كانت جالسة منزوية في إحدى الأرائك وهي تضم قدميها بيديها نحو صدرها وكأنها تحمي روحها وقلبها بذلك عوضاً عن جسدها الذي لم تعد تملكه!
إنه ملك لرجل متوحش لا يعرف الرحمة!
نزلت دمعة هاربة على خدها وتنهيدة لفتت إنتباهه وهو واضع كلتا يديه على رأسه وينظر ناحية الأرض.’لماذا!!؟‘ سأل نفسه السؤال الذي كان يخشى أن يسأله لنفسه في كل مرة!! ’لماذا أفعل ذلك؟ مالذي يجعلني وحشاً هكذا؟‘
فلتت شهقة أخرى من شفتيها فوضعت كلتا يديها على فمها لتكبتها؛ فهي لا تريد إيقاظ الوحش مرة أخرى.
’عليّ أن أصمت، لا أريد رؤية وجهه بقربي حتى ‘قال بصوت تكاد تقسم كرولينا إن به أثر بكاء:
”أنا أعلم أنكِ لا تطيقين سماع صوتي في هذه اللحظة!، كما هو الحال في كل مرة“
ثم رفع نظره نحو السقف ليمنع الدموع المتجمعة في عينيه من النزول، فلا يعرف ما يقوله!
’اه يا إلهي، هذا لم يعد يطاق‘وقف فجأة فلم يعد يطيق البقاء في الغرفة بعدما حدث بينهما، كانت ذكرى صرخاتها المتألمة منذ قليل تملأ رأسه.
’هل أنا وحش كما وصفتني كرولينا؟‘نظر للحزام الموضوع على السرير وكأنه يذكره بفعلته ويقول له أنا شاهد هنا على ما فعلته!!!
’أنا و ودون أي شك وحش وغد عديم الرحمة‘شعر بصداع يغزو رأسه ويكاد يَقْسم رأسه لنصفين.
’يا إلهي، ما هذا الألم ؟، تباً‘خرج من الغرفة وهو يترنح ويشتم داخله: ’تباً، تباً، تباً‘
وما إن نزل من سلالم الدرج للطابق السفلي وهو يرتدي سروال وقميص مفتوح أزاراه، حتى جلس على أرضية الشرفة الخارجية جاثياً على ركبتيه، يمسك برأسه مجدداً وهو يعتصره.
"آه" صرخ بذلك.
هاجمت الذكريات رأسه كالشلال المتدفق بلا توقف!!انفتحت عينيه على وسعهما وهو يدرك حقيقة الأمر، ثم تذكر كلمات كرولينا عندما كانت تحت تأثير العقار الذي أعطاها إياه جاك وقالت أنها داخل رواية.
’أنا داخل الرواية!!‘ همس في عقله.
نظر حوله في تمعن شديد وهو يتذكر شخصيته كجوناثان جراهام الرجل المليونير والكاتب ذو القلم العنيف والجريء!!
’كيف لهذا أن يكون معقولاً؟! يا إلهي‘شعر برجفة في قلبه فها هو يواجه مخاوفه، كان قد اختبأ من مواجهتها بوضعها في شخصيات رواياته، والآن هو يعيشها حرفياً.
’ذلك الاتصال!! أذكر أني تلقيت اتصال أثناء اختناقي بدخان الحريق! وبعدها لم أعد أذكر أي شيء آخر!!‘
ارتدى حذائه وخرج مسرعاً من الكوخ يركض في الغابة دون تفكير، وكأن شياطينه تلاحقه!!يفكر بما حدث ويصر على أسنانه بكره شديد لنفسه ’إن الذي فعلته منذ قليل، شيء لا يمت لأخلاقي في شيء!! ما حدث لا يشبهني مطلقاً، لا يمكن أن أُعامل إمرأة بهذه الطريقة أبداً‘
’إلا في رواياتك أيها المختل!!‘ صرخ عقله بهذه الكلمات لتزداد سرعته بالجري.
’لقد عشت في دور سيباستيان حرفياً كما لو أنني هو بالفعل، لماذا استعدت ذكرياتي بشكل متأخر؟ لماذا استعدتها بعد كل ما فعلته لها؟ أنا شخص دنيء بالفعل، تباً لي حقاً‘
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي
ChickLitماذا إن استيقظتِ يوماً لتجدِي نفسك زوجة لأحد أقوى أقطاب الصناعة والتجارة في العالم!؟ ولكن زوجة مهملة مصيرها الموت.. صحفية جريئة تقوم بإجراء لقاء صحفي مع كاتب روايات مشهور وتناقشه في النهاية البائسة التي وضعها لزوجة البطل المذلولة!! حتى يحدث معها حاد...