PART:26 / الحقيقة /

18.4K 1K 368
                                    

سارت آنيا معها وهي تفكر في ماهية هذا العرض الذي سيكون في هذه الحفلة المملة والتي أظهرت لها بعض الحقائق.....خرجت معها عبر الباب الأمامي الذي يأخذك للمسبح الخارجي أين تجمع الجميع ..... ولكن عند خروجها صفعها برد قارص جدا وكأن عاصفة قد هبت على بشرتها....لفت يديها حول نفسها وهي تنظر الى السماء الغائمة بشدة .....أما تانيا فقد عادت أدراجها كي تجلب معطفها  فعضامها بدأت بالارتعاش أيضا .....وصلت لطاولتها إرتدت معطفها  الصوفي بسرعة  البرق فلم يتبقى الكثير كي يبدأ العرض .....ولكن عند إلتفاتها كي ترحل شهقت بخوف وهي ترى إيرين خلفها مباشرة ينظر اليها بنفس تلك نظراته المقرفة ...... إبتلعت ريقها وشدت ريحلها كي تعود للمخرج ولكنه لم يتركها فقد أمسكها من كتفها وأدراها ناحيته  بتملك شديد ليلبث ثواني قليل ثم يقول

"مالذي يحدث معك .....لم تتبعيني بنظراتك اليوم وهذا على غير العادة....."

إبتسمت بسخرية ثم أردفت قائلة

"عفوا ولكن من أنت كي أحدق بك........"

وضع يده حول رقبتها خانقا إياها ثم أردف بأسنان تحتك فيما بينها

"يبدو أنك نسيت كلاماتك عاهرتي تانيا وأنت تبكين وتخبرينني أنك تحبينني من أعماق قلبك ولا تستطيعين العيش من دوني........هل أنعش ذاكرتك بذالك الفديو ......"

أعينها أصبحت حمراء من قوة خنقه لها ولكنها لم تهتز لكلماته فقط تفكر بشئ واحد .....هل هذا هو الشخص الذي أحبته وأعتبرته منزلا يؤويها أم أن أعينها كانت عمياء ولم ترى حقيقته منذ البداية.......

ترك عنقها بعد أن أحس أنها ستموت على يده .....قرب وجهه منها وقبل أرنبة أنفها بتخدر وكأنه لم  يحاول قتلها  منذ قليلا ثم أردف قائلا

"إياك وأن تتوقف عن حبي أو تفكير بغيري....لأنني سأقتله وأقتلك وأقتل نفسي بعدك........هل فهمت ......"

بدأت الافكار تتشكل في عقلها وبدأ كلام آنيا يتوضح أكثر وأكثر ......إستغلال رجل معجب  من أجل قتل رجل مهووس.....نظرت اليه بإبتسامة مزيفة وقال

"لن أتوقف عن حبك أبدا يا إيرين "

أومأ لها وهو يجرها من يدها للخارج .....في اعماقه يعلم أنه لا يحبها ولا يملك ذرة إعجاب ناحيتها ولكنه يريدها كل  أجزاءه تطالب بتواجدها حوله ولمسها في أي لحظة .....لا يحبها ولكن يحب حبها ......عندما أتت للمرة الاولى للقصر كانت صغيرة  وخجولة جدا لدرجة أنها لم تكن تتحدث أبدا بحضور احد غير والديها .....ولكن إيرين بمحاولته لتقرب منها ومحاولة الدخول بمحادثة ولو قصيرة معها ....جعلها تخرج من حالة الخجل تلك .....كلماته التي إعتبرتها بلسم على جرحها .....همساته التي كانت عبيرا يذهب السقم منها ....جعلها تتعلق به وبشدة وعند قراءتها لعدة كتب حول هذه المشاعر فهمت أنها حب لذا سارعت بإخباره ظنا منها أنه سيتقبلها ويعانقها ولكن الانسان لا يأخذ ما يشتهي من هذه الحياة من تلك اللحظة بدأت حرب شأوى بين جسدها وبين لمساته الحارقة وللأسف لم تكن حرب عادلة فهي عديمة الخبرة والسلاح بينما هو كان مضرعا وغير قابل للكسر...........ولكنها لن تترك له عذاب هذه السنين وإستغلاله لطفلة غبية إعتقدت أن تلك المشاعر الطفولية حب .....ستجعله يحترق في نار أفعاله ....لن تتراجع أبدا وستغلق باب الخوف والرحمة من قلبها ..... حتى تشعر بالنشوة.......

Black-Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن