04

34.6K 1.6K 154
                                    

استيقظت من نومي عطشة لا أدرك كم من الوقت قد غفوت، نظرة واحدة للسماء من السقف الزجاجي فوق السرير وعرفت أن الليل لا يزال يحتل الكون. شغّلت هاتفي لأرى أنها الساعة الرابعة فجرا ثم ألقيت نظرة على المختل النائم خلفي، كان نائما على بطنه بينما ال يزال جزئه العلوي مكشوفا تصرخ منه عضلات ظهره وكتفيه رجولة، شعره الأسود الناعم مبعثر ومنسدل على جبينه وفمه مفتوح قليلا... لمَ على المختلين المجرمين أن يكون شكلهم كالملائكة أثناء النوم.

لبست خفيه ما دمت لا أملك زوجا هنا وخرجت أبحث عن المطبخ حين اشتد بي الجوع، سكبت لنفسي كوب ماء حين وجدته أخيرا ثم قطعت بعض الفواكه التي وجدتها موضوعة فوق الطاولة. فضلت تناولها في غرفة المعيشة مقابل الحائط الزجاجي من أجل تأمل منظر الغابة في الظلام، كم كانت ستريحني مراقبة تحرك أوراق الأشجار بفعل النسيم لولا منظر الذئبين النائمين أمام باب المنزل.

جلست أفكر .... فقط أفكر. ما الذي عليّ فعله الآن، أنا لا أنتمي لهذا المكان ولا أشبه اناسه، يبدوا أن ذاك المختل لن يتركني في حال سبيلي بعد تأكيد تلك الخمسينية له أنني شريكته بطريقتها الغريبة، لن أستطيع المشي خطوتين خارج هذا المنزل دون أن تمزقني الذئاب إلى أشلاء، بالإضافة إلى أن المختل ساحر أو شيء ما بما أنه يستطيع سماع أخف الأصوات... ولا أعلم ما يستطيع فعله أيضا، سأجن حتما.

بقيت أنظر للفراغ حين انتهت كل أفكاري أراقب طلوع الشمس ببطء حتى خرجت من شرودي على صوت خطوات أقدام قادمة من الأعلى، التفت إلى الدرج فظهر المختل... بدلة رسمية سوداء وحذاء أسود وساعة تبدوا أغلى من شقتي، شعر مصفف بطريقة أنيقة جعلته يبدو جذاباً جدا.

لم يعرني أي لعنة واتجه للمطبخ دون أن يلتفت نحوي فتجاهلته بدوري وصعدت الدرج متجهة لغرفته، استحممت واستعملت خزانته من جديد... ارتديت سروال جينز ضيق وسترة بيضاء تظهر القليل من بطني وكعب عالٍ وتركت شعري مسدولا مموجا، لمحت عطورا ومساحيق تجميل فوق سطح طاولة بأدراج ومرايا على زاوية الخزانة، واستعملتها هي الأخرى...أعرف أنني بالغت في استعمال أشياء ليست خاصتي وليست في منزلي بل في منزل مختطف حتى، لكنني لا أملك ما هو خاصتي الآن.

اخترت أقراطا وخواتم تلائم ملابسي حين وجدتها في الدرج ثم نزلت عازمة أن أطلب منه إخراجي لأرى هذه الجهة من المدينة، ان كنت لن أعود للجهة الأخرى على الأقل يجب أن أجد عملا هنا، حتما هناك الكثير من صالات الرياضة التي ستقبل إحداها بمدربة جديدة... هذا إن تغاضيت على ما قالته اوكتيفيا عن كون جميع من يسكن على هذه الجهة أنهم غير بشر.

ما إن دخلت المطبخ حتى لفحت رائحة الطعام الشهي أنفي، وجدته جالسا على المائدة واضعا على طبقه قطعتين من الخبز المحمص بمعجون الفراولة وكوب قهوة.

-"اجلسي".

لم يبعد نظره عن طبقه حتى، كان هناك أطباق أخرى على الطاولة موضوع عليها الخبز المحمص وسلطة فواكه وجبن ومربى. جلست أمامه فتخدرت حواسي من رائحة عطره، تلك الرائحة الرجولية التي تجعلك تتوسل له كي لا يتحرك من أمامك أبدا، وطبعا، تظاهرت بعدم المبالاة وحملت طبقا فارغا وضعت فيه قطعة من الخبز المحمص ودهنت وجهها بالجبن وسكبت لنفسي كوب قهوة وبعض من سلطة الفواكه.

My Pet Wolf ذئبي الأليف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن