الفصل الخامس عشر

17 4 0
                                    

الفصل الخامس عشر

تشرق شمس يوم جديد لتضئ اركان الحزن المعتمة في حياتنا.

اغمضت ملاك عينيها التي تقطر حزنا ثم استدارات تمضي نحو غرفة معتز لتجعله يستيقظ ويتناول الفطور معهم.

اقتربت من باب غرفة نومه وكلها رهبة لا تعلم سببها ازدردت ريقها وهي تطرق علي الباب تستئذن قبل ان تفتح الباب ثم فتحت ودخلت وقفت تنظر إليه وهو مستلقي علي الفراش لا حول له ولا قوه اقتربت منه ووقفت تتامله فوقعت عيناها علي الكرسي المتحرك بجوار الفراش انزلقت دمعة من عيناها لتمحيها سريعا ومالت عليه تحاول جعله يستيقظ ظلت تنادي اسمه بخفوت إلي ان فتح عينيه ببطء شديد فما ان راها واستمع لصوتها تخبره بأنها ستساعده ليخرج من غرفته ويجلس معهم يتناول فطوره همهم معتز ببعض كلمات لم تفهمها ملاك ثم سرعان ما بكت عند رؤيتها لدموعه فلم تقصد أن تشعره بعجزه.

فما ان اقتربت منه تزيح الغطاء عنه لتحاول ان تجلسه ارتمي عليها معتز يبكي بألم وكأنه يعتذر منها علي كل ما فعله معها اطبقت عليه بمرفقيها تحتضنه وبدأت دموعها في التساقط من جديد فأخذت تطيب بخاطره قائله

(( انا اسامحك لست غاضبة منك صدقني ))

هز راسه بالنفي يريد التحدث واخبارها بأنه لا يستحق مسامحتها لانه كان خسيسا وحقيرا معها يتمني لو يعود الزمان ما كان ليتزوج من غاده ويسمح لها بتدمير عائلته وبخ سمها بداخله .

تنهدت ملاك بحزن علي ما طاله تخرجه من أحضانها تهديه إبتسامة هادئه ثم ساعدته ليستقر جالسا علي مقعده ووقفت تدفع به المقعد إلي خارج الغرفه .

بعد القليل من الوقت التف الجميع حول طاولة الطعام يتناولون فطورهم في صمت مطبق لم يقطعه سوا صوت مي وهي تقف عن مقعدها تقول

(( سأذهب فلقد تأخرت علي العمل ))

كانت والدتهم تجلس معهم تشعر بطعما مرا في حلقها وآلم حاد في قلبها كلما نظرت بإتجاه معتز بعينين لم تذق طعم النوم ظلت طوال الليل تبكي وتتحسر علي شباب ولدها وتدعو علي من كان السبب في مرضه ، تحركت مي بإتجاه والدتها التي لم تتناول أي شئ تجلس معهم فقط وتختلس النظرات المتحسرة لمعتز فمالت تلثم وجنتها ثم غادرت .

شرد فارس بنظره بصمت للحظات يفكر بالعمل لساعات إضافيه حتي يستطيع أن يبدأ في علاج معتز اخرجه من شروده كف ملاك التي وضعتها علي كفه المستقرة علي الطاوله نظر إليها ليري ابتسامتها التي لم تتعدي شفتيها فسحب كفه واطبق علي كفها وكأنه يستمد قوته منها ثم قال

(( سأذهب أيضا إذا حدث شئ اتصلوا بي .))

ما ان خرج من غرفة الطعام لحقت به والدته ووقفت امامه تحدثه بنبرة يشوبها الالم قائله

(( ألن تذهب بأخيك للطبيب ))

رفع أنامله ببطء لتغوص في خصلات شعره وارتسمت إبتسامة حزينه علي شفتيه وهو يقول

ذلك هو قدري (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن