم " قالت ليومئ حفيدها بخفة.

كيف يمكنه إعادة ذكرياتهم إذا كانا قد التقيا في اليوم الفعلي بعد أن علموا أنه تم تبديل أجسادهم؟ هذا يعني أنهم لا يعرفون بعضهم البعض قبل إلقاء التعويذة حرفياً وفي الحاضر بعدما عادوا إلى طبيعتهم، هذا يعني أن الأمر متروك لتايهيون ليقابلوا بعضهم البعض وبما أنه ليس صديق مقرب للاثنين، سيكون الأمر صعباً عليه.

ربما يستطيع هيونينغ كاي مساعدته رغم ذلك، لكنه لا يمكنه الوثوق في شخصاً ما بسهولة أو ربما سيدمر كل شيء، لا يريد أن يورط بومغيو في هذا لذا هو لن يحصل على مساعدة منه.

هز كتفيه مبعداً أفكاره، تنهد قبل أن يسير خارج الغرفة ولم ينسى توديع جدته، ذهب لخارج المنزل وبدأ بالسير مبتعداً عن الحي.















وصل بومغيو لهاتفه الذي كان يتمركز بجانبه بسرعة حينما أصدر صوت رنين فجأة، اخفض صوت التلفاز قبل أن يجيب على المكالمة " لما؟ "

' هل يمكنك أن تخبر المعلم غداً انني سأتغيب ليومين؟ انت تعرف المعلم جونغ، صحيح؟ '

رفع بومغيو حاجباه فجأة " نعم، انا اعرفه " جلس بإستقامة على الأريكة قبل أن يتحدث مجدداً " ماذا حدث جوني هيونغ؟ "

' في الواقع... '

_______________♡♡_______________

I wish you a happy new year, guys ^ ^

تَبادُل| YEONBIN✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن