البقعة السوداء

بورتو ريكو-١

بعد سنتين:

"يا جميلة بابا. يا جميلة الجميلات. ايريس خاصتي"

حمل فيكتور ايريس في يده يخرج بها الى الباحة الخلفية حيث الجميع بانتظارهم في الخارج.

كانوا هما الاثنان ناقصان، حيث انه كان يجري مكالمة مهمة فرأته ايريس يغادر فتشبثت بقدميه تريده ان يحملها معه فرفعها بينما دخل الى مكتبه يجري مكالمته وهي في حضنه تلعب بربطة عنقه وهو ينظر اليها و يرى نسخة مصغرة منه فيها.

السمراء ذو الشعر الاسود و اعين رصاصية وحواجب حادة مثل والدها و لكن رموش كثيفة مثل والدتها، مزيجا من روسيا و ايطاليا اجتمعت في الصغيرة ايريس.

حادة المزاج، انها لا تأكل الا بوجود فيكتور بجانبها، ان رأته يغادر تتشبث به حتى يحملها معه اينما ذهب. تريد النوم في حضنه، تريد ان تذهب الى الخارج معه، و رغم ان الجميع متأهب لها و يحبها و يدللها الا انها فور رؤيتها الى فيكتور تنسى الجميع.

فيقال، حب الفتاة الاول والدها و ايريس حبها الاول فيكتور.

وبعدها يأتي ايلايجا، الاب الروحي.

تعتقد فيرا احيانا ان ايريس ابنة فيكتور وحده وليست ابنتها ايضا ولكن تكون ايريس اول ما تشتكي من اي احد تبحث عن والدتها. حتى حين فيرا لا تفهم بعض الكلمات من التي تقولها ايريس لحظة غضبها وهي تشتكي الى فيرا ولكن ايريس حبيبة فيرا، ابنتها الوحيدة.

فيرا بعد سنتين حملت مجددا ولكن الجنين لم يستطيع العيش الا شهرا، فنصحها الاطباء ان لا تثقل على رحمها، فحملها بتؤام ايريس و روميرو كانت بذاتها معجزة.

فاكتفيا فيرا و فيكتور بعائلتهم المكونة من نيكولاس، رومانوف، روميرو و ايريس.

"بابا"

"همم؟"

"بابا"

"حبيبة بابا"

نقرت ايريس بسبابتها على خدها مرتين بابتسامة تظهر بضعة من اسنانها السفلية و اعينها الرصاصية تشع بسعادة كأنها تمتلك الدنيا وكل ما فيها وهي بين ذراعي فيكتور.

فابتسم فيكتور و مسح على ارنبة انفها ثم قبل خدها "مثل والدتكِ.. امركِ اميرتي"

فاخذت ايريس وجهه بين يديها الصغيرتين الناعمتين و قربت انفها الى انف فيكتور تمسح عليه "بابا... شادو... بابا"

نظر لها فيكتور بتقبيضة بين حاجبيه كلما تقول كلمات غير معروفة على مسامعه مثل كلمة شادو التي يسمع منها اول مرة.

في عمر سنتين، ايريس و روميرو اصبحوا بدل ان يشيروا الى ما يريدونه، يقولون كلمات مفهومة، بعض الاحيان يقولون جملة من ثلاث كلمات ولكن الاغلب ما يريدونه يستطيعون التعرف عليه من الكلمات.