الفصل الثالث والأربعون
بعدما ذهب سليم وعائلته اتجه كلا من فارس وعائلته لغرفهم كان فارس واقفا في غرفته علي وشك نزع ملابسه وتبديلها ليستمع لصوت طرقات علي باب غرفته سمح فارس لمن يطرق بالدخول قبل أن تصيبه الدهشة عندما اتضح أنها ليس سوي مي التي كانت تقف بوجه حزين وعينين تفيضان الكثير من الدمع علي وجنتيها اقترب منها وعيناه تطوفان عليها ليباشر قائلا بقلق
(( أأنت بخير لما تبكين .))
أخذ الأمر ثواني من مي للتفكير قبل أن تجيب
(( لا أعرف ولكنني شعرت بأنني اريد البكاء وشكرك علي كل ما تفعله من اجل سعادتنا .))
هز فارس راسه بغير اقتناع ثم قال مضيقا حدقتيه
(( متأكدة بأنه ليس هناك سببا لبكاءك .))
هزت راسها نفيا وهي تقول بإبتسامة مصتنعة من بين دموعها
(( لا يوجد .))
(( يا لك من فتاة عاطفية ، هيا اذهبي للنوم فلدي عمل صباحا واريد ان احظي بالنوم لعدة ساعات قبل الذهاب لعملي .))
شبكت مي أصابع يديها ببعضهما متسائلة
(( أريد أن اعرف اذا مازلت تشكك في صحة ما اخبرتك به أم تصدق بأن قرار زواجي من سليم كان في لحظة صدمة .))
ظلت عينا فارس بعينيها لثواني أخري قبل أن يتسأل بغته
(( هل لديك شك بأنني اصدقك .))
اخذ نفسا قويا ثم أكمل حديثه
(( لو لم اصدقك ما كنت سامحت لك بالتحدث معي بحرف واحد ولم اكن لاتقبل زوجك واسمح له بالدخول لمنزلي دون أن اؤذيه .))
شمخت مي بذقنها بعد ان استمعت لحديثه الذي انعش قلبها وقالت
(( أشكر الله علي وجودك بحياتي فلا أعرف من غيرك كيف كنت سأكون أحبك يا أخي .))
انهت حديثها ترتمي عليه تحتضنه بقوه حاول فارس ان يتحكم في ابتسامة تلح علي وجهه لتظهر فنجح بتحرير نفسه من بين ذراعيها المتشبثة بملابسه وقال بجدية تكتنفه
(( اذهبي يا فتاة واتركيني استريح .))
أخذت مي نفسا عميقا واطلقته ببطء قبل أن تسترسل حديثها بإحراج ممتعض
(( هل سيصدق اهل الحي بأنني اتزوج بتلك السرعة دون ان ينسجوا الكثير من الترهات حولي .))
تنحنح فارس يجلي صوته قبل ان يقول مدعيا الحزم فهو يخشئ أكثر منها مما هو قادم فكيف سيعلن بانه تم عقد قران شقيقته دون أن يدعو جيرانه واقاربه
(( لا تقلقي اتركي الأمر لي ولا تفكري في شيء .))
مالت تقبل وجنته قبلة سريعة وهي تتمني له نوما هنيئا فالتفتت لتفتح الباب فوجدت ليال أمامها لقد كانت هي الاخري علي وشك فتحه فتمتمت بذهول قائله