عقل المجنون- 14 -

42K 1.7K 144
                                    



كان فيسيرس يمشي في شوارع العاصمة روما حيث سميت بالمدينة الخالدة بينما ظلت واقفة و صامدة بغض النظر على عدد الامبراطوريات التي نشأت على ارضها و دفنت تحت ترابها لم يسقط بريقها و لم تستلم انما استمرت لاجيال او عقود و مئات الالاف السنين.

لما يكرهونها اذا ابناء دي لوكا؟ لان ضجيجها مزعج لمسامعهم، ضجيجها مليء بكل العواطف والمشاعر الا السعادة بينما يموت اصحاب كالابريا لبعضهم، اصحاب روما يموتون للسلطة و المال. مدينة تضج بها الحياة بلا توقف، مدينة تضج بالسياسيين الفاسدين و الاموال الغير شرعية، اعمال سفلية قذرة و بيع الارواح في العاصمة كما تبيع التفاح في السوق المفتوح.

بينما شمس العاصمة كانت دافئة اقل من شمس كالابريا، احس فيسيرس برعشة باردة تسري في طول عموده الفقري وبينما وضع ثياب خفيفة على جسده اسرع بالمشي حتى يدخل الى احد المقاهي ويدفئ نفسه وبين مشيه السريع واضعا يديه في جيوب بنطاله الرسمية وبنيته الضخمة التي تمر بين اناس العاصمة ذوي الاحجام الطبيعية، كتفه ضرب في كتف احد المارة ليقف متفاجئ ممسكا بذراع الشخص الذي تدافع نحوه قبل ان يقع.

خفضت تلك السمراء رأسها بينما وقعت اشيائها وهي تحاول الامساك بهم وبينما ذراها كانت ممسكة من قبل فيسيرس لم تستطع الامساك بيدها ورفعت رجلها حتى توازن اشيائها على قدمها الا ان الامر لم ينجح كذلك.

أبتسم فيسيرس بينما ينظر اليها وكيفية فشلها في انقاذ اشيائها من الوقوع بينما قال سائلا "هل انتم على ما يرام؟"

"نحن؟ من نحن؟" رمشت السمراء بلكنتها الايطالية الاجنبية، حقيبتها بين ذراعها بينما تلبس معطف الكاروهات بالالوان الهادية العاجية بطول يغطيها حتى كعبها وقبعة البيريه البنية اللون يغطي شعرها البني الممزوج باللون الكستنائي.

اشر فيسيرس على اشيائها بينما ترك يدها حين توازنت نفسها واذ بها تقهقه "اعتذر فأنا خرقاء بعض الاحيان، حمل كل هذه الادوات صعبة حقا!"

امسك فيسيرس بنطاله من الركب ورفعها قليلا بينما انخفض وهو يلتقط ادواتها "اعتذر انا ايضا، كنت مسرعا نحو المقهى ادفئ نفسي، اجواء العاصمة لا تناسبني"

ابتسمت بينما نظرت ثيابه بتمعن بينما تلتقط ادواتها "اعني! قميص سلكي في منتصف الشتاء لا يبدو خيارا جيدا حقا"

البقعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن