الفصل الرابع والثلاثون
دبت القشعريرة في اطرافه وعقد فارس حاجبيه بحنق غير مصدقا ما ورد بداخل الرسالة فمي لا يمكنها فعل ذلك ولكن الرسالة التي ارسلت لنورين من هاتفها تخبرها بأنها هربت مع من تحب لتتزوج به فمشاكل العائلة لا تنتهي وهي تريد ان تجتمع مع حبيبها واذا ظلت معهم وانتظرت ان يعطفوا عليها ويقابلوا الشخص الذي تريده سيضيع شبابها في الانتظار كان وقوع كل كلمة بالرسالة علي قلب فارس كالرصاص المغلي يكوي صدره ويمزقه فكيف استطاعت أن تضعه في ذلك الموقف تطلعت والدته اليه بإستغراب من حالته وقالت بذعر
(( ما الامر هل حدث شئ ؟ هل تلك الرسالة التي وصلت لها علاقة بإختفاء مي .))
اقترب منها فارس ليقف امامها مباشرة واخبرها بتثاقل بمحتوي الرسالة اختض جسد والدته بعنف فأحتضنها فارس واخذ يشدد من احتضانها وهو يمرر يده علي ظهرها ويقبل اعلي راسها لتهمس والدته بتوهان
(( لا ابنتي لا يمكنها فعل ذلك لقد كانت سعيدة من اجل ملاك وبكت من شدة سعادتها بعودة شملنا من جديد وان السعادة والفرح اخيرا قد عرفوا طريقا لقلبنا وحياتنا لا اصدق بان ما تخبرني به قد يخرج من مي .))
بينما وقف فارس يفكر بشكل جدي في اخبار الشرطة او مالك ليساعده في العثور عليها الا انه لا يستطيع التواصل مع مالك الان وكسر فرحة ملاك في يوم تتمناه اي فتاة لا يريدها ان تعلم وتقلق وتنشغل بإختفاء مي لذلك سيتجه للمنزل اولا ويوصل عائلته ثم يذهب لقسم الشرطة ويقدم بلاغ بالاختطاف لتتحرك الشرطة سريعا ولن يخبرهم عن الرسالة التي ارسلت له من هاتف مي حتي يتم البحث عنها والعثور عليها ..
كانت واقفة في وسط غرفته تبكي بإنهيار وترجوه ليتركها ولكنه احتضنها عنوة عنها وظل يربط علي ظهرها بيد حانية بموازرة حاولت ابعاده وفك ذراعيه من حولها ولكنها لم تستطيع فقوته تعادل قوتها بإضعاف ظلت تنتحب إلي ان أنهكها النحيب والحزن وتراخت عيناها وسكنت بين احضانه للحظة شك بانها قد فقدت وعيها ولكن شهقات صغيرة مازالت تتدافع من فمها في غمرة سكونها هو ما جعله يطمئن فعندما ثقل جسدها عليه وتراخي كاملا مؤكدا نومها التام رفعها بتروي بين ذراعيه ومددها علي الفراش ببطء ثم دثرها جيدا بالغطاء واغلق الانارة واضاء الاباجور الموضوع علي طاولة بجوار الفراش ثم جلس بجوارها علي طرف الفراش يمرر ظاهر كفه برقة شديدة فوق وجهها الرقيق يرسم نعومته وهو يشعر بدغدغة تسري في وجدانه مشاعر غريبة عليه ولكنها محببه ظل هكذا لعدة دقائق ثم غفي بجوارها ..
ما ان اوصل فارس عائلته للمنزل ذهب مسرعا لقسم الشرطة ليقدم بلاغا بإختفاء اخته فكان واقفا امام الضابط في القسم بتوتر وهو يخبره بما حدث وكيف اكتشف اختفائها طالعه الضابط بنظرات متفحصة ثم اخرج سيجارته كي يشعلها وبدأ يمج منها قبل أن يهتف به بتعالي