الفصل الثامن والثلاثون
عندما تسأل معتز عن من يكون ذلك الشخص واستمع لاجابه سليم عن سؤاله اتسعت مقلتيه برعب وقد ادرك الان ما تفوه به فغمغم بغضب يكاد يلتهمه وهو يلكزه في كتفه
(( ماذا ؟ فلتعد ما قلته مجددا .))
وهنا وجد نفسه يقول بثقة
(( قلت بانني انا ومي قد تزوجنا .))
قال معتز بنفس بنرته الغاضبة والمرتفعة
(( انت تكذب فلا تنطق اسمها مرة اخري علي لسانك .))
جفلت مي علي صوت معتز المرتفع واضطربت ملامحها عند رؤيتها لمعتز يندفع ناحية سليم فكانت تنظر لقدميه وهي تشعر بالخوف عليه من سرعة خطواته حتي لا يؤذي قدمه فما ان وصل امام سليم اخذ يكيل له العديد من الضربات وقد سقط عكازه ارضا فترنح وكاد ان يسقط ولكن سارعت مي تسنده حتي لا يسقط ارضا ولكنه نفض ذراعها بعيدا عنه ورفع كفه يريد صفعها ولكن تلك الكف التي امسكت بذراعه لثنيه عما يريد فعله كانت اسرع منه فرفع بصره يطالعه بقهر وضعف فلولا اصابة ساقه التي مازالت تؤثر علي حركته للقنهم جميعا درسا لم ينسوه يوما فالتفت براسه بعيدا عن انظارهم حتي لا يروا ضعفه وعينيه التي ترقرقت بالدموع بينما كان فارس يرمقها بصدمة ممزوجة بألم حارق هز كيانه لكنه قاوم كي يبقي جامدا ثم قال بحزم مصطنع يداري فيه صدمته
(( لما اتيتي لهنا اذهبي معه اذا ولا تريني وجهك مجددا لقد خيبتي ظني بكي لقد كنت ادافع عنك ولا اصدق حرفا مما ارسلتيه ولكن الان سمعت كل شئ بنفسي فكيف اكذب اذني واصدق قلبي .))
انهي حديثه يضرب موضع قلبه بقبضة كفه وهو يضغط علي اسنانه بقوه يكزم غيظه فكان ذلك ما استطاع النطق به بعد ان منع معتز من صفعها فلقد استمع للحديث الذي دار بينهما كله فمنذ ان ستمع لصوت الجرس وقف ليري من الذي اتي لعندهم في ذلك الوقت المتأخر ليتفأجأ بمي ومعها مديرها للحظة شعر بالفرح واراد الاقتراب واخفأها بين احضانه ليشعرها بالامان وانها ف منزلها فلم يفكر في تلك اللحظة عن سؤالها أين كانت او مع من ولكن ما ان تحرك لخطوة واحده وقف مكانه وهو يستمع لرد مديرها وهو يخبر معتز بانه زوجها اظلمت ملامح سليم وهو يري نظرات الحقد مرتسمة علي وجوههم ارد التحدث وتصحيح تلك الصورة ولكنها حدجته بعينيها بعدم التدخل بينهما ثم نظرت لفارس وامتقع وجهها فزمجرت به بعصبية وقهر متشعشع في قلبها وروحها
(( صدقت تلك الرسائل وانا من كنت اثق في نفسي واراهن
بانك لن تصدق حرفا مما ارسلته وستعلم بان هناك ما يحدث معي لاصدم الان من رد فعلك وغضبك الغير مبرر هذا فلم تسألني حتي عن ما حدث معي وكيف عودت اليكم متزوجة لقد كسرت بخاطري ومزقت قلبي .))انهت حديثها وغصة في حلقها تشير بإبهامها علي صدرها موضع قلبها وانهمرت دموعها مدرارا كالامطار الغزيرة بينما قلبها ينكمش بالم يكاد أن يقتلها ظلت تبكي وتبكي فنظر اليها معتز بإذدراء وتحرك ببطء يرتمي جالسا فوق الاريكة ثم رفع كفيه يخفي وجهه بداخلهم ليداري تأثره ببكاء شقيقته فبعد ان هدأ قليلا استوعب بأن مخطئ وتسرع فلم يعطيها فرصة للدافع عن نفسها بينما كور فارس قبضتا يده بقوة يحاول التحكم في مشاعره والتفت براسه ناحية سليم يطالعه بغضب فبادله سليم نظراته الغاضبة مما تلاقيه مي من سوء ظن ولكنه قرر عدم التدخل بين الاخوه استمعت مي لصوت والدتها وهي تقول بلهفة