الفصل الثالث والعشرون

14 4 0
                                    

الفصل الثالث والعشرون

أخذت وقتها كاملا في الداخل وهي تعد نفسها وتتجمل من اجله فلقد بدلت ملابسها لملابس نوم خفيفة فعندما خرجت من المرحاض تسمرت في مكانها وهي تشاهده يخلع قميصه عنه ويبقي جزعه عاريا أستدار فارس نحوها لتتجلي بوضوح الدهشة عليه وهو يتفحصها من شعرها المنسدل علي أكتافها حتي أخمص قدميها فأذدرد ريقه بصعوبه وهو يدنو منها مستمرا في التحديق بها شعرت ليال بنظراته المعجبه تتفحصها وهو يقترب منها حدق فيها لثوان اخري بلهاث لا يظهر بأنه يستوعب ما يراه فرفع كفه وازاح خصلاتها خلف اذنها فهز راسه يقلل من تأثيرها عليه وهو يبتعد عنها ويقول بتوتر

(( ليال نحن سنعيش معا لفتره حتي نتعود علي بعضنا ونعرف بعض اكتر وبصورة اقرب .))

لمعت عيناها بالدموع وتحولت ابتسامتها لحزن جلي علي ملامحها انتبهت لنظراته فهو ينتظر ردا منها فأبتسمت بإمتنان وشردت بعينيها قليلا ثم جاهدت ليخرج صوتها طبيعيا وهي تقول بصوت مكتوم وبالكاد يسمع

(( معك حق علينا ان نعرف بعضنا اكثر ..))

ثم صمتت وقد لفها الخجل من نطراته يحدق بها وهي علي تلك الهيئة فتركته واقفا واقتربت من الفراش لتتسطح عليه وتدس نفسها تحت الغطاء تابعها فارس بنظراته حتي اختفت تحت الغطاء ليتحرك ويذهب ناحية الخزانه ويخرج منها غطاءا اخر واتجه ناحية الاريكه ووضعه عليها ثم تسطح عليها ووضع ذراعه علي جبينه وهو يتذكر صورتها ويأنب نفسه علي ما تفوه به فلم يخفي عليه كسرة قلبها وحزن عينيها وملامحها التي تبدلت في لحظة وضحاها زفر فارس انفاسه غاضبا من نفسه ثم التفت بوجهه ناحيتها ليجدها كما هي مستلقية علي الفراش والغطاء يخفيها من رأسها حتي قدميها كانت ليلة طويلة علي كلاهما فلم يستطيعوا النوم طوال الليل كلا منهم يفكر فيما هو قادم بينما ليال كانت تبكي وتكتم فاهها بكفها حتي لا يصل له صوت بكائها فكل احلامها تلاشت وضرب بها فارس بعرض الحائط فأغمضت عيناها بوهن وابتلعت ريقها بتثاقل ساخطة علي كل شئ فرفعت يدها الاخري تغطئ فمها كله لتكتم صوت شهقاتها وشددت من اغماض عينيها اللتان تذرفان الدموع   ..

بعد ساعات في ظلام الغرفة الدامس رفعت ليال الغطاء عن رأسها وجلست نصف جلسة علي الفراش ومدت يدها تضئ الاباجور الموضوع بجوار الفراش فأنبعث منها ضوء خافت فألتفتت ببصرها ناحيته وظلت تتأمل ملامحه ببطء شديد حتي انغلقت عيناها وسبحت في نوم عميق ..

استيقظ فارس في موعده الذي تعود الاستيقاظ فيه من اجل الذهاب لعمله فأستدار علي جانبه وهو يتألم من نومته علي الاريكة طوال الليل فغامت عيناه بمشاعر جياشه فتنحنح قبل ان ينتصب واقفا يخطؤ ناحية الفراش ومال فوقها يمسك بطرف الغطاء يضعه عليها لتفتح عينيها مفزوعة فلقد شعرت بلهيب انفاس يلفحها كان وجههما قريب جدا من بعضهما تور وجهها من قربه وشعرت بجفاف حلقها فدفن وجهه بجوف رقبتها يشتم رائحتها لتتزايد وتيرة خفقاتها وهي تري نفسها قريبة منه الي ذلك الحد ابعد راسه قليلا ثم قبلها مباشرة حاول فارس أن يحافظ علي صلابته وابتعد عنها ببطء وهو يقول

ذلك هو قدري (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن