الفصل التاسع والثلاثون
في غرفة معتز لاحظ نظرات عينيها التي تحمل الكثير من الشماته فشعر بالإستياء تجاهها خاصة وانها تذكره ببشاعته وجحوده ولكنها هي من صنعت منه ذلك الشخص فلقد خداعته ببراءتها ونظراتها الوديعة فقال فجأة وهو يناظر وجهها بإشمئزاز
(( ما الذي تريدينه .. لما لا تتركيني بحالي .))
تغضن جبينها واعترضت بنبرة قاطعة
(( لا أريد شيئا بل أنت من تريد مني تتصرف بتلك الطريقة مع عائلتك لتراني وتتحدث معي يبدؤ انك مازلت تشتاق الي .))
صدم من حديثها فصمت للحظات ولمعت عينيه بحزن فلطالما حارب عائلته من اجلها وجعلها ملكة لسنوات ولكن علام حصل في المقابل لقد طعنته في رجولته ودمرت حياته ومستقبله جعلته شخص مستنزف منهك القوي اقترب منها معتز وصفعها عدة صفعات قوية ثم امسكه من خصلاتها بقوة تكاد تقتلعه وهو يصرخ عليها ويخرج كل ما في مكنونات قلبه من الم وأهات كتمها بداخله بسبب مرضه فلم يتركها الا بعدما شعر بالارتياح من داخله ولو قليل فيا لبجاحتها تقف امامه تتحدث وكأنها لم تفعل له شيئا ولم تخونه وصنعت حاجزا بينه وبين عائلته كم يشعر بالقهر والاشمئزاز علي كل لحظة عاشها معها تحت سقف غرفة واحده استدار بعيدا عنها ليجد مي واقفة تنظر اليه بحدقتين مذعورتين فاغلق جفنيه للحظات ليستمع لصوت غادة وهي تتحدث بإنهاك واستسلام
(( لم تتغير مازلت كما انت تحكم علي كل شئ من الخارج ولا تحكم عقلك مطلقا فها انا لم اعد موجودة في حياتك ولكنك مازلت تخطئ في حق اخواتك فلم تحاول أن تستمع لما اردات مي اخبارك به ومن ثم تحكم اذا كانت بريئة وفعلت ذلك بإرادتها ام لا مازلت وغد كما كنت دائما .))
كان صدره يعلو ويهبط من كثرة تنفسه ووجهه احتقن بالدماء فاستدار اليها وكله عزيمة بالتخلص منها ولكنه لم يجدها ظل يدور ببصره في الغرفة مطولا لكنه لم يتمكن من العثور عليها فأخذ ينادي عليها بصوت جهوري ولكن كل ما كان يستمع اليها صوت ضحكاتها المرتفع وصداه الذي يتردد في المكان ..
ظل يحرك راسه يمينا ويسارا يحاول أن يستيقظ ويفوق من ذلك الكابوس وهو يتمني ان احدا يساعده علي الاستيقاظ فزع معتز مرة واحدة وفتح عينيه وهو يجلس نصف جلسة علي الفراش وعينيه حمراء كالدماء فأخذ يتذكر ذلك الكابوس فهو لم يحلم او فكر في غادة منذ فعلتها فلم الان تزوره في احلامه وتتحدث بكل تلك الثقة وملامح وجهها تملؤها الشماته شرد يفكر هل حقا من الممكن ان اكون ظلمت مي عند نطقه لاسمها وقف من مكانه وقرر الذهاب لغرفتها والتحدث معها بهدوء دون ان ينفعل عليها او يعنفها وقف امام غرفة مي وطرق علي الباب عدة طرقات ينتظر منها ان تأذن له بالدخول ولكنه لم يستمع لشئ فتوقع بأنها نائمة والتفت حيث تقبع غرفته مرة اخري ..
بينما في داخل غرفة مي كانت مازالت مستيقظة تتسطح علي فراشها والدموع تملئ وجنتيها فتعمدت عدم الرد علي الطارق وتظاهرت بالنوم فكم صعب عليها عدم استماع احد من عائلتها لما حدث معها وتكذيبها بتلك الطريقة المهينه فلم تكن تتوقع ذلك من فارس تحديدا توقعت بأنه سيتفهمها ويحتويها ويدافع عنها امام الجميع ولكن يبدؤ بانها كانت مخطئة رفعت اصابعها تمحي دموعها التي تشوش الرؤية امامها ظل سليم جالسا في سيارته أمام المنزل لا يريد الذهاب وتركها بمفردها وهو يعلم بانها تعاني وربما تكون مستيقظة الان يريد الاطمئنان عليها ومؤاساتها ولكن كيف فلق حاول الاتصال بها مرارا وتكرارا وهاتفها مغلقا ضرب بقبضته مقود السيارة بغضب وهو يأنب نفسه بانه من تركها فلم يتمسك ليأخذها معه لمنزله كأي زوجين ولكن عليه ان يترايس وينتظر حتي تتقبل عائلتها الامر دون أن يحدث مشاكل بينه وبين اخواتها ..