03

39.2K 1.5K 129
                                    

بقيت أتبعها وهي تحاول الرجوع لحياتها بينما أفكر في كيفية إقناعها بالبقاء دون صفع كل الحقائق في وجهها دفعة واحدة، لم أقنع أحدا من قبل ولم أفكر في ذلك أصلا لذا بدا لي الأمر مستحيلا ولا يحل إلا بطريقة واحدة، أن تتعايش معنا وتعرف كل شيء بالتدريج، ليس لديها حق في الرفض فهي رفيقتي ومكانها بجانبي وانتهى الأمر.

وصلت لنهاية الضفة أخيرا وبدت مستغربة جدا مما يحدث، رغم جدية الموقف ورعبها المرسوم على ملامحها إلا أن منظرها كان مضحكا كقط لم يكتشف وجود أذنيه إلا مؤخرا، وتدخّلت في النهاية:

-"لن تتمكني من عبور الجسر"، حاولت التكلّم بنبرة متفهمة وهادئة قدر المستطاع لكنها خرجت باردة كالعادة.

-"عفوا؟، ولمَ ذلك؟".

سخريتها المستفزة تختبر صبري وغضبي إلا أنني تمالكت نفسي أفكر أنها لا تعرف مع من تتحدث وأن ما أقوله سيبدو غريبا بكل تأكيد، لذا حافظت على برودة أعصابي بشق الأنفس لأتابع:

-" المكان مزود بتعويذة بحيث لا يستطيع أي شخص من الضفتين العبور للجهة الأخرى".

-" هل تنتظر مني أن أصدقك؟... ماذا؟... أتحسب نفسك تروي قصة ما قبل النوم لأختك الصغيرة أم ماذا".

حسنا لقد صرخت هذه المرة وأنا لن أتحمل أكثر لذا توقفت عن الحديث وفعلت ما أريده دون نقاش، حملتها على كتفي لأقضب حاجباي حين وجدتها أثقل مما تبدو عليه فهي نحيفة بعض الشيء، كان كتفها وظهرها صلبين بعض الشيء دلالة على تمرنها وهذا أحسن فهو يوفر عليّ الكثير من التعب بعدها.

-"ماذا تفعل، أنا لن أسمح لك، أنزلني يا حقير".

هي ستعيش معي ولن أهتم إن كانت بشرية أو شيطاناً حتى، ثم إنني سأحرص على تعليمها الأدب. كانت تتخبط وتضرب ظهري وصدري تحاول النزول وقد بدأت أفقد السيطرة على غضبي بالفعل، هذه الصغيرة تشتمني!.

-"أيها السافل اللعين، ماذا تظن نفسك بفاعل".

ما إن وضعتها على كرسي السيارة حتى صرخت في وجهها قائلا:

-"فلتصمتي واللعنة... اخرسي، أنتِ أول شخص يشتمني ولا يزال يتنفس".

ندمت فورا في اللحظة التي التقت فيها أعيننا ببعض، كانت تحمل خليطا من الصدمة والرعب و... الدموع، اللعنة لقد أرعبتها حتى البكاء، رغم الألم وتأنيب الضمير الذي اجتاحني إضافة إلى شتائم ثيو المتعددة لي إلا أني لم أستطع منع نفسي من تأمل تلك اللوحة الفنية الباكية الحزينة، كانت تبدو كأرنب صغير أضاع أمه، كطفل انتهت حلواه... وكم رغبت في ضمها وتقبيلها لتهدأ. حتما هي تشك في شيء الآن بعد رؤية الغضب في عيناي فهي لا تبدو بذاك الغباء، لن أستطيع فعل شيء من أجل ذلك... ستعرف الحقيقة على أي حال.

.

.

.

سارة

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن