PART :07 / رقاقة /

20K 1K 216
                                    


لقد سرت في ظلام لسنوات....
حتى أنرتِ دروبي بنورك...

........................................................................


تَسللت صدمةٌ الى أعماقه من قولها....حتى بدى صدى صوْتها يتردد في عقله كتسجيل صوتي....كان متأكدا أن لقاءها ليس بعيدا خاصة بعد اتفاقه مع والدها هذا الصباح....ولكن أن تأتي بنفسها الى هنا...لم يتوقعها ابدا....هي لم تعطه وقتا لإستوعاب مايحصل معه ......ربما قد وافق على َصفقة الزواج لكن أن تظهر أمامه فجأة وبدون مقدمات هذا خطير جدا عليه.......فلطالما إستبعد  آلير الزواج والعلاقات والابناء والالتزامات مرتبطة بهم من تفكيره وحياته  ....و يؤمن أن أي شخص لديه ولو عقدة نفسية صغيرة فلا يحق له أن يُكَون عائلة ويجعلهم مرضا مثله ، داخيا هو يعرف أنه مريض ومختل، لذا لم يفكر يوما بالزواج وادخال امرأة لحياته ......... ولكن غريب حال الدنيا تَطرح الإنسان أرضًا وتجعله  يغير مبادئه وعهوده رغما عنه، فبعد كل تلك الاحتياطات التي قام بها إتجاه النساء وعن كل مايخص العائلات هاهي زوجته المستقبلية أمامه بوجه جميلا غير قابل للقراءة ...وفهم مايدور داخل عقلها ومالسر وجودها هنا.......أخرجه من ظلال عقده النفسية  صوتها المثير ،الممزوج بنكهة الغرور و النرجسية

" هل بعثرتك بجمالي زوجي العزيز حتى تأخذ هذا الوقت كله في تأملي."

رفع حاجبه إثر هذه الثقة العالية التي تفوح منها واجابها وهو يثني يديه حول صدره

"كفاك غطرسة وأخبريني كيف ولما أنت هنا"

إبتسمت له بهدوئ مستفز يجب الذي يعتبر من أهم هواياتها التي تقتل بها البشر نفسيا..

لتزيد من تلك الجرعة حينما أشارت له بإصبعها أن يبتعد قليلا لتنزل من على السيارة..

نظر الى إصبعها بإستنكار ثم الى وجهها بتحدي وأخذ إنطباعا واحدا عنها لعينة مستفزة وسيعاني كثيرا معها ...

أنزل يديه وأعاد رأسه للخلف بتعب شديد فالأعمال والتفكير أخذ جل وقته هذا الأسبوع لتزيده هذه الزوجة الإستثنائية تعباً...

لم يتزحزح من مكانه عناداً بها بل نظر إليها بسخرية واضحة على ملامحه ليردف قائلا:

" يبدو أن والدك لم يخبرك من يكون زوجك ايتها الجريئة "

كشرت في وجهه وقد بدأت تشعر بالملل منه ثم قالت :

"حسنا ايها الزعيم المرعب الخطير.... هلا ابعدت يداك عن سيارتي ..... فأنا اريدك أن تكون في كامل صحتك خلال حفل زفافنا."

قالتها بجمود وبوجه لايدل على المزاح...... ولكنه لم يهتم كثيرا لما قالته  ولم يحاول فهمه حتى لذا ابتعد عنها بمسافة صغيرة كي يعطيها مجالا لنزول........

Black-Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن