42

10.8K 600 19
                                    

أنجبت في ذلك الأسبوع طفلاً صغيراً يشبه أباه في كل شيء، نفس سواد الشعر والعينين ونفس البشرة القمحية، كانت ولادة صعبة تمنيت لو ساندني لينكون فيها، لكنه مازال غائبا عن الوعي.

لم تمرّ ليلة إلا وأرهقت فيها نفسي من البكاء والندم، كنت أرى وجه لينكون في كل مرة أنظر فيها لإبني والذي بالمناسبة أسميته راندال.

الجيّد في الأمر أنني لم أضطر للتحول في آخر شهر من حملي، أما بعد الولادة فتحوّلت كل ليلة اكتمال القمر كالعادة، وحتى هذه المرة لم أكن وحيدة.

تطوّعت أوكتيفيا للتحول معي رغم حملها، كانت ذئبتها بنيّة جميلة وسريعة أيضاً، أنا ممتنّة لما فعلته معي حقاً.

بعد حل أمورنا مع الروجز وإعادة الأمن للمملكة، رجعنا لتقاسم مسؤولية لينكون، أصبحت إدارة المملكة أصعب بكثير في غياب لينكون كون أن عليّ الاتفاق مع الوزراء والمستشارين وكل ألفا القطعان قبل كل قرار أنفّذه، وإرضاؤهم جميعاً هو أمر شبه مستحيل، لم يكن أي أحد منهم يجرؤ على فتح فمه حين كان لينكون يمسك بزمام الأمور.

ولدت أوكتيفيا بعد شهرين بنت تشبهها كثيراً وأسمتها ليليث، وكانت فترة سعادة لا توصف للجميع، لكنها كانت فترة قصيرة.

أصدر المجلس الأعلى بيان يقتضي على ضرورة الترتيب لنزال ملكيّ من أجل تعيين ألفا ملكيّ بدل لينكون نزولاً تحت طلب الكثيرين نظراً لأنه لم يستيقظ بعد.

متأكدة من أن الطلب لم يكن من المواطنين العاديين كونهم احتجوا على ذلك قائلين أنهم سينتظرون ألفاهم حتى لو بقيَ غائبا لعام كامل، لا أحد من الألفا السابقين وفّر لهم التدريب والعلاج المجاني، وأكثر المحتجين كانوا أوميجا بسبب المنحة التي قدمتها لهم لإعانتهم في التعليم، فما إن يتغيّر الألفا حتى تتغيّر اللونا ومعهم الكثير من القوانين، حتى العاصمة ستتغيّر.

حملتُ نفسي دون تفكير للمجلس وسجلت نفسي كمشتركة، كان كل ألفا القطعان هناك، بل وأولاد البيتا والغاما خاصتهم أيضاً، وهناك تأكدتُ من شكوكي بأنهم من طلبوا النزال، بما أن الألفا الحالي ميّت تقريباً وابنه لا يتعدى عمره الشهرين فهذا يفرغ الساحة للكل. أعني... أبناؤهم مجبورون على المشاركة وفق القانون لكن هم لا.

اعترض المجلس في أول الأمر لأنني امرأة ولن أكون ألفا مهما حاولت، لكني قلت أنني أشارك من أجل إبقاء المملكة على حالها، أي أشارك من أجل أن يبقى لينكون ألفا ويكمل ما كان يفعله حين يستيقظ كما أتمنى، لذا وافقوا وهم متأكدون أنني سأخسر، من سيربح أمام مجموعة ألفا وأصحاب القوى كأبنائهم.

كادت أوكتيفيا تفجّر رأسي حين أخبرتها بما فعلت، أعلم أنها خائفة علي، حتى أنا خائفة فأنا لم أنازل ألفا في حياتي، فما بالك بأكثر من ثلاث عشرة ألفا وأكثر من عشرين ابن ألفا وغاما وبيتا، هذا غير المتشاركين الآخرين من العامة الذين سيختار المجلس النخبة منهم ليشاركوا، قال ألبرت أن نسبة نجاحي ستكون أقل من ثلاثة بالمئة إن لم أستخدم هيئة الليكان، هذا إن لم أُقتل.

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن