الفصل الرابع والعشرون

16 3 0
                                    

الفصل الرابع والعشرون

بعد مرور عدة ايام عاد فيها فارس لعمله فكان يرتدي ملابسه استعداد للذهاب للعمل وجد رنين هاتفه يتصاعد فما ان امسك به حتي أقترب حاجبيه من بعضهما وهو يطالع الشخص الذي يتصل به فتعمد بألا يجيب واخذ يكمل ارتداء ملابسه حتي استمع لصوت الرنين يصدح مجددا فأمسك بالهاتف يطالعه بحنق وضغط علي زر الايجاب بغضب مستعر وهو يتحدث ببغض قائلا

(( ما الامر لما لا تكفي عن الاتصال بي وارسال الرسائل النصية .))

تجلي الامتعاض علي ملامحها واجابته بترفع

(( لما تحدثني بتلك الطريقه لقد حاولت الاتصال بك لاخبرك بان والدي يريد الانتهاء من المنزل سريعا لننتقل للعيش به وارسلت لك الرسائل لاذكرك بأن بيننا اتفاق و انك وعدتني بأنك ستذهب وتبدا العمل به .))

زفر فارس انفاسه الغاضبة وقال بقلة حيله

(( حسنا سأمر عليه اليوم واري متي سأبدا العمل ولكن كفي عن الاتصال بي .))

ضغطت زينه علي اسنانها بقوة تسحقها ثم قالت بتمرد وكبرياء

(( انا اتصل بك من اجل العمل وليس من اجل أمور شخصيه فأرجوك تفهم ذلك .))

احتقنت الدماء في وجهه فأراد ان يعارضها ويكذبها فتلك الرسايل تحمل اكثر من معني فأتقدت في عين فارس نيران متأججه ليقول وهو يستشيط غضبا

(( أيا كانت ما تحمله تلك الرسائل لا تكرري الامر مجددا فأنا صرت رجلا متزوجا وانتي لا تعنيني في شئ وما بيننا عمل فقط .))

هتفت زينه بصوت متحشرج قهرا مما يتفوه به لتقول ببرائة مصطنعة

(( حسنا اعتذر منك واعدك بأنني لن اكررها مجددا هل يمكنني ان امر عليك اليوم في مكان عملك لاحضر لك مفتاح المنزل حتي يمكنك الذهاب اليه بمفردك فانا سأكون مشغولة في الفترة القادمة ولن استطيع ان احضره لك أو اذهب معك اليه  .))

زم فارس شفتيه بإحباط وقد اضطربت ملامحه فلا يعرف اذا ما كان عليه القدوم في ذلك العمل أم لا فصمت قليلا ثم فغر شفتيه وقال علي مضض

(( يمكنك ذلك .))

ثم انهي المكالمة دون النطق بحرف اخر وهو يمسح علي وجهه بحزن لان احتياجه للمال هو ما جعله يوافق علي العمل في منزل زينه فألتفت ليخرج من الغرفة ليجد ليال ترمقه بنظرات غاضبة ولكن سرعان ما تبدلت نظراتها وارتسمت علي وجنتيها ابتسامة رقيقه فأقترب منها شيئا غريبا تغير فيها دقق في وجهها عله يجد ذلك الشئ الذي يجذبه لها والذي لم يراه فيها قبلا لاحظ خجلها من نظراته إليها فكانت تبدو كطفلة صغيره رفع كفه وربط علي رأسها ليشعر بملمس شعرها الحريري لم يعرف لما أحب الأمر وكم أراد أن يتمادي أكثر ويتلمس بشرتها الناعمه ناصعة البياض بين كفيه ولكنه أبعد كفه عن رأسها ووضعها بداخل جيبه حتي لا تخونه فهو يطوق لفعل ذلك فكم ندم علي ما تفوه به تلك الليله وأخبارها بأن يتركوا لبعضهم مجالا للتقرب من بعض ولكنه يطوق ليبدأ معها حياة هادئه كأي زوجين طبيعين لعله يجد راحته بين احضانها فهز راسه ليبعد عنه ما يفكر به فهذا ليس وقت التفكير في ذلك الامر فوضع قبلة سريعة علي وجنتها وتحرك يخطؤ لخارج الغرفه أخفضت رأسها بخيبة كالعاده لتشعر به يرحل فتتبعته بنظرها في حين كان هو يمنع نفسه من النظر إليها وأستغلال كل لحظه أستدار قليلا ليراها تبعد نظرها عنه كأنها لم تكن تفترسه بنطراتها منذ لحظات إبتسم بسخريه  ليخرج تاركا إياها في دوامة أفكارها ومشاعرها المختلطه فالغيرة تتأكلها فلقد استمعت لحديثه كله علي الهاتف ولكنها أظهرت له غير ذلك حتي لا تتحدث في الامر وتغضبه اكثر فكما يبدو لها انه يعاني كثيرا بمفرده ويتألم ولا احد يشعر بما في داخله ...

ذلك هو قدري (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن