الفصل الثاني
فارس عبدالله شاب ذو شخصيه طيبه جدية وصارمه بعض الشئ حنون يحب أخواته ويكدس حياته من أجلهم يتميز بأعين عسليه وشعر أسود ذو بشرة قمحيه ولحية خفيفة تزيدة وسامه لديه جسد رياضي طويل القامه ...
كان جالسا في غرفته يذاكر دروسه فأستمع لصوت شجار مرتفع بالخارج ترك مقعده وهو يهمس لنفسه لا ليس مجددا ألا يمر يوما علينا في سلام دون شجار فالجيران تشتكي من أصواتنا ، فتح باب غرفته ووقف يستمع لما يحدث لعله يفهم سبب ذلك وجد أخيه الأكبر جالسا بكل أريحيه علي الأريكه وكأن شيئا لم يحدث نظر إليه يرجوه أن يتدخل ولكن الأخر أشاح ببصره بعيدا عنه ، فتحرك من مكانه بضعه خطوات ووقف يسحبها من معصمها وهي تأبي وترفض أن تتحرك معه فتحدثت الاخري قائله (أنظري إلي وأعرفي مع من تتحدثين أيتها العانس فأنا سيدتك وتاج رأسك ..)
أستدار ونظر إليها بغضب يتمني لو يطلق العنان لنفسه لأشبعها ضربا فلا يستطيع أن يخلصها أحدا من بين يديه ..
نظر بإتجاه أخيه الجالس علي الأريكه ممسكا بهاتفه يلعب لعبه ما عليه ولم يعير الأمر أهتماما كأنه لم يستمع لزوجته وهي تؤبخ أخته وتعايرها بأنها عانس لا يعرف لما تغير أخيه بتلك الطريقه منذ أن تزوج فلم يري غير زوجته ولم يستمع لأحد غيرها ..
سحب أخته من معصمها وأدخلها لغرفته ، ثم أغلق الباب خلفه وأستدار إليها فري دموع عينيها المتساقطه بغزاره علي وجنتيها فرفع كف يده وأخذ يمحي دموعها ولكنها لم تتوقف عن البكاء فأحتضن رأسها بين كفيه وقد أمتلئت عينيه بالدموع علي حال أخته وحبيبه قلبه فحاول أن يتماسك أكثر وتحدث قائلا ( لا تبكي يجب عليكي أن تكون أقوي من ذلك وكوني علي يقين بأنك أجمل فتاه رأتها عيني وان الله سيعوضك بشئ جميل يبكيك فرحا ، فلا تعيري كلامها أي أهتمام ..)
تحدثت من بين أسنانها ودموعها تمحي الرؤيه من أمامها (ولكني لم أفعل لها شيئا صدقني بل هي من تريد أن تتشجار معي دائما لتسمعني تلك الكلمات التي تمزقني من داخلي ألم تعلم بأن الزواج نصيب ومنحه من الله يمنحها لمن يريد فلم يأتي النصيب بعد )
تحدث بغصه في حلقه قائلا (أعلم حبيبتي أعلم بأنها من تفتعل الشجار فهي تريد ذلك وما يشجعلها صمت معتز الدائم علي كل أفعالها ، ولكني سأتحدث معه ليبعد زوجته ويضع لها حدا فأنا لا أريد أن أري ملاكي حزين )
إبتسمت له من بين دموعها فما أجمل أن يكون لديك شخص يحبك ويخشي عليك يحسسك بأهتمامه وأنه موجودا من أجلك حتي ولو كان ذلك الشخص ليس الحبيب الذي تنتظره بل هي سمة أعظم من ذلك فهو أخيها وحبيبها ...
تركها وخرج من غرفته ليتحدث مع معتز ليوقف زوجته ويضع لها حدا لتبتعد عن أخواته البنات وتكف عن الشجار معهم فلما هو صامت دائما ويكتفي بان يكون في موضع المتفرج لو كانت تلك زوجته هو لاوقفها عند حدها لتعرف كيف تتحدث مع أخواته واليوم كان يتوجب عليها أن يلقنها درسا ويصفعها عده صفعات علي ما تفوهت به في حق أخته ، فيجب عليه أن يعززهم ويرفع من شأنهم لا أن يدوس عليهم وعلي كرامتهم ويتركهم لزوجته توبخهم وتعايرهم بما ليس فيهما ....