عندما يشعر الإنسان باليأس يتضاعف عنده الشعور بالهزيمة، وهذا تماما ما كانت كرولينا تشعر به، تشعر بالوحدة وعدم الانتماء، وهذه من أصعب المشاعر التي يمكن أن تواجه امرأة حامل وأيضا يتم إعطائها أدوية تجعلها أكثر كآبة.
تساءلت العديد من المرات وهي في سريرها لماذا في أول يوم دخلت فيه إلى الرواية لم يخبرها بالحقيقة، لماذا كذب علبها كل هذا؟
"عزيزتي! سأذهب لكي أحضر لكِ عصير البرتقال الطازج الذي توحمتِ عليه، لابد من أن صغيرك قد اشتاق إليه"
كانت دودي تقول ذلك محاولة لإخراجها من الحالة التي هي بها ولفت انتباهها لطفلها، وأضافت بحماسة:
"سأنزل وأحضره لكِ بنفسي"
استغلت كرولينا فرصة بقائها بمفردها وخرجت من غرفتها بهدوء، كان المنزل في حالة من الصمت، والخدم كل مشغول في أعماله، ووالدة سيباستيان لم تأتي اليوم.
صعدت الدرج المؤدي إلى السطح ولا يوجد في عقلها سوى فكرة واحدة تنوي تنفيذها بعد أن كتبت رسالة لسيباستيان ووضعتها في الرسائل المجدولة، لتصل إليه في تاريخ يوم معين، ويكون بالطبع بعد أن تكون قد توفيت بفترة، تخبره فيها إنها كانت معه في الملجأ وإنها انتظرته عدة ليالي وأيام بل سنوات، ليفي بوعده ولكنه لم يعد!!
وصلت للسطح ووقفت على الحافة، كان منزل سيباستيان مكون من طابقين والثالث طابق الصالة الرياضية،
وصلت دودي إلى غرفة كرولينا ولم تجدها، بحثت عنها في الحمام ثم سألت الخدم ولكن لا أثر لها، اتصلت بسيباستيان:
"هل كرولينا قد لحقت بك؟"
"ماذا تقصدين؟"
"ذهبت لأحضر لها عصير البرتقال وعدت للغرفة ولم أجدها!!"
"ما اللعنة؟ ماذا تقصدين بأنك لم تجديها؟"أدار سيارته التي كان يقودها بسرعة وعاد نحو المنزل بسرعة البرق، وهو في الطريق اتصل بكرولينا ولكنها لا تجيب، ثواني واتصلت دودي وهي منهارة:
"سيباستيان! أرجوك عد بسرعة، كرولينا فوق السطح وتحاول الانتحار"مر شريط المشهد الذي ألفه حينما تنتحر كرولينا أمام عينيه، دق قلبه بسرعه ومرتين تجاوز حادث كان يوشك أن يقوم به، جاءه صوت دودي وهي لا تزال على الخط وتنتحب:
"أرجوك أسرع إنها لا تستمع لأي منا، لا أستطيع خسارتها أرجوك!"رمى الهاتف وركز في الطريق أمامه ومن حسن الحظ إنه لم يبتعد كثيرا،
بينما تقول دودى في سرها:
’لن تتركيني بعد أن اكتشفت الحقيقة!! لم يعد لي سواك أرجوك!‘كانت دودي وجميع الخدم يقفون في حديقة المنزل ينظرون لكرولينا على السطح، بينما كرولينا تفكر في شريط حياتها مر من أمامها، بدأ من طفولتها في الملجأ وافتقادها لحنان الأب والأم ودفء الأسرة حتى وصلت للحظة التي هي فيها، مر الشريط سريع جدا ولم تجد فيها لحظات السعادة الحقيقية إلا مع سيباستيان، ولكن اتضح لها في النهاية إنه هو الآخر قد خذلها كما فعل ذلك الطفل في الملجأ من تسعة عشر عاما!
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي
ChickLitماذا إن استيقظتِ يوماً لتجدِي نفسك زوجة لأحد أقوى أقطاب الصناعة والتجارة في العالم!؟ ولكن زوجة مهملة مصيرها الموت.. صحفية جريئة تقوم بإجراء لقاء صحفي مع كاتب روايات مشهور وتناقشه في النهاية البائسة التي وضعها لزوجة البطل المذلولة!! حتى يحدث معها حاد...