كان الجو رومانسيا جدا في تلك اللحظات الهادئة جواً وصاخبة قلوباً ....حيث الخيل يسوقهم والمطر يبللهم ...والصراخ يخرج مافي جوفهم ....
فالقصص المخبأة داخل القلوب تريد الخروج الان فقد طال الامر كثيرا ....سنوات كثيرة وهي تتجهز فرحة بقدوم الفرج ...ولكنها تعود خائبة بعد أن صدتها آنيا وآلير .....فكلاهما يملكان أسرار وهموما لو وزعت على العالم بأكمله لجعلته مكتئبا لأشهر ....
كلاهما يحملان ذنوبا لم يرتكباها .....ليجدا أن الحياة عاقبتهم بدلا من المذنبين ......فيا ترى كيف سنسمي هذا مرادف في قاموس المنطق......؟
إستدارت آنيا تنظر اليه بإبتسامة وقد إلتصقت بعض من خصلات شعرها المبتل على وجهها لتجعلها مثيرة أكثر من الخيال تنظر الى آلير الغارق في عالم آخر .. ....
لا تعلم كم عدد السنوات التي لم تزرها فيها السعادة ولم تلقي التحية عليها أبدا وكأنها لا تطيقها ....ولكن يبدو أن اليوم عيد فقد تذكرتها بعد طول إنتظار وجعلتها تتذوق نكهتها الرائعة .....فقلبها يكاد يرفرف للأعالي من فرط الفرح والإبتهاج........
ومن جمال الجو الذي لا يوصف من تساقط الامطار بغزارة الى خيل الراكض بسرعة الى صراخها العالي ......
فقط لو بإمكانها البقاء هكذا لنهاية اليوم والاستمتاع أكثر بهذا الشعور .......ولكن للواقع أمر آخر فقد بدأت لوسي بالتخفيف من سرعتها عقب وصولها لبوابة الخشبية الكبيرة التي فتحت مباشرة ....لتركض الفرس بسرعة ناحية منزلها فهي أيضا تشعر بالبرد في أطرافها كحال راكيبها ......
دخلت لوسي للإصطبل لينزل آلير منها وهو يمسح على شعرها الطويل ثم نظر الى آنيا ومد يده لها للمرة الثانية على التوالي .....كان شعوره لا يقل عنها بأي شئ فجدار قلبه سيخلع من قوة دقاته وهو يتحسس خصرها الفرنسي .....ويتنفس رائحة خصلات شعرها وهي تضرب وجهه ......
حقا كان أفضل قرار قد إتخذه في حياته أن يجلس اليوم في القصر ويتمشى معها ......أمسكت آنيا يده وهي تلحق قدمها اليمنى لليسرى.....لم تكن يده كافية لإنزالها فلوسي طويلة ورشيقة الجسد ....لذا حارب عقده معها وترك يدها ،ليقوم بحملها من خصرها للأعلى وينزلها للأسفل كي تثبت قدميها أرضا ......
أزاحت آنيا وجهه عنه لتنظر الى الفراغ فقد كانت تشعر بتوتر كبير منه...... لأنه كان على وشك الحصول على المرتبة المثالية من الوسامة الى التعامل ولكن عيبه الوحيد أنه إبن قاتل عائلتها......
أما الاخر فقد أخذ بحزام لوسي وتجه بها نحو منزلها كي ترتاح قليلا وهو يقول:
_"لا تغادي حتى أتصل بالحارس كي يجلب مظلة ......"
تجاهلته وقد توجهت ناحية المخرج تنظر الى الحديقة التي تحولت الى بركة وحل كبيرة وإلى الطاولات التي تقطر مطرا .....ربما أجمل ما في الشتاء تساقط الامطار بغزازة شديدة مصاحبة إياها بنسمات باردة تجعلك تريد الدخول تحت غطاءك الدافئ ونوم بذهن صافي تحت أنغام الرياح .......
أنت تقرأ
Black-Rose
Romanceالأسود هو اللون الوحيد الذي يغطي حياتها أو بالآحرى يسكن كل جزء منها، قلبها أسود ، ملابسها وشعرها وكذا أعينها ولكن أحلامها ويديها كانت حمراء مليئة بالدم .. منظر واحد غيرها من فتاة مبهرجة مليئة بالألوان الى جثة باردة سوداء همها الوحيد الإنتقام ممن قت...