- 19 - العاصفة الثلجية

67.1K 2K 1.3K
                                    


الحياة ليست عادلة دائما و ليست جميلة كل يوم وكل ثانية. الحياة لا تخلو من المطبات التي تجعلك تقع على وجهك والحياة ليست قاسية دائما، العاصفة لا تعصف بك والا و نهايتها رذاذ المطر.

هناك من يخاف العواصف والرعود ولكن يعشق المطر وهناك من يعشق العواطف واصوات الرعد ولكن يبتعد عن المطر.

و هنا فيرا، تعشق العواصف، تستمع بأصوات الرعد، تبلل جسدها تحت المطر و تفتح قلبها وسط الثلوج.

هنا في قلعة تاورمينا حيث الثلج يهطل على اراضي تاورمينا، قلب فيرا دفء ولاول مرة منذ سنين طويلة في غرفة دافئة، وسط الفرو الذي يغطي جسدها، تنظر الى فيكتور بكسل وابتسامة صغيرة تعلو ثغرها.

فيكتور نائما بجانبها على صدره يريح ذقنه على حفرة كتفها، ذراعه اليمنى تلتف حول خصر فيرا و جسد رومان الصغير يسيطر على ظهر فيكتور.

فيرا متأكدة ان رومان كان نائما على الجانب الاخر من فيرا ثم كيف وصل على ظهر ابيه لا تعلم.

فيرا متأكدة ايضا ان ليلة الامس في الجاكوزي لم تكن مخططة، لم تكن لتفضح نفسها ابدا ولمن ل فيكتور! ولكن فيكتور اعطاها سببا لتبقى، اعطاها سببا لتخرج ما في قلبها، فيكتور لم يعاملها ك خطيئة ابدا، فيكتور لم يحسسها انها سببا في ما حدث لها في الماضي.

اجل دين و ديون كثيرة ولكن تلك الديون اصبحت ديونه ايضا، فيكتور خيرها بما تريد و فيرا قررت البقاء من اجله، من اجل رومان، من اجل عائلتها، من اجل روما.

دق باب غرفتهم دقات صغيرة و خفيفة، استغربت فيرا اذ انها لم تسمع تلك الدقات ابدا من قبل، لو كانت لا تزال نائمة لما حست بتلك الدقات.

ابعدت ذراع فيكتور بخفة و سحبت كتفها من تحت ذقنه ببطء حتى لا يستقيظ. فيكتور ليس كثير النوم ولكن الغريب انه كلما نام بجانب فيرا، غط في سبات.

ربما وجد راحته اخيرا، راحته الذي يلقبها بـ الدين

لفت شعرها بعبث واتجهت نحو الباب تفتحه بهدوء "فيرا!" استغربت من وجود تلك الصغيرة ثم ظل ما سجل دخوله "ايلايجا!"

"عاصفة ثلجية قادمة و الثلوج ستستمر في الهبوط حتى يومان و اكثر" قال ايلايجا واعينه على هاتفه و ما ان رفع هاتفه عن وجهه "لحظة! لماذا انتي في ثياب ليست ثيابكِ؟" شهق واضعا يده على فمه ثم نظر نحو فيرا الصغيرة فوضع يديه على اذنها "ايتها الفاسقة ماذا فعلتي مع زوجك و ابنكما بجانبكم"

البقعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن