كان السرير في الغرفة التي تشغلها كرولينا في شقة ثيون ضيق فهو سرير فردي، فبقي سيباستيان واقف يفكر أمام السرير، يريد النوم بعد أن تناول عشاءه، وأيضا البارحة لم ينم ويشعر بالنعاس.
وأخيرا قرر إن السرير يسعهما سويا، ورغم من إنه يعلم إن الشقة واسعة وبها أكثر من غرفة ضيوف إلا إنه يريد النوم هنا.
ادخل نفسه بجانبها وجذبها بين ذراعيه، بينما كانت هي في نوم عميق ولم تشعر به، ثم دفن وجهه في رقبتها ونام هو الآخر نوم مريح لم يشعر به منذ فترة طويلة.وفي منتصف الليل استيقظت كرولينا من النوم وشعرت بيدين تلتفان حولها، ومن رائحته وملمس يديه على بطنها علمت غريزياً أنه سيباستيان، وكل ما فعلته إنها زادت التصاق به وعادت للنوم.
كانت ليلة مليئة بالأحلام السعيدة بالنسبة لها، حتى استيقظت في الصباح على رائحة القهوة، فتحت عينيها لتجد سيباستيان جالس على حافة السرير وهو يعمل على حاسوبه ويحتسي فنجان من القهوة!
"صباح الخير!" قالت.
التفت إليها ثم أقفل حاسوبه وهو يقول:
"تعالي اشربي فنجان قهوتك قبل أن يبرد!"
فكرت في عقلها:
’متى جاء إلى هنا؟ يبدو إنه قد نام الليلة هنا‘
سارت نحوه وجلست وهي تقول:
"متى أتيت؟"
ناولها الفنجان:
"البارحة عندما لم أجدكِ في المنزل!"
أخذت الفنجان وارتشفت منه القليل ولكنها شعرت بمعدتها تتقلب وأصابها الغثيان، وضعت الفنجان فورا على الصينية وتوجهت نحو الحمام!
"كارو! هل أنتِ بخير؟" سأل سيباستيان من خلف باب الحمام المغلق.
"بخير، قليلا فقط وأخرج!"
قالت وهي تحاول السيطرة على لهاثها، لا تريد منه أن يعلم إنها كانت تتقيأ مرة أخرى، فقد بدأ الشك يغزو عقلها.نظرت لانعكاس صورتها في المرآة وهي تفكر:
’أيعقل أن ما أفكر فيه حقيقي؟‘
شعرت بالذهول والصدمة من مجرد الفكرة، غسلت وجهها وأسنانها وخرجت، رمقها سيباستيان باستغراب وهو يقول:
"كارو عزيزتي! هل أنتِ مريضة؟"
"لا أبداً، سآخذ كوب من الحليب، يبدو إن معدتي متحسسة"
ثم خرجت لتهرب من عينيه التي تدرس كل تعبير على وجهها، وجدت ثيون يجلس على طاولة المطبخ وهو يتناول قهوته أيضاً.
"صباح الخير ثيون، أرجو ألا أكون قد أزعجتك ببقائي هذان اليومان هنا"
لوح بيده وهو يقول:
"لا بأس، أنتِ في مقام الأخت التي لم أحظى بها"
ثم شاهد سيباستيان يخرج من غرفة كرولينا وهو لم يكن يعلم إنه هنا في الأساس!!
فقال وهو يصفر:
"ووو .. وو .. لم أكن أعلم إن شقتي تحولت لفندق!"اقترب سيباستيان وضربه على رأسه وقال:
"أصمت! هذه وظيفة الأخ الأصغر!"
ثم عم المزاح في الأجواء، فهذه الطاقة من الإيجابية دائما ما ينشرها ثيون بنكاته الظريفة وأسلوبه البسيط في حل المشاكل.
وبعد أن انتهوا من تناول الإفطار قال ثيون:
"إذاً! هل ستستقران هنا لدي في غرفة الضيوف بسرير فردي؟"
ولكن هذا التعليق أثر على مزاج سيباستيان الذي لا يحب من يتدخل في شئونه الخاصة في العادة، وكارولينا جعلته كالطفل المتعلق بأمه يتبعها ويبحث عنها في كل مكان.
استأذن منهما وعاد للغرفة، فأشار ثيون نحو سيباستيان وهو يقول:
"لم أرى أخي في هذه الحالة من قبل، مهما فعل عليكِ مسامحته كارولينا فهو يحبك!"
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي
ChickLitماذا إن استيقظتِ يوماً لتجدِي نفسك زوجة لأحد أقوى أقطاب الصناعة والتجارة في العالم!؟ ولكن زوجة مهملة مصيرها الموت.. صحفية جريئة تقوم بإجراء لقاء صحفي مع كاتب روايات مشهور وتناقشه في النهاية البائسة التي وضعها لزوجة البطل المذلولة!! حتى يحدث معها حاد...