البقعة السوداء

-43-ti amo, amore mio

الهكر ثلاثة انواع، ذو قبعة سوداء، ذو قبعة بيضاء و ذو قبعة رمادية ولكن اخطرهم، ذو الخنجر الاحمر، فيرا دي لوكا فالنتينو.

وفي الوقت الحالي هي تخترق انظمة عقلها، انظمة هرموناتها الطاغية على مزاجها المتقلب و تخبز في المطبخ.

الساعة تدق التاسعة وهي في المطبخ منذ ساعتين، القلعة أصبحت رائحتها مخبوزات، اصبحت القلعة مخبز. الرجال كل بضع دقائق يختلسون النظر اليها عبر باب المطبخ، مستعدون ان احتاجت الى اي مساعدة، علما ان فيكتور كان قد اخلى القلعة من الرجال ولكن في ظل وضع فيرا، بعد خبر حملها، وضع بضع رجال داخل القلعة في الاماكن التي لا يقطعون فيها طريق فيرا.

في هذا الوضع المخالف لشخصية فيرا الذي لا يعرفها الا القريبين منها كانوا رجال فيكتور الذي اصبحوا رجالها ايضا، مستغربون من حالتها الغريبة هذا الصباح.

بداية من انها رحبت بهم فور نزولها من السلالم ثم حين اعدت لنفسها كوب قهوة، دعتهم ايضا و ناولتهم ايضا، رجلين تحت السلالم وتلك السلالم قريبة من المطبخ، لا احد يراهم الا من يذهب تحت السلالم.

"هل نتدخل؟" همس الرجل الاول حين لم تتوقف فيرا عن الخبز

كانت قد خبزت عشرات من الكب كيك ثم عشرات من المفن و الآن العشرات من الفطائر المحلاة.

هز الرجل الثاني رأسه يهمس "هل انت احمق؟ ستخبزك انت بدلا من مما تخبزه الآن"

رمش الرجل الاول و استقام بينما امره الرجل "عد الى مكانك"

و رغم علاقة فيرا اللطيفة مع الرجال و مع اصحاب العاصمة الا انهم لا يزالون يرتعبون من الحقيقة الاخرى لها، انها مهما حدث ستبقى دي لوكا و هنالك دائما جانبا بشعا من دي لوكا.

انها حتى ان اخذت لقب فالنتينو ولكن لقب دي لوكا يأتي قبل فالنتينو.

لاول مرة منذ عودة فيرا الى ايطاليا، وبغض النظر عن حفل نصب كارلوس، وضعت فيرا على جسدها فستانا بسيطا دون اكمام بل رباط بعرض انشان يضم اكتافها و عنق مربع الشكل يظهر اول خط صدرها، الفستان يضم خصرها ثم ينسدل بشكل جميل حتى منتصف الساق، باللون الاصفر الهادئ الجميل، مثل تفتح الزهور في بداية الربيع، اذ ان داخل فيرا كان ايضا يتفتح ربيعا.

"اعتقدت انني اشم الرائحة في الحلم"

لفت فيرا رقبتها خلفها بينما تمسك مقبض المقلاة بيد و بيدها الاخرى الملعقة الرقيقة الخاص بالفطائر المحلاة، تضع المازر الاسود على جسدها.