من المستحيل أن تكون مجرد عيون
إنها طلقات نارية تصيب قلبي الضعيف
...........................................................
حَلت عاصفة من الهدوء في الغرفة.....تَخللتها أصوات تصادم أفكار تحاول إثبات رأيها بقوة......كانت جالسة على طرف النافذة واضعة جانب رأسها بين ركبتيها ،تراقب حركة الاوراق المتبقية من الخريف الذي حل على الحديقة الكئيبة.....قد أوسعتها هذه الليلة حنينًا وإشتياقًا الى أشخاص قد رحلو وما أصعب الفراق.....كانت محاصرة بالآلام والآهات.....ورغم تعاودها على هذه الحروب إلا أن اليوم قد إشتدت فيه الصراعات فهي في بيته وتتنفس هواءه......لا تعلم كيف ستكون ردة فعلها حين تراه هل تهجم عليه كأسد جائع منذ أسابيع....أم تحييه بإبتسامة مزيفة ثم تقضي عليه بقتل أحبابه.....حقا لا تعلم فكل ماخططت له هو الدخول للعائلة ثم التفكير في طريقة مناسبة لنحر روحه.......
مر عليها جنون الليل وحيدةً بلا أنيس يشتت أفكارها.....آلير لم يعد منذ خروجه ظهرا حتى أنه تركها دون عشاء ولم ترد أن تنزل الى الأسفل وتلتقي أحدا ما وتبدأ تلك الاسئلة الروتينية...
مرت الساعات بسرعة وعند إحمرار السماء كإشارة لطلوع الفجر نهضت من مكانها الى الحمام ، استحمت بماء باردا يجعل عظام الانسان تصدر صريرا من شدة البرد ،ولكنها تحملت ذلك لكي تبقى يقظة اليوم، ارتدت فستانا يلتصق بجسدها ويظهر مفاتنه.....مفتوحا من الصدر والظهر مع سترة جلدية قصيرة واسعة وقد وضعت سكينا في جيبها الداخلي كإحتياط.....سرحت شعرها على شكل ظفيرتين طويلتين .... وأهلت بربط رباط حذائها الطويل ولكنها تفاجأت بإنفتاح باب الغرفة دون إستأذان....فستادرات بوجهها لترى أجمل منظر قد مر عليها.....عينيه الناعستين.....فكه الحاد ذو الشعيرات المبعثرة......شفتاه المرسومتان بقلم رصاصي مميز لا تعلم لما لم تددقق في منظره بالامس ربما لشدة حماسها لدخول او لأنه لم يعطها فرصة لذلك ...
تدراكت نفسها وأعادت نظرها نحو رباط الحذاء مكملة ربطه ....... أم آلير فأمعن النظر اليها وكيف تجاهلته ولكنه فعل المثل فلم يلقي عليها تحية الصباح .....فقط ألى كلماته بصيغة الامر
"عائلتي تنتظر في الأسفل سوف أعرفك عليهم لذا جهزي نفسك ،وبالنسبة لعقد الزواج إن أردت حفلا فلن أمانع بذلك."
أكملت ربط حذائها ثم وقفت متوجهة نحوه.....بينما أحطتت عيناه على ظفيرات شعرها الطويلة كانت تبدو لطيفة جدا بهما رغم السواد الذي يلف حولها.... لكن عند تكلمها تراجع عن كلمة لطيفة نهائيا فمن المستحيل أن تكون كذلك .......
وضعت يديها على فمها كدليل على التأثر وقالت:
"أووووه زوجي الحساس المتفهم ، هل تعطيني الحق في إتخاذ هذا القرار....يبدو أنني سأقع في حبك بسبب مرعاتك هذه."
![](https://img.wattpad.com/cover/332701169-288-k395027.jpg)
أنت تقرأ
Black-Rose
Romansaالأسود هو اللون الوحيد الذي يغطي حياتها أو بالآحرى يسكن كل جزء منها، قلبها أسود ، ملابسها وشعرها وكذا أعينها ولكن أحلامها ويديها كانت حمراء مليئة بالدم .. منظر واحد غيرها من فتاة مبهرجة مليئة بالألوان الى جثة باردة سوداء همها الوحيد الإنتقام ممن قت...