وقفت كرولينا أمام باب الصالة الرياضية وهي مصدومة من المظهر الذي ظهر به سيباستيان، وضعت يديها على فمها وهي تفكر:
’هل يعقل أن يكون كل هذا بسبب الكلام التافه الذي تفوهت به في الحفلة و في لحظة غضب منه، لا يمكن، لا بد وأن هناك شيء أخر أوصله لهذه الحالة!!‘
ثم شاهدته يجلس على الأرض كجبل قد سقط في ركام واحد ويضع رأسه بين يديه، ’لم أتخيل نفسي في أي وقت من الأوقات أن أشاهد سيباستيان وهو ضعيف ومنهار بهذا الشكل!‘ قالت في نفسها عاقدة لحاجبيها بحزن.’يا إلهي أرجوك الهمني الحل!! كيف سأتصرف معه؟ فالتصرف معه وهو غاضب ومتعجرف أكثر سهولة من التصرف معه وهو بهذه الحالة!!!!‘
’الشيء الوحيد الذي أعرفه أنني يجب أن أخرج من حياته!! يجب أن نتوقف عن إيذاء بعضنا البعض، لقد حان الوقت لذلك بالفعل!‘
عزمت على قرارها ثم اقتربت منه ببطء وقالت بهدوء:
”سيباستيان! ماذا تفعل هنا منذ الصباح الباكر؟“رفع رأسه ما أن سمع صوتها، كانت عيونه شديدة الاحمرار، وقع قلبها من مظهره، شعره اشعث والعرق يتصبب من جبينه ويداه متورمتان!!
جلست أمامه على ركبتيها، وقالت بصوت هادئ ومهتم:
”سيباستيان! ما الأمر؟ مالذي يحدث معك؟“
أبعد نظراته عنها ونظر للأسفل، تنهدت وفكرت، ’رغم غضبي منك بسبب أخذك لرأي سمانثا في العقد، وغضبي منك بسبب دعوتك لنوميرا روفيرز لحضور الحفل دون أن تعلمني، إلا أنني لا اطيق نظرة الحزن والانكسار في عينيك هاتان‘مدت يدها وأمسكت رأسه بكلتا يديها ثم رفعته بعناية لينظر إليها، ثم قالت له:
”ما الأمر!؟ يمكنك أن تخبرني “
هربت دمعة رغماً عنها من عينها، بينما يتبادلان النظرات الساكنة، حينها دفن هو رأسه في عنقها واستنشق رائحتها بعمق.
شعرها بدفء كان يحتاج إليه ليسكن عقله ويجلي فوضاه.
ترددت في أن تضع يدها في شعره ولكنها تشجعت في النهاية، أدخلت أصابعها في شعره بينما أنفاسه الساخنة تلفح عنقها، ثم قالت بصوت حنون:
”اخبرني ما الأمر!!؟ هل كل شيء على ما يرام؟ “نظر لها بعيونه المحمرة نظرات لم تفهمها ولكنها رجحت أنه غاضب منها بسبب الإعلان الغبي المتهور الذي صرحت به؛ فخطرت لها فكرة فقالت في نفسها:
’ربما الآن هو الوقت المناسب لإنهاء كل هذا!! ربما يجب أن نبتعد عن بعضنا البعض لكي لا نؤذي بعضنا أكثر!! ما رأيك سيباستيان؟ هذا يبدو جيد يجب أن أقولها له هكذا فقط وببساطة‘
لمست بأصابع يدها ملامح وجهه وكأنها لا شعورياً تحاول حفظ ملامحه في ذاكرتها، ثم قبلت خده وهي تستنشق عطره الذي لطالما جعل قلبها يرقص و كأن الطبول تقرع داخله.نظرت في عينيه مباشرة بعدها وقالت بصوت حاولت أن تجعله جاد وغير متأثر إلا أنه خرج حزين وضعيف وكأنه همس بختلط بنحيب:
”أعتقد أن علينا أن ننفصل؛ كي لا نؤذي بعضنا البعض أكثر من هذا!!“
كانت تريده أن يأخذها في حضنه ويقول لها أنا أحبك ولا يمكن أن أتركك، ألا تكون النهاية كما في الرواية، فهي بالفعل اكتشفت أنها تحب هذا الرجل!!
ولكنه فاجأها عندما وقف وسحبها لتقف معه، ثم جرها من يدها خلفه وهو يمشي بسرعة نحو باب الصالة الرياضية.
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي
ChickLitماذا إن استيقظتِ يوماً لتجدِي نفسك زوجة لأحد أقوى أقطاب الصناعة والتجارة في العالم!؟ ولكن زوجة مهملة مصيرها الموت.. صحفية جريئة تقوم بإجراء لقاء صحفي مع كاتب روايات مشهور وتناقشه في النهاية البائسة التي وضعها لزوجة البطل المذلولة!! حتى يحدث معها حاد...