كانت المعكرونة الجاهزة تلطخ وجه سيباستيان وثيابه بعد أن رمتها كرولينا عليه.
"الآن أنت تبدو أجمل"
رغم قولها الهزلي في هذه اللحظات كانت كرولينا ترتعش من الغضب، مجرد فكرة أنه يتخلى عنها لتنتهي منتحرة من أجله كانت تحرقها وتجعلها تتصرف دون تفكير.
ومن حسن حظ سيباستيان الذي قال بصدمة: ”تباً! ما كان هذا!!“ أن المعكرونة كانت قد فترت ولم تعد ساخنة.نزع شرائط المعكرونة العالقة في لحيته وثيابه ببطء وذهول، فقالت كرولينا بتبجح:
”تستحق ذلك أيها المغرور، يجب على غرورك أن يُكسر!! أتمنى لو أن هناك مرآة هنا لترى نفسك“
وكانت كمن لوح بخرقة حمراء لثورٍ هائج، ففي لحظة أصبح أمامها مباشرة وهو يقول:
”غرور من الذي سيكسر!! ومن الذي سيفعل ذلك؟“
صرخت بوجهه: ”أنا من سأفعل ذلك أيها المتبجح!“قالت كلماتها وهربت من أمامه، استشاط من الغضب ولكن في نفس الوقت شيء ما تحرك داخله، فهو لم يعتد مطلقاً على أن يصرخ أحد في وجهه!!
كانت تقف على الجانب الآخر من الطاولة، وكلما ذهب لحيث تقف هربت للاتجاه الآخر، فقال بنفاذ صبر:
”اثبتي في مكانك وتوقفي عن الهرب!“
”حقا!! هل تظنني حمقاء لكي أفعل ذلك؟!!“
”بل جبانة!“ قال يستفزها.ونجح في الأمر حيث قالت:
”حسنا!! سأريك ما يمكن للجبانة أن تفعل!!“
ثم رمت عليه الصحن الفارغ الذي أمامها، ورغم عنصر المفاجأة إلا أنه تفادى الصحن الطائر نحوه ببراعة ليتهشم الصحن على الحائط، فنظر إليها بصدمة، وقال:
”هل أنتِ مجنونة!!؟“ قال وعيونه تكاد تخرج من الصدمة.
”أنت لم ترى الجنون بعد!!“ قالت ذلك ثم رمته بالصحن الآخر لينكسر مثل سابقه.
”توقفي عن هذا يا كرولينا!“
ضحكت بخشونة: ”أتوقف!! لما لا تتوقف أنت عن إيذائي فأنت متوحش خنزير دون قلب تهشمني كما تهشم الصحن! راقب فقط“ثم رمته بالشوكة فأصابت كتفه فقال بذهول:
”هذا غير مضحك كارو!!“
فقالت وهي تدور حول الطاولة وهو يدور أيضاً محاولاً إمساكها:
”كارو!! هل تمزح معي“ قالت بعصبيةثم أمسكت السكين ووجهته نحوه، فقال محذراً:
”أعيديه فوق الطاولة كرولينا ولا تفقديني أعصابي بأفعالك الطائشة هذه!!“
صرخت به في هستيريا وهي ترمي السكين بجانبه لتخيفه:
”لا تأمرني!! لا تفعل ذلك مجدداً! ليس الآن وليس أبداً“
سقط السكين بجانب قدمه وكاد أن يصيبة، فتملكه الغضب ليقلب الطاولة ويسقط كل ما عليها!
ارتجفت كرولينا من الصدمة ثم ركضت نحو الأريكة لتختبئ خلفها، ولكنه أمسكها، فظلت تقاومه، وهو يمسكها من الخلف وهي تركله بكلتا قدميها تحاول الفرار.وفي طريق مقاومتها وركلها أسقطت كل ما يمكن أن تمسه قدمها من تحف ومزهريات ووسائد الأريكة، حتى الأزهار التي جمعتها ووضعتها في مزهرية كانت قد تناثرت في الغرفة.
’تباً!! أكاد أقسم أنها غير طبيعية، مؤخراً أصبحت تتصرف على غير طبيعتها‘
فكر في ذلك سيباستيان وهو يحاول السيطرة عليها وإمساكها بقوة أكبر.
ثم جذبها بقوة مضاعفة وأدارها نحوه ليتعثرا ويسقطا معاً على الأرض، هو بالأسفل وهي بالأعلى، وعيناهما متشابكتين، وشعرها قد انفلت من كعكته لينسدل بجانب وجهها.
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي
Literatura Femininaماذا إن استيقظتِ يوماً لتجدِي نفسك زوجة لأحد أقوى أقطاب الصناعة والتجارة في العالم!؟ ولكن زوجة مهملة مصيرها الموت.. صحفية جريئة تقوم بإجراء لقاء صحفي مع كاتب روايات مشهور وتناقشه في النهاية البائسة التي وضعها لزوجة البطل المذلولة!! حتى يحدث معها حاد...