صفعته، فتح فمه كأنه سيقول شيئا لكني لم أرد سماع أي شيء فصفعته مجدداً، وكنت سأصفعه مرة ثالثة لكنه شد يدي وهي في منتصف طريقها لوجهه:
-"يكفي، لقد أخذتُ ما أستحقه".
-"ما تستحقه؟، أتمزح، أنت تستحق أكثر من مجرد صفعتين بكثير".
قهقهت دون مرح كالمجنونة بين كلماتي ثم دفعته:
-"أخرج".
لم يتحرك خطوة واحدة فدفعته مجدداً ثم بدأت أرمي عليه أي شيء تقع عليه يدي وأصرخ:
-"أخرج، هيا".
خرج أخيراً فأغلقت الباب في وجهه وانهارت أعصابي في نفس اللحظة، صرخت... بكيت وحطمت كل ما لم يحطمه هو سابقاً. نمت أرضا بعد أن عاهدت نفسي أنني لن أجعل ضربه لي يمر بسلام.
ثم مرت خمسة أيام من الاكتئاب... كنت آكل فيها مرة كل يومين أي شيء لا يستدعي الطبخ، أغلقت باب غرفة النوم على نفسي ولم أسمح له بدخولها يوما. كان يحاول كل يوم الاعتذار بقول أشياء كثيرة لم أستمع لها وقابلته بالرفض في كل مرة، لم ينطق بالاعتذار حرفيا فكان كل ما يقوله مجرد أعذار تافهة لصفعي كأنه سيموت إن اعتذر فعلاً، يضربني و يذلني ويعزز نفسه ثم يسمي نفسه رجلاً.
لم أسمح حتى للخادمة بالدخول لتنظيف المكان، بقيت الغرفة على نفس حالها خمسة أيام متتالية... زجاج متناثر على الأرضية، فراش مبعثر، ثياب في كل مكان كتب مبعثرة وممزقة، لوحة فنية محطمة وطاولة مقلوبة. جاءت الفتاة التي اعتادت تعليمي في الأسابيع الثلاثة الماضية وأخبرتها أنني لن أدرس شيئا بعد الآن... لن أدرس شيئا من أجل أحد ولن أتبع قوانين أي أحد من أجل الخروج لهذه الأرض اللعينة، لكنها عاندت فأخرجت غضبي فيها هي الأخرى، صرخت عليها وطردتها... حتى أنني رميت زجاجة ماء عليها فخرجت، لم أعد أطيق أي شيء.
أتت أوكتيفيا في اليوم التالي تسألني عن حالي وقالت أن العاملة التي أرسلتها أخبرتها بكل شيء بعدما ظننت أن ذاك المعتدي المختل من أخبرها، كانت تخرجني في بعض الأيام بسيارتها إلى المقاهي والحدائق والمطاعم كي تهدأ نفسي. أخبرتني أنها تشعر بالذنب لنسيانها إخباري بأمر الشهور القمرية لكني طمأنتها أنني لا أعتبرها سببا في أي شيء، فالتغيّبٌ عن اجتماع لا يخوِّل أحد صفع أي شخص آخر، فما بالك برفيق حياته كما يدعون.
طلبت مني في أحد الأيام ونحن في مقهى أن أغفر لأخيها بحجة أن ذئبه قد تكفل بأمر تأنيبه، فليذهب للجحيم هو وذئبه، كأنني سأهتم، أتمنى أن يعيش صراعا داخليا لا يخرج منه إلا وهو مجنون.
حسنا لن أقول أنني لم أرد اعتباري في الأيام الماضية، طردته من غرفته فأصبح ينام على الأريكة في غرفة المعيشة، وضعت الكلور في كل بدلاته ودسست بعض الدبابيس في أحذيته وغطست هاتفه في الماء، رميت كل سجائره في المسبح وكنت أعيد الكرّة كل يوم تقريبا، حتى أني قصصت شعره أثناء نومه بطريقة مضحكة ولم يشفى غليلي منه بعد. لم أستطع تهشيم وجهه الوسيم مثلما تمنيت فهو أقوى مني على كل حال، الغريب في الأمر أنه صبر ولم يعترض على أي شيء، بالرغم من معرفتي القليلة به إلا أنني متأكدة أنه سريع الغضب.
أنت تقرأ
My Pet Wolf ذئبي الأليف
Werewolfتُخطف، تدرِك، تحاول الهروب، وتنجح.... ثم تعود بإرادتها. تدرك خطأها، تندم، تحاول معالجة الأمور، ثم تتسنى لها فرصة الهروب مرة أخرى وترفض... ما الذي يدفعها لفكل كل هذا... بدأت الكتابة في مارس 2023 بدأ النشر في ماي 2023 انتهى في جويلية 2023