24

21.4K 1K 49
                                    

-"وصلنا".

نطق لينكون بعد ساعات من القيادة، فتحتُ عيناي بعد محاولة نوم فاشلة وأنا أعدل من وضعية جلوسي لأقول:

-"أخيراً، كنت على وشك السؤا...ال، أين؟".

-"أين؟!، إلى أراضي مصاصي الدماء سارة، هل فقدتي ذاكرتكِ أم ماذا".

-"أعرف، أعرف لكن أين تلك الأراضي؟".

-"نحن عند البوابة، لم ندخل بعد".

رفعت نظري للخارج أبحث عن «البوابة» كما يقول،

إنه يستخف بعقلي ذاك الخائن، قلت بانفعال واستنكار:

-" حقاً؟!، حقاً لينكون أتسمي هذه بوابة؟، أتقول أن مصاصي الدماء يعيشون داخل كهف؟".

-"أنتِ لا تتوقعين أن يعيشوا تحت ضوء الشمس أليس كذالك؟".

انفعلتُ أكثر لأجيبه ويداي تحوم بشكل مضحك في الهواء في محاولة مني لإيصال عدم استيعابي الأمر له:

-"فهمت هذا لكن أتقول أنهم يعيشون داخل كهف واحد؟، مملكة كاملة!، كلهم معا في كهف واحد لينكون؟".

-"ستعرفين حين ندخل".

دخلنا الكهف الذي بدا كنفق يأخذ للجهة الأخرى التي يدعي لينكون أن هناك مملكة كاملة تتربع فيها، وكلما تعمقنا أكثر أظلم المكان أكثر.

-"أليس من المفترض أن يكون هناك حراس عند المدخل، أنا لا أرى أحداً هنا".

-"إنهم يحرسون الجهة الثانية فقط".

بدأ ضوء ما بالظهور من آخر النفق حتى أنار المكان بالكامل حين اقتربنا منه، رأيت حراس النفق يركضون نحو سيارتنا بطريقة مرعبة جعلتني أشدّ على يد لينكون بقوّة، استدار لينكون بقوة ليرى يدي الممسكة بيده، كنتُ سأزيلها لو لم يشدّ عليها هو الآخر ليقول:

-"لا تخافي، لن يفعلوا شيئا ما دمتي معي".

ربما كانت مجرد كلمات عرضية منه وربما لم يعنيها حتى، لكنها كانت كل ما أملك لأتشبث بها وأستمد منها القوة. أنزل لينكون زجاج نافذة السيارة ليقترب حارس منه وانحنى ليرى ما بداخل السيارة، كاد يفتح فمه ليقول شيئا لكن بدت علامات الصدمة عليه فجأة، أغمض عينيه واشتمّ المكان حوله ببطء شديد ثم فتح عينيه ليخترقا خاصتي وهو يبتلع ريقه بنهم، كاد قلبي يقف رعباً وتصنّمت أطرافي، زمجرة خفيفة خرجت من لينكون ليقول بحدّة:

-"افتح الممر وخذ أنفك ذاك بعيداً عن رفيقتي".

ابتعد الحارس أخيراً بتشنج ليصرخ لآخر:

-"افتح لملك المستذئبين ورفيقته".

دخلنا شوارع المملكة وانتابني الرعب أكثر، المكان مملوء بالإنارة باللون الأبيض والأحمر، أغلب البنايات باللون الأسود يتخللها بعض الأحمر ليعطي المكان انطباعاً أنك دخلت الجحيم لتوك، مبانيهم الراقية وقصورهم تدلّ على أنهم أغنى من المستذئبين بكثير، شعرتُ وكأنني لن أحسّ بالفرح بعد اليوم.

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن