PART: 32 / ماضي أليم /

19.1K 919 280
                                    

إن كان البكاء سيفك كربتي وينزع همي فسأبكي لأخر يوم في حياتي ولكنه ليس كذلك فأنا بحاجة لدماءه لكي أشعر أن أشعة الشمس قد دخلت لجوفي واحرقت همومي وأحزان

أكملت نيكول جولتها بسيارة وهي تنظر للأمام بشرود ......الحياة ليست للجميع ....هذا ما تفكره به .....حتى أن الموت ليس للجميع ....فهو لا يأتيك عندما تريده بل يباغتك في أفضل الاوقات التي تجد فيها نفسك متمسكا بالحياة ....لذا أصرت دائما ما تبتسم وتضحك وتسافر وتدردش وأيضا تواعد كل شاب أعجبها .....لعلها تتمسك قليلا في الحياة ويأتي الموت ويخطفها .....ولكن مرت الأيام والسنوات وهي لا تزال تتجول بين جدران التي بنتها الحياة لها ......

إستيقظت من شرودها على صوت رنين هاتفها الذي كان بين فخذيها .....أخذته لتنظر للمتصل .....وعند قرآءتها لإسمه تغيرت ملامح وجهها للإشمئزاز .....فستبدأ بعض الصراعات الان ...... ولكنها أقفلت الخط في وجهه وأكلمت القيادة نحو المجهول .....فقط تريد الابتعاد قليلا .....خاصة بعد تلك المناقشة مع أمها ......

تأففت بسخط وهي تراه يعيد الاتصال مرة أخرى ......إنه غراء لاصق بحق ......أخذت الهاتف من حجرها وأجابت قائلة

"ماذا هناك يا ماكروڤ .....لما تتصل بي الان ......."

سمعته وهو يلعن بصوت خافت ثم قال وهو يصرخ:

"هل تجدين متعة كبيرة في عدم الرد على هاتفك أم ماذا ....."

قوست شفتيها وهي تحاول إبتكار عبارة تشرح كرهها للإتصالات والاجابة عليهم...ثم أجابته بسخرية :

"ألم أخبرك ألف مرة ألا تتصل بي ....وإن حدث أمر مهم فقط أرسل رسالة ....."

صرخ مجددا بصوت أعلى يدل على الغضب وقال

"وكأنك تجيبين عندما أراسلك أيتها الغبية......كمية الرسائل النصية التي ارسلت من هاتفي الى هاتفك ولم يتم الاجابة عليها أكثر من شعر رأسي الكثيف ......."

لا تصدقوه إنه يكذب .....فهي تجيبه وقت فراغها .....الذي لا يأتي أبدا ......هزت رأسها بقلة حيلة من هذه المناقشة الميتة وقالت له :

"إذا ......سبب الاتصال أيها السيد ....."

إنتظر لثواني قليلة ثم قال:

"إين أنت الان......"

"ولما هذا السؤال الان......."

"فقط أجيبي......."

فكرت قليلا ....ثم إستسلمت له وأخبرته أنها في الطريقة الرئيسية للمدينة ....ليردف قائلا:

"هناك متنزه في طريقك توقف هناك ....دقائق وسآتي ......"

وما إن أنهى كلامه حتى أقفل الخط في وجهها كعادته .....إنه وقح جدا خاصة معها لايعرف اللباقة ولا حسن السلوك .....كيف له أن يقفل في وجهها وقد أشفقت عليه وأجابت على إتصاله ......تأفأفت وهي تبحث بأعينها عن هذه الحديقة التي تكلم عنها ....وماهي دقائق حتى وجدتها .....صفت سيارتها أما البوابة وجلست تنتظره وهي داخلها فالجو بارد جدا في الخارج ........

Black-Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن