-26-بين الحاضر و الماضي

41.4K 1.7K 929
                                    



// فيكتور//

حين يفكر مليا في الامر و هو ينظف جروحه، كان لا يسعه الا التفكير في كل تلك الذكريات الجميلة التي قضاها مع فيرا حتى وان كانت تعد على اصابعه.

بدايته معها كانت عصيبه بل اقرب الى الكره ولكنه... اعجب بها منذ ان وقعت اعينه عليها قبل خمس سنين في كازان، روسيا.

حين ضربت اكتافه في ازقة كازان انجذب الى لونها الاسمر الذي كان مختلفا جدا عن نساء روسيا ف كلهن اقرب الى البياض و البياض الناصع.

فيرا كانت اول من ينظر اليها فيكتور في عمره العشرين وتسلب اعينه لونها الاخاذ، كأن الشمس في منتصف البرودة قبلتها هي فقط.

حتى حين كانت في ثياب المتسولين قد سلبت تفكير فيكتور.


//قبل خمس سنين//

//كازان ـ روسيا//

كان فيكتور في جولته المعتاده في زيه ك شرطي في مكافحة المخدرات، يتجول الازقة الموكل عليها، احد المناطق التي تكثر فيها الشغب والاتجار بالمخدرات على ايادي الاطفال و كان ذلك ما هو عمله ان يمنع استخدام الاطفال في الاتجار بالمخدرات والشغب و ما الى ذلك.

تلك المنطقة السوداء كانت مقر اسواق المخدرات و كان مسموح لهم بتلك التجارة فيها، بيع المخدرات، الهيروين، الكريستال واي نوع يخطر على البال، ذلك كانو ما يفعلون حتى يترزقون.

فقط تحت شرط واحد، عدم استغلال الاطفال في ذلك. بجانب ان المنطقة تعج بالمقيمين التي تمتلئ سجلهم بكل انواع الاجرام الا ان الاطفال كانوا ايضا من سكانها.

حين رأى بعض الاطفال تقدم نحوهم يرفع نظارته الشمسية بينما يخرج اكياس حلوة صغيرة من جيوبه.

ركع على ركبته بالقرب منه والاطفال حين عرفوا تجمعوا حوله.

"فيكتور الهجين.. فيكتور الهجين"

عبث فيكتور بشعر الاطفال الاشعث "كيف حالكم اليوم ايها الرفاق؟"

احد الاطفال تعلق بعنقه بابتسامة كبيرة تشع على وجهه "كنا ننتظرك"

"اعتذر عن التأخير ولكنني انشغلت في العمل ولكن" فتح فيكتور يده "لم انسى حلوياتكم"

قفز الاطفال حوله لتظهر ابتسامة طفيفة على وجه فيكتور وهم يأخذون الحلويات من يده. كانوا قد تعودوا عليه حتى وهو في زيه الشرطي الا انه كان محبوبا من قبل الاطفال، آسر قلوب الفتيات، ابن للامهات و اكبر عدو للرجال الا انهم لم يتقربوا منه.

البقعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن