30-العائلة-

42.5K 1.6K 687
                                    



الحق يقال، فيسيرس كان واقع في شباك حب ازرا الى الابد، و الحق يقول، انه لن يستيقظ من سحرها ابدا، ليس و هي اتت كل المسافة الى ريجيو دي كالابريا من اجله، ليس و هي تقف امامه على الشاطئ الذي يطل على مقهى بيلا، ليس و هي تبدو مختلفة، مختلفة قليلا...

مختلفة كليا...

"احدهن اتت باحثة عنك، لم اعرفها ولكنها بدت مسالمة ولكن ليس عدو يبدو كعدو لذا اتصلت بك فورا" اشرت بيلا على ازرا "اعتذر لانني لم اخذها الى المقهى لانه مقفل لليوم"

ابتسم فيسيرس نحو بيلا ثم عبث بشعرها بمرح "شكرا لكِ بيلا" وقبل ان يبتعد عنها "هل صادف و رأيتِ فيرا والزعيم معا؟"

رفعت بيلا اكتافها "فيرا! لم اراها منذ مدة! اين هي حقا؟"

فيسيرس كان عقله منشغلا جدا ب ازرا انه يركز على كذبة بيلا التي لا تعرف الكذب و الظاهر انها كذبت ولكنه هز رأسه و قال مبتعدا "هنا و هناك"

تنفست بيلا وهي ترمش لثوان لانها تعلم كيف هي فيرا و هي كيف عائلتهم وانها حتى ان حاولت الكذب سيتم القبض عليها فورا ولكنها استغلت انشغال عقل فيسيرس بشكل جيد حين كذبت عن معرفة مكان فيرا وهي تعلم جيدا اين هي بالضبط، في مقهاها.

"ازرا، وجودكِ هنا خطر. ماذا بحق الجحيم تفعلين هنا!"

التفتت ازرا فور ما سمعت صوته الذي لا تعلم كم مضى عليه من ايام منذ ان سمعته اخر مرة، لتجد نفسها تعانق فيسيرس دون ان تضيع ثانية اخرى.

ازرا، بدت مختلفة، لم تكن تلبس الثياب المبهجة كعادتها، ولم شعرها القصير منسدل كعادته، ولم يكن وجهها مشرق ايضا كاول مرة التقى بها فيسيرس.

اعينها كانت خالية من الحياة و ثيابها ايضا وشعرها مربوط.

"ازرا" ابعدها فيسيرس حتى ينظر الى وجهها و يعيد سؤاله ولكن انربط لسانه حين شهد حزنها.

"ماذا حدث!"

"لماذا لا تجيب على هاتفك!"

رمش فيسيرس عدة مرات ثم قال دون احساس "انا... اللعنة!"

"لقد ارسلت لك رسالة منذ ايام في! و انتظرت ردك لايام اخرى، ظننت انك منشغلا في بداية الامر ثم اتصلت بك مرارا و تكرارا حتى وصلتني رسالة منك تقول بأنك منشغلا و ستعيد الاتصال ولكنك لم تتصل" عانقت ازرا وجه فيسيرس وهي تردد كلماتها ودموعها تسيل "اللعنة في! ظننت انك قتلت و ماشابه و قلبي لم يكف عن النبض بجنون ولا تعلم كم سيناريو خطف على عقلي قبل ان اصل الى هنا"

البقعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن