01

81.4K 2.1K 238
                                    


سارة

أسوء جزء في اليوم... الاستيقاظ.

رفعت يدي اليمنى بإعياء وأنا أنام على بطني لأتحسس وجود الهاتف الذي يرن دون توقف فوق المنضدة لأوقفه أخيرا، لم أرفع رأسي من فوق الوسادة التي تخنق تنفسي إلا بعد فترة دون فتح عيناي. لا شك أن منظري الآن مرعب لأي أحد يراه من فوق، قد يكون شعري المموج الطويل الآن متناثر على كل مساحة السرير، غطائي ووسادتي البيضاء الثانية مرميتان على الأرض بإهمال وغرفتي تعمها الفوضى.

حسنا سأقف بعد واحد... اثنان... ثلاثة. وقفت دون تفكير لأقفز على السرير مرات عدة من أجل أن أستفيق، لمَ على اليوم أن يبدأ على السادسة صباحا بحق كل لعنة؟، اتجهت للحمام من أجل روتيني اليومي من استحمام وترتيب الغرفة وترتيب حقيبة ظهري الرياضية.

اخترت سروال جينز واسع وقميص أبيض بفتحة صدر واسعة وحذاء رياضي أبيض من أجل الخروج، ثم سرّحت شعري على شكل جديلة واحدة بعد تسريحه، القليل من مساحيق التجميل قبل إعداد الإفطار... الإفطار الذي هو عبارة عن بانكيك صحي بالشوفان والموز وبعض العسل للمرة المئة لهذا العام، ولمَ قد أمل من ذلك؟.

وضعت حقيبتي على ظهري أخيرا ثم نظرت لنفسي في المرآة أمام باب الشقة، شعر بلون الشوكولا وعينيان بندقيتان، أنف مدور بعض الشيء وشفاه مملوءة وردية بفعل مساحيق التجميل... أستطيع القول أني ملكة جمال في نظري، ولا يهم رأي الآخرين.

ركبت الحافلة متوجهة لقاعة الرياضة التي يجب أن أكون متواجدة فيها على التاسعة صباحا، وما إن دخلت هناك بكوب قهوة لم أعد أرى غير اللون الأسود والأصفر في المكان، بينما صوت الموسيقى الحماسية يصدح في المكان. لم أضيّع الوقت قبل ارتداء ملابس رياضية كنت قد وضعتها في حقيبتي لأبدأ العمل، رغم أني أعمل منذ أكثر من خمسة أشهر إلا أني لم أعتد على صخب القاعة بعد.

انتهت مناوبتي على الساعة الثالثة ظهرا لأخرج وأرى صخب واشنطن الحقيقي، الكل يركض من أجل لقمة عيشه. وحتى أنا اتجهت لدار المسنين... نعم دار المسنين، أعلم أن الراتب فاتر وقليل لكنه المكان الوحيد الذي يدق فيه قلبي حنينا للأسرة من جديد.

يقصر عملي هناك على جمع ثياب وفراش المسنين ليتم غسلهم بعدها، ترتيب طاولات العشاء والتحقق من أخذ الجميع لأدويته بعد الأكل، ولا يسعني القول إلا أنني نجحت في تكوين بعض الصداقات اللطيفة هناك. كالعم روبرت الذي يتحدث دوما عن عمله في الجيش وقسوته، عن أول نفس بشرية قتلها ولا يزال متأثرا للآن... العمة مارلي وقططها التسعة التي ربتها قبل أن تدخل هنا، ألبوم صور أحفاد العمة روتينا الذي حفظته عن ظهر قلب، لم تكف يوما عن الإشارة لكل حفيد لها على حدة وإخباري بصفاتهم ولم أمل يوما من إظهار دهشتي كأني أراهم لأول مرة... هي تملك ضعفا في ذاكرتها ينسيها أنها أخبرتني عنهم من قبل.

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن