Black-Rose
سارت عبر ذلك النفق البارد بخطوات سريعة فلا وقت أمامها لتضيعه يجب أن تنهي الامر في نصف ساعة على الاقل ......أكملت الطريق بنفس السرعة حتى واجهها باب في نهاية الطريق....... إقتربت منه وفتحته ببطئ شديد لتطل برأسها تحدق يمينا وشمالا كي تتأكد من خلوه من أي بشر .....خرجت متوجهة ناحية السيارة السوداء التي تنتظرها منذ وقت طويل....ثم صعدت اليها وهي تلقى نظرة على الجهة الخلفية لتجد صناديق بيضاء متوسطة الحجم مصطفة مع أزهارها الجميلة السوداء....... فتحتها ببطئ لتجد فستانا أسود وكعب عالي وبعض من مستحضرات........إبتسمت من غباءها الذي تناسى هذه الاشياء المهمة ومن دهاء كاسيو الذي لم ينساها وهذا الامر المثير به أنه يهتم بأصغر التفاصيل ويحاول إتمامها .....
فكل ما فعلته هي إخباره بالخطة وعليه تطبيقها بكل الطرق ....لن تنكر خوفها من حدوث مكروه لبافل ولكن ستحارب ذلك الشعور في هذه اللحظات وتقنع نفسها أنه بأمان ولن يحصل له شئ وكل ما عليها فعله هو الاسراع واللحاق به .....أدرات نفسها ناحية المقود وأشعلت سيارتها لتنطلق بسرعة البرق ناحية ذلك الطريق الطويل تاركتا خلفها غبار معاناتها.......
كانت الدقائق تمر وهي تقترب أكثر من مدينة شيخاني المشئومة الذي كان طريقها شبه خالي من السيارات وهذا يذكرها بتلك المناطق خارج حدود موسكو الغربية اين تتواجد الانفاق المهجورة من عمليات فاشلة لأنابيب الغاز القديمة ....كانت أفضل مكان للقتل مهما كان عدد الارواح التي تزهقها لن يعلم احد بأنينها حتى المخابرات لأن تلك الجثث يتم إلتهامها من قبل الحيوانات المفترسة........لحد هذه اللحظة لازال الامر غريبا بالنسبة لها أن طفلة صغيرة كانت تحب الحياة والالوان تتحول الى وحش يكره الحياة ويسبح في بحر أسود خالي من الالوان ....يقتل دون أن يرتجف أو يرتعش فصدق من قال أن عند موت الاهل يموت القلب......أخذت نفسا يهدأها وهي تنظر لشاشة سيارتها التي تظهر لها إتصال من خالها ....فتحت المكبر الصوت لتسمع صوته:
_"آنيا إبنتي هل أنت بخير......."
عضت شفتيها من كلمة إبنتي التي تقلب قلبها على أشواك من ذكريات قد ضاعت منها وأقفلت عليها منذ زمن كي لا تضعف أمام القرار الكبير ....لاطالما أحب خالها أن يناديها بإبنتي أو وردتي كما كانا والداها يفعلان .....ولكنها أجابته دون أن تعلق عليها:
"أعتقد أنني لا أملك إجابة لهذا السؤال .....فأنا لا أستطيع فهم مشاعري كما تعلم......."
أردف بصوت يرتجف إثر إختلاط المشاعر لديه من تلك المحادثة وشعوره بالذنب الذي يقتله كل ليلة ..
"كله بسببي لو أنني قمت بقمع تلك الرغبة منذ البداية لما حدث هذا لك ....كنت طفلة عندما أحضرتك كان بإمكان تغيير افكارك بسهولة وجعلك تهتمين بدارستك وأحلامك وتكوين صداقات كي تنسي مامررتي به ولكنني كنت جبانا أمام عينيك التي تشبه نادين........كانت مليئة بالألم والحزن كما كانت أعينها قبل رحيلها من البيت لذا لم أشأ أن أكون عائقا أمامك كما كنت عائقا أمام والدتك........."

أنت تقرأ
Black-Rose
Lãng mạnالأسود هو اللون الوحيد الذي يغطي حياتها أو بالآحرى يسكن كل جزء منها، قلبها أسود ، ملابسها وشعرها وكذا أعينها ولكن أحلامها ويديها كانت حمراء مليئة بالدم .. منظر واحد غيرها من فتاة مبهرجة مليئة بالألوان الى جثة باردة سوداء همها الوحيد الإنتقام ممن قت...