الفصل التاسع
بعدما ابتعد عنها سليم وقفت تفكر وقد شردت قليلا كيف سمحت له بالإقتراب منها لما لم تجيبه بصفعة علي وجهه ولكنها صدمت من جراته والصدمة قد شلت أطرافها فلم يخرج منها رد فعل علي ما فعله غير تلك الكلمة التي نطقت بها تعترف بأنها تتذكره فصدمتها كانت اكبر من أن تجيبه بأي شئ مما أرادته تعلم بأنها مخطئة ولكنها خائفة أيضا فلم يعد سليم الذي عرفته منذ خمسة سنوات لقد تغير كثيرا كل شئ فيه قد تغير تأملت جسده الرياضي وعضلات صدره البارزة وعضلات ذراعيه الرجوليه التي تظهر من أسفل قميصه فتنحنحت لترفع بصرها تنظر بداخل عينيه حتي نظرة عينيه تغيرت أصبحت أكثر ظلمة لطلما أخافتها نظراته ولكنها كانت تعتقد بأنه يحبها ومن يحب لا يؤذي ولكن الأن بعد خروجه من حياتها بدون كلمة وداع لا تستطيع الوثوق فيه من جديد فأمتقع وجهها وحاولت أن لا تظهر الخوف علي محياها ..
فتحدثت وقد أمتقع وجهها وهي تقول
(( منذ أن رأيتك لاول مره تذكرتك أعترف بانك تغيرت كثيرا ولكني لا أعرف أين ذهبت بالحب والهيام الذي كنت تظهره لي لأجدك أختفيت من حياتي في ليلة وضحاها .))
هز سليم وجهه وهو يقول
((معك حق لقد أختفيت فجأة ولكن لو عرفتي السبب لعذرتيني .))
تحدثت مي بإستياء قائله
((لست مهتمه أن أعرف شيئا عن حياتك.))
أمسك بكفها بين كفيه يتحسسه فنفضت ذراعها ثم سرعان ما أتسعت عيناها وهي تهتف بردع قائله
((سليم إبتعد عن حياتي في السابق كنت مازلت فتاة صغيره فكان من السهل لشخص مثلك أن يتلاعب بمشاعرها أما الان فقد نضجت ولن أسمح لك بالتجاوز معي أو التلاعب بمشاعري من جديد .))
وقفت تتنظر إليه بشجاعة زائفة بينما وقف هو يضع كفيه في جيبه يبادلها نظراتها بأخري فتنهدت بيأس منه وتحدثت بإستياء قائله
(( أعد تشغيل المصعد .))
أجابها ببرود قائلا (( لا أريد .))
تحدثت بتوسل قائله
((أرجوك لقد تأخر الوقت وانتهي موعد عملي علي العودة للبيت.))
اذعن سليم الذي مازال ينظر إليها لأمر قلبه فمنذ أن رأها للوهلة الاولي لم يصدق بأنها هي ولكنه حاول تجاهلها ليتأكد أولا ولكنها أشعلت نيران قلبه فكاد أن يخرج من بين أضلعه فأستدار يضغط علي زر تشغيل المصعد ووقف يراقبها ويتأمل كل تقاسيم وجهها فتحدث بصوت أجش قائلا
(( لقد تغيرتي تبدين أجمل .))ألتفتت تنظر إليه بنظرات مضطربه بينما هو يتابع بتوجس حركة عنقها الابيض كلما ابتلعت ريقها توترا توقف المصعد يعلن عن وصوله للطابق الارضي فخرجت واتبعها سليم فوقف أمام سيارته يطلب منها الصعود ليوصلها ولكنها رفضت عرضه فكرر طلبه من جديد فأبت وقفت تناظره وهي تكتف ذراعيها ثم أشارت لاول سيارة أجرة مرت من أمامها وصعدت بداخلها تخبر السائق عن وجهتها فما ان بدأت السيارة بالتحرك أطلقت العنان لدموعها وهي تتابعه من زجاج السيارة الشفاف واقفا بجانب سيارته ينظر في أثرها ..