كانت قبلة جائعة ووحشية، وكيف لا تكون فهو سيباستيان الذي لا يعرف إلا الوحشية، كان يحترق شوقاً إليها كما لم يفعل من قبل مطلقاً.
غرست يديها في شعره تجذبه إليها فسقطت قبعته على الأرض، أمال لها رأسها فسقطت قبعتها هي الأخرى لينزل شعرها الحريري في شلال على كتفيها.
تفرقا يلهثان بعد أن سمعا صوت كاميرا.
نظر سيباستيان بنظرة خاطفة نحو المارين فشاهد العيون التي تنظر لهما، بعضها بابتسامة لطيفة تعبر عن استمتاعهم لمشاعر الحب التي يرونها؛ ولكنه لم يلاحظ المصور الذي توسعت عينيه من المفاجأة.همس في أذنها:
”دعينا نعود للمنزل أنا احترق شوقاً لكِ!!“
ثم انحنى ليرفع قبعتيهما، فسمع أحد ما يقول:
”إنهما سيباستيان وكرولينا!!“
ثم انهالت الكاميرا التي في يد الصحفي بالتصوير، فقد أخذ الصورة الأولى فقط ليكتب موضوعاً عابراً عن الحب، أما الآن فها قد وجد موضوعاً سيلقى رواج كبير.
”تباً دعينا نركض من هنا!!“ قال سيباستيان بعد أن أمسك يدها وأسرع بها عبر الرصيف بين الحشود وهو يمسك القبعات والنظارة.
”جيد أننا أرسلنا المشتريات بخدمة التوصيل التي يوفرها المحل“ قالت كرولينا وهي تركض مع سيباستيان.ثم بعد مسافة جيدة وبعد أن أدركا أنهما قد ابتعدا عن أعين الصحفي، وقفا يلقفان أنفاسهما ثم انهارا بالضحك حتى أدمعت عيونهما.
نظر لها سيباستيان وهو مبتسم بعد أن سيطر على ضحكاته، إنها المرة الأولى التي يراها فيها تضحك وكأنها طفلة صغيرة، كما أنه لم يضحك بمثل هذه الطريقة منذ سنوات غابرة!!
أشار لسيارة أجرة وأمسك يدها بقوة وكأنه يتأكد من أنها حقيقة وليست سراب، ثم قال لها وهو يضع لها القبعة ثم النظارة بنفس اليد دون أن يترك يدها الأخرى، وكأنه يخشى أن يفقد كرولينا الحالية!!
”هيا!“
والغريب أنهما عندما صعدا لسيارة الأجرة جلس في الخلف بجانبها فوضعت رأسها على كتفه ونامت مباشرة!!ابتسم عندما لاحظ ثقل رأسها وانتظام انفاسها، فطلب من السائق أن يخفض قليلا من السرعة، خشية أن يوقظها!
وعندما سقط رأسها مرتين من على كتفه، ساعدها لتضعه على ركبته، ثم بدأ يتأملها وهو يفكر:
”غريب أمرها!! بدأت أشعر أنني كنت أعيش مع انسانة أخرى، كم تبدو هادئة وبريئة في بعض الأحيان كما الآن وهي نائمة، وتبدو شرسة كما فعلت في الصباح!!“
كان موعد الحفل قد تم تأجيله لليوم التالي، حيث أصرت السيدة فلور على أن تأخذ كرولينا وقتها للتجهيز.وصلوا إلى منزل العائلة ودخلا من باب الخدم عندما تأكدوا أنه لا يوجد أي صحفيون يقفون حوله.
توجهت كرولينا نحو غرفة سيباستيان مباشرة التي كان يحتلها سابقاً، ورمت نفسها على السرير مباشرة من شدت التعب والنعاس، ورغم عدم معرفتها مكان غرفته بالضبط إلا أنها تدبرت أمرها في النهاية، بأن طلبت من الخادمة أن تأخذ حقيبة يدها للغرفة، ثم لحقت بها.
وخلال دقيقتين كانت قد غطت في نوم عميق ولم تستيقظ سوى في الصباح على صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة.
نظرت للسرير فوجدت أنه خالي، ولولا رائحة سيباستيان التي تحتل المكان وهي الشيء الوحيد الذي يدل على أنه كان في الغرفة؛ لظنت أنها قد نامت وحيدة!
أنت تقرأ
البليونير الذي يحاول إذلالي
Chick-Litماذا إن استيقظتِ يوماً لتجدِي نفسك زوجة لأحد أقوى أقطاب الصناعة والتجارة في العالم!؟ ولكن زوجة مهملة مصيرها الموت.. صحفية جريئة تقوم بإجراء لقاء صحفي مع كاتب روايات مشهور وتناقشه في النهاية البائسة التي وضعها لزوجة البطل المذلولة!! حتى يحدث معها حاد...