-25-ريجيو دي كالابريا

44.5K 1.7K 953
                                    


//ريجيو دي كالابريا//

اشعة الشمس الدافئة تسللت الى غرفة فيرا عبر النافذة العتيقة حيث السرير التي تنام عليها بالقرب من النافذة وبينما نفحات هواء قررت الرقص مع الستائر البيضاء الخفيفة، قد نجحت في المرور الى الغرفة و قبلت وجنتي فيرا التي شعرت بالارتياح بعدها في نومها و تقلبت الى جهتها اليمنى بينما اطلقت نفسا مهموما.

فيرا و ايلايجا غيروا الفنادق باستمرار حتى انتهى بهم المطاف الى احد الشقق المفروشة حيث تختبئ بهم دون ان يسألك احدا او يتعرف عليك احدا و الاخير كان الاهم بالنسبة الى فيرا.

ولكنها ايضا لم تتوقف عن زيارة المقهى الخاص ب بيلا كلما ارادت الهروب من عقلها، لقد هربت من واقعها ولكن عقلها كان مستمرا بالتفكير في كل ما حدث.

اشتياقها ل رومان فطر قلبها و اشتياقها لاخيها انبت جروحا جديدة ولكن ما جرحها حقا كانت لعبة فيكتور.

كان الوحيد الذي فتحت له قلبها و عقلها و حياتها، ان يلمسها رجلا كما لم يلمسها من قبل احدا، كان ما اوجعها.

كل ليلة تنظر نفسها في المرأة و تمرر اطراف اصابعها على كل بقعة لمسها فيكتور واحبها، و كل ليلة تغرق في مأساة الغدرة وكل ليلة تترك جرحا جديدا على جسدها.

كل ليلة تنضم الى حلبة القتال الغير قانوني في احد الازقة السوداء و كل ليلة تخرج بجرح او كدمة ولكنها تغادر بالفوز.

كل رجل قاتلته داخل حدود الحلبة، قاتلته كما لو انها تقاتل فيكتور و تفرغ غضبها، كادت تقتل احدهم لو لم يسحبها ايلايجا من الصراع التي وقعت فيها بينها و بين عقلها الغير متوازن و قلبها المدمر.

رفعت حاجبها حين سرت قشعريرة اخرى على خدها منزعجة هذه المرة لانها لا تذكر انها تركت النافذة مفتوحة.

مسحت يدها على اعينها بخفة ثم فتحت اعينها واليوم الجديد في اعينها كالامس و قلبه و قلبه، لا جديد فقط مأساة الغدر.

"لاقت بكِ ريجيو دي كالابريا"

"آه هذا اللعين! حتى خياله يؤلم اعيني" تمتمت بسخرية والكسل يغمر اعينها

"اشكر خيالي على صيد عقلك، سيدة فالنتينو"

حين اتضحت الرؤية وجدت من كانت تهرب منه و تتجنبه منذ اكثر من شهر الآن واذ بدقات قلبها تتسارع فجأة واذ بها تجلس مفزوعة.

في بذلته السوداء المعتادة، انيق كما دائما، شعره في حالة كأنه احدا ما تعبث به، جرح على يمين جبينه و جرح آخر على خده. يريح يديه على ركبتيه و ينظر اليها بأعين هادئة.

البقعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن